بغداد تطمئن "المحور السنى" من "توغل إيران".. زيارة استثنائية من رئيس أركان العراق إلى الرياض.. مباحثات هامة لخطط مكافحة الإرهاب وإدارة الحدود.. وأول رحلة جوية من المملكة لبلاد الرافدين تنهى 25 عاما من القطيعة

فى إطار السعى المتبادل بين المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق لتعزيز التعاون فى مختلف المجالات خاصة العسكرية والأمنية والتجارية، بدأ رئيس الأركان العراقى زيارة اليوم إلى السعودية لبحث التنسيق فى مجال مكافحة الإرهاب وفتح المنافذ الحدودية بين البلدين.
الملك سلمان
وفى خطوة لطمأنة المحور السنى العربى ممثلاً فى المملكة العربية السعودية من التدخلات الإيرانية المتكررة فى المشهد العراقى، ترأس رئيس أركان الجيش العراقى الفريق أول الركن عثمان الغانمى، وفداً عسكرياً لإجراء مباحثات رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية الفريق أول الركن عبد الرحمن بن صالح، بهدف تعزيز العلاقات الأمنية والعسكرية بين البلدين، وذلك تلبية لدعوة وجهها المسؤول السعودى لنظيره العراقى خلال زيارته إلى بغداد في يوليو الماضي.

وسيناقش الغانمى، خلال زيارته الى السعودية التى تستغرق يومين، التعاون والتنسيق المستقبلي بين العراق والسعودية في مجال مكافحة الإرهاب وفتح المنافذ الحدودية التى تم العمل بها مؤخرا. إضافة الى تبادل المعلومات الاستخبارية ومواجهة التحديات والظروف التى تواجه امن وسلامة البلدين والمنطقة.

حيدر العبادى
من جهته، يقوم وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، بزيارة رسمية إلى العراق السبت المقبل، وأوضحت وسائل إعلام سعودية أن الوزير سيجتمع مع الرئيس العراقى فؤاد معصوم ويفتتح معرض هيئة الصادرات السعودية.

وتأتي زيارة الفالح، ضمن جولة خارجية تشمل أربع دول بدأها اليوم بالجزائر ويعقبها بزيارتين مماثلتين إلى كازاخستان وماليزيا لمناقشة عدد من الموضوعات في قطاعات الطاقة والصناعة والثروة المعدنية.


طيران سعودى
كان وزير النفط العراقى جبار اللعيبى، قد زار السعودية في الثامن من أغسطس الماضي على رأس وفد رفيع تلبية لدعوة رسمية وبحث أربعة ملفات تتعلق بالنفط والطاقة مع المسؤولين في المملكة.

فى غضون ذلك، وصلت اليوم الأربعاء إلى بغداد أول رحلة جوية من شركة ناس السعودية للطيران تليها طائرة للشركة الملكية السعودية بعد توقف دام 25 عاما، حيث ستكون هناك رحلتان اسبوعيًا.

وقالت شركة ناس السعودية، إنها ستطلق رحلات جديدة إلى العراق تكون أول ناقل جوى سعودي يبدأ رحلاته إلى العراق بعد أكثر من 25 عامًا من توقف الرحلات بين البلدين إثر احتلال العراق للكويت عام 1990. وأشارت إلى أن الرحلات ستبدأ من المطارات الرئيسية بالمملكة إلى عدد من المدن العراقية الأخرى خلال الأسابيع المقبلة.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة "طيران ناس" بندر المهنا،: "إن هذه لحظة تاريخية لنا، باعتبارنا أول طيران سعودي يهبط على أرض العراق الشقيق بعد هذا الانقطاع الطويل"، مشددًا بالقول "نتطلّع إلى تقوية العلاقات الأخوية بين البلدين".

وتوقع أن تجذب هذه الرحلات العديد من الأفراد والشركات بفضل الأسعار والمواعيد المناسبة للرحلات وشبكة الرحلات التى تربط المطارات الرئيسية بمختلف الوجهات الداخلية للسعودية.

وأمس الثلاثاء، بحث وزير النقل كاظم فنجان الحمامى مع سفير المملكة العربية السعودية فى العراق عبد العزيز الشمرى، تعزيز العلاقات بين البلدين فى مجال النقل. كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم مشتركة بين الطرفين لتنظيم خدمات النقل الجوى وتقديم جميع الخدمات الأرضية لطائرات المملكة وبالعكس .

وأكد الحمامى خلال الاجتماع، أن" العراق يسعى للانفتاح على جميع دول العالم خاصة الإقليمية، مشيرا إلى أن هناك "مصالح مشتركة مع الأشقاء السعوديين ونحن بصدد فتح أفاق جديدة للتعاون بمختلف مجالات النقل".

وأوضح أنه تم الاتفاق على تسيير رحلات جوية من مطارات السعودية إلى المطارات العراقية، مشيراً إلى أن اليوم الاربعاء سيشهد هبوط طائرة شركة "ناس" السعودية فى مطار بغداد الدولى تليها طائرة أخرى من الملكية السعودية .

وفي 15 من الشهر الحالى، وقعت شركة الخطوط الجوية العراقية مع الجانب السعودى مذكرة تفاهم على تسيير رحلات جوية متبادلة بين البلدين.

وقال بيان لوزارة النقل العراقية، إنه "فى إطار التعاون المشترك بين سلطة الطيران المدني العراقي والهيئة العامة للطيران المدني السعودي، عقد إجتماع موسع في مقر شركة الخطوط الجوية العراقية داخل مطار بغداد الدولي بين مدير عام الشركة ميران فريد، وعدد من مدراء الأقسام والشعب مع وفد شركة الخطوط الجوية السعودية. موضحا أن "الاجتماع تضمن توقيع مذكرة تفاهم مشتركة بين الطرفين لتنظيم خدمات النقل الجوي بين البلدين وتقديم كافة الخدمات الأرضية لطائرات المملكة وبالعكس".

وأشار مدير عام شركة الخطوط الجوية العراقية، إلى أن الاتفاق تضمن أيضاً تسيير رحلات جوية من مطارات المملكة العربية السعودية إلى المطارات العراقية وبالعكس ابتداءً من 30 من الشهر الحالي على أن تشمل الخدمات الأرضية من الإعاشة والتنظيف والوقود وتحميل الحقائب والطواقم والمعدات الضرورية إضافة إلى خدمات الشحن الجوى وتهيئة المستلزمات المطلوبة لتغطية إحتياجات نقل البضائع بكل الأصناف .

وأوضح أن "ذلك يأتي بعد الاهتمام الكبير الذي أبداه وزير النقل العراقي كاظم فنجان الحمامي بضرورة الانفتاح على المحيط الاقليمي والدولي في جميع المجالات المتعلقة بالطيران المدني والخدمات الأخرى التي ترافق ذلك.