هل يمكن تصور كأس عالم في كرة القدم من دون الأرجنتيني ليونيل ميسي؟. ستقامر الأرجنتين بمصيرها في تصفيات مونديال 2018 في روسيا ضد الإكوادور في مباراة أخيرة شديدة الخطورة من تصفيات أمريكا الجنوبية. وتحل الأرجنتين ضيفة على الإكوادور في وقت متأخر من الليلة "الثانية صباحا" على ارتفاع 2850 مترًا في العاصمة كيتو، وتحقيق الفوز هناك لن يكون سهلاً استنادًا إلى لقاءات المنتخبين اذ يعود الفوز الأخير للأرجنتين إلى 2001. وفي تصفيات كأس العالم، خسرت الأرجنتين مرتين في كيتو (2005 و2009)، وتعادلت في 2013.
وقد تكون الايجابية الوحيدة بالنسبة إلى الأرجنتين أن الإكوادور خسرت مبارياتها الخمس الأخيرة، ما أدى إلى إقالة المدرب الأرجنتيني جوستافو كوينتيروس والاستعانة بمواطنه خورخى سيليكو مؤقتًا.
وفاز ليونيل ميسي بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات، لكن "هناك العديد من اللاعبين الكبار لم يفوزوا في المونديال، فيما توج لاعبون آخرون أقل شهرة. هذه هي جمالية كرة القدم" فى نظر رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو الذي اعتبر أن تصفيات أمريكا الجنوبية "هي الأصعب في العالم".
والدليل أن ميسي الذي ينتظر منه دائمًا الكثير مع المنتخب، وزملاؤه هم حاليًا خارج المنافسة نظريا باحتلالهم المركز السادس في مجموعة أمريكا الجنوبية، في حين أن المركز الخامس يمنح صاحبه حق المشاركة في ملحق، ويحجز الأربعة الأوائل بطاقات التأهل المباشر إلى روسيا.
ويتخلف وصيف بطل مونديال 2014 (25 نقطة) بفارق كبير عن البرازيل المتصدرة التي ضمنت تأهلها (38 نقطة)، فيما اقتربت الأوروجواي من التأهل (28 نقطة)، وتعتبر تشيلي وكولومبيا (26 نقطة لكل منهما) في موقع جيد للعبور، البيرو الخامسة (25 نقطة مثل الارجنتين) هي نظريا في الملحق.
وعدم تأهل الأرجنتين ستكون بمثابة مأساة وطنية وستهز عالم كرة القدم، خصوصا أن الأرجنتين لم تغب عن كأس العالم إلا مرة واحدة عام 1970 في المكسيك، ثم توجت مرتين عامي 1978 و1986، والأخيرة مع النجم دييجو مارادونا، ومونديال من دون ميسي لن يكون له نفس الطعم.
ميسي
- ارتفاع كيتو ورقة الإكوادور
قد يكون بمقدور ميسي ورفاقه بلوغ الملحق (واللعب ضد نيوزيلندا الضعيفة)، أو حتى حجز إحدى بطاقات التأهل الثلاث المتبقية إذا سقط الآخرون، لكن الارمادا الأرجنتينية التي تضم إضافة إلى ميسي العديد من النجحوم مثل انخل دي ماريا وخافيير ماسكيرانو وباولو ديبالا.. لم تقنع حتى الآن.
وحققت الأرجنتين ثلاث تعادلات في مبارياتها الثلاث الاخيرة (3 من 9 نقاط): صفر-صفر في الأوروجواي، و1-1 على أرضها مع فنزويلا ثم صفر-صفر على أرض البيرو.
وأمام الميكروفونات والكاميرات، يصرح مدرب الأرجنتين خورخي سامباولي انا "واثق"!!..
لكن "ارتفاع مدينة كيتو سيكون حليفا دائما لكرة القدم الإكوادورية باعتقاد مواطنه سيليكو الذي يشير بالبنان الى "العقم الهجومي" للأرجنتين.
وسجلت الأرجنتين في المباريات ال17 في التصفيات 16 هدفًا أي أقل من البرازيل ب22 هدفا، وأكثر بهدفين فقط من بوليفيا صاحبة أسوأ خط هجوم.
ورغم العقم الواضح، استبعد سامباولي من التشكيلة غونزالو هيجواين (31 هدفا في 68 مباراة) وسيرخيو أجويرو (33 هدفا في 82 مباراة)، هدافي يوفنتوس الإيطالي ومانشستر سيتي الإنجليزي على التوالي.
لكن الأزمة أعمق من ذلك بكثير، ففي مدى 10 سنوات، خضع اللاعبون لإشراف سبعة مدربين (الفيو باسيلي، دييجو مارادونا، سيرخيو باتيستا، اليخاندرو سابيلا، خيراردو مارتينو، ادجاردو باوتسا وسامباولي)، لم يستطع أي منهم الحصول من ميسى على نفس المردود الذي قدمه لناديه الوحيد برشلونة الإسباني.
وقال المحامي رودولفو دومينجيز (46 عاما) ساخرًا "يجب أن يرتدي قميص برشلونة تحت قميص المنتخب"، معبرًا بذلك عن تذمر العديد من الأرجنتينيين يرون ميسي يتألق مع برشلونة ويعجز مع منتخب بلاده.
ميسي في الإكوادور
نهاية فيلم ورأى المدرب باتيستا الذي اشرف على المنتخب الأرجنتيني في 2010-2011 (8 انتصارات و6 تعادلات و3 هزائم) بعد أن عمل مساعدًا للمدرب (2008-2010)، "هذا الأمر ليس حديثًا. إنها نهاية فيلم آراه منذ 10 سنوات. نحن نعمل بشكل سيء".
وأضاف: "أنا لأؤمن كثيرًا بالمشاريع، وفي كرة القدم عندنا غير موجودة (المشاريع). سبعة مدربين في 10 سنوات، ثلاثة منهم خلال فترة التصفيات الحالية، هذا الأمر لا يحصل في أي مكان آخر".
وقال سيرخيو جارسيا (60 عاما) وهو صاحب فندق يضع ضمن إطار في مطعم فندقه قميصًا للمنتخب قدمه له مارادونا، "هذا المنتخب يفتقد للاعبين جيدين لمساندة ميسي، وليس له شخصية. لا أرى في الملعب لاعبين يعطون كل شيء، ويفتقدون للروح القتالية".
واستعدادًا لهذه المباراة الحاسمة، وضع سامباولي الذي تولى المهمة في يونيو، خطة من يومين تدريبيين في جواياكيل، ثاني مدن الإكوادور على شاطىء المحيط الهادي على أن يتم الانتقال الى كيتو قبل ساعات من المباراة، وهي إستراتيجية يتم اللجوء إليها عادة للحد من آثار الارتفاعات الشاهقة.
وسيحبس 41 مليون أرجنتينى أنفاسهم مع إطلاق صافرة بداية المباراة، وسيقع بعد ساعتين انفجار من الفرح أو الألم في بلد تعتبر كرة القدم فيه غذاء الروح الأساسي.