ما حققه شباب الFace Book فى حشد الناس للمظاهرة فى يوم 25 يناير شىء عظيم، والأعظم هو استجابة كثير من المواطنين البسطاء فى جميع المحافظات خصوصا يوم الجمعة، فمن كان موجودا يومها من المتظاهرين وقف أمام رصاص الأمن حتى سقط منهم بالفعل العديد من الشهداء، صمود هؤلاء فقط وكسرهم حاجز الخوف هو الذى غير المشهد السياسى، فبعد ذلك كان تدخل الجيش وتأمينه لهم وليس ترويعهم هو الذى شجع كثيرا من الجماهير من الانضمام لهم فى المظاهرة المليونية. راهن المتظاهرون على المظاهرة المليونية وراهن السياسيون من المعارضين والمؤيدين وكسب المتظاهرون الرهان، ولكن ليس هذا فقط ما كسبوه ولكن أيضا كسب المتظاهرون ثورتهم بعض أن أنقذوها من أيدى كل من حاول ركوب الموجة وحصد المكاسب بعض أن أكدوا أن كل من يتكلم باسمهم كلامه باطل لأنه لا يمثلهم. وبعض كل هذا تجلى المكسب الرئيسى عندما أعلن الرئيس بحكمته عدم ترشيحه للرئاسة لفترة أخرى، وأنا أتوجه بالنصح لكل المتظاهرين بميدان التحرير وباقى محافظات الجمهورية أن يستمعوا لصوت الحكمة والعقل ويتخلوا عن العناد العقيم، وأن يعلموا أن منصب الرئيس يجب ألا يترك فارغا ولو ليوم واحد للمحافظه على استقرار البلاد، وعلى الشرعية الدستورية ولنقل السلطة بشكل سلمى، كما يجب عليهم أن يستثمروا جهودهم لحشد الشعب فما هو أتى من انتخابات سواء انتخابات برلمانية فى الدوائر المطعون بها أو انتخابات الرئاسة خلال أشهر معدودة، كما يجب على عقلاء وحكماء هذه الأمة أن يسعوا لتكوين أحزاب حقيقية يلتف حولها الناس، وأن يعدو برامج انتخابية تحترم عقلية المواطن بعد ما سيتم إجرائه من تعديلات دستورية خلال الأيام المقبلة بدلا من هذه الأحزاب الكرتونية التى ليس لها أى ثقل سياسى أو رصيد جماهيرى. وأخيرا أود أن أجيب على كل من يخشى عدم تنفيذ ما تم من وعود بأن حاجز الخوف انكسر وأن ميدان التحرير وباقى الميادين بباقى المحافظات كذلك موجودة فلتنزلوا للشارع مرة أخرى إذا لم يتم تنفيذ هذه الوعود، فلقد عرفتم أى طريقا تسلكون وتعلمتم وعلمتم الكثيرين الطريقة المثلى لتحقيق المطالب.