صرح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية، ومندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية، وعميد السلك الدبلوماسي العربى، أحمد بن عبد العزيز قطان، أن ما تعرضت له المملكة يوم السبت 4 نوفمبر الجارى، من إطلاق صاروخ "باليستى" من داخل الأراضى اليمنية موجها للعاصمة "الرياض"، ما هو إلا اعتداء سافر وعمل عدوانى من قبل الميليشيات التابعة لإيران فى اليمن، مشيرا أن اعتراض القوات السعودية للصاروخ أدى إلى تناثر الشظايا فى مناطق آهلة بالسكان ولم يكن هناك أى خسائر بشرية أو مادية ولله الحمد. وأوضح السفير قطان فى بيان صحفى اليوم، أن الصاروخ الذى أطلق مشابه للصاروخ الذى تم إطلاقه على مدينة "ينبع" بتاريخ 22/7/2017م، والذى كان صناعة إيرانية 100%، وأنه بالمعاينة والفحص بمشاركة خبراء التقنية العسكرية المختصين، ثبت أنه قد تم إرسال أجزائه إلى ميليشيات الحوثى فى اليمن والتى قامت بتجميعه، كما أن قدرة ذلك الصاروخ على عبور مسافة طويلة (900كم)، كتلك التى بين الأراض اليمنية والرياض، تدل على أنه متطور وبه إمكانيات تقنية تفوق إمكانيات الميليشيات التابعة لإيران فى اليمن، مما يثبت مشاركة خبراء من الجانب الإيرانى وحزب الله فى تجميعه وإطلاقه من الأراضى اليمنية.
وتابع هذا الأمر يؤكد تدخل إيران فى اليمن بدعمها لميليشيات الحوثى، واستهدافها للمملكة العربية السعودية، وهذا يعد خرقا واضحا وانتهاكا صارخا لقرار مجلس الأمن رقم (2216)، الذى ينص على ضرورة الامتناع عن تسليح تلك الميليشيات.
كما أكد قطان، أن إطلاق هذه الصواريخ المتطورة وبعيدة المدى بطريقة عبثية وعشوائية لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان مخالف للقانون الدولى الإنسانى، ويشكل تهديدا لأمن المملكة وللأمن والسلم الإقليمى والدولى، وتقويضا وإعاقة لكافة الجهود الدولية والإقليمية لإعادة السلام والأمن لليمن.
وشدد سفير خادم الحرمين الشريفين، على أن المملكة لن تقف مكتوفة الأيدى تجاه هذا العمل العدوانى الآثم من إيران، ولكنها تحتفظ بحق الرد بالأسلوب وفى التوقيت المناسبين وفقا لما يكفله القانون الدولى ويتماشى معه. مؤكدا أن المملكة قررت اتخاذ إجراءات مشددة لضمان عدم تهريب الصواريخ الباليستية لليمن، من أجل سد الثغرات الموجودة فى إجراءات التفتيش الحالية، وتتضمن قرار قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية فى اليمن" بالإغلاق المؤقت لكافة المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية، مع مراعاة استمرار دخول طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية وفق إجراءات أمنية محدثة.
وأشار السفير "قطان"، إلى البيان الذى أصدرته "قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية فى اليمن"، حيث أكدت أنها تعتبر إطلاق هذا الصاروخ على "الرياض"، عدوانا عسكريا سافرا ومباشرا من النظام الإيران، وقد يرقى إلى اعتباره عملا من أعمال الحرب ضد المملكة العربية السعودية، وتؤكد على حق المملكة فى الدفاع الشرعى عن أراضيها وشعبها وفق ما نصت عليه المادة (51) من ميثاق الأممالمتحدة وجميع المواثيق والشرائع الدولية.
ولفت السفير السعودى، إلى أن قيادة قوات التحالف تهيب بكافة الجهات المعنية بالتقيد بإجراءات التفتيش والدخول والخروج من المنافذ اليمنية المحددة والتى سيتم إعلانها لاحقا، حيث سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية فى حق كل من ينتهك تلك الإجراءات، كما حثت قيادة التحالف فى بيانها، أبناء الشعب اليمنى الشقيق وكافة الأطقم المدنية من بعثات إنسانية وإغاثية بالابتعاد عن مناطق العمليات القتالية وتجمعات الميليشيات الحوثية المسلحة، والأماكن والمنافذ التى تستغلها تلك الميليشيات التابعة لإيران لتهريب تلك الأسلحة أو شن عمليات عدوانية ضد المملكة، كما تحث البعثات الدبلوماسية على عدم التواجد فى المناطق التى لا تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية اليمنية.
كما تضمن بيان قيادة قوات التحالف، دعوتها المجتمع الدولى ومجلس الأمن ولجنة الجزاءات التابعة له والمعنية بتطبيق القرار رقم (2216)، لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة إيران على انتهاكها لقرارات مجلس الأمن، وأحكام ومبادئ القانون الدولى التى تجرم التعدى على حرمة الدول الأخرى.
وأشار سفير خادم الحرمين الشريفين، إلى ما حدث حينما أطلقت الميليشيات التابعة لإيران فى اليمن صاروخا باليستيا، قبل عدة أشهر، استهدفت به قبلة المسلمين فى مكةالمكرمة، مؤكدا أن عدم مواجهة مثل هذه الاعتداءات السافرة بإدانة قوية من جميع الدول فى المجتمع الدولى من شأنه أن يشجع الميليشيات التابعة لإيران على الاستمرار فى مثل هذا العدوان، وبالتالى تهديد لأمن واستقرار المنطقة وتقويض الجهود الرامية لتحقيق السلام فى اليمن واستتباب الاستقرار فى المنطقة.