العودة إليه نجاة

حاول أن تحتفظ بهدوء عقلك ووعيك وفكرك وفهمك وطقوسك ويقينك بما تؤمن به عندما تجد من حولك فقدوا اتزانهم واهتزوا من الداخل، وفقدوا القدرة على التمييز بين الحق والباطل، حاول أنت أن تحتفظ بثبات نفسك وهويتك عندما يشك من حولك فى قدراتك وطاقاتك.
يقول لويس كاس: "قد يشك الناس فيما تقول، لكنهم سيصدّقون ما تفعل."
حاول أن لا تلجأ للكذب فى زمن عز فيه كلمة الصدق والنية السليمة، ولا تكن رهينة لميولك الشريرة وردود فعلك عندما يخدعك من حولك، وأن لا تدع للكراهية مكان فى قلبك عندما تشعر بالظلم والإهانة.
يقول معروف الرصافي: "وأعجب ما فى الكائنات ابن آدم.. فما غيره فى الكائنات مريب، يذمم فعل السوء وهو حليفه.. ويحمد قول الصدق وهو كذوب."
حاول أن تبصر طريق الأمان مهما كانت هاوية الرعب، واحلم بيوم الخلاص فضمانات السماء أعظم، ومهما كانت أحوالنا سيئة وضاقت بنا الأرض فإن عطاء الله أكثر وأبواب رحمته واسعة وأبواب خلاصة مفتوحة.
يقول سنان أنطون: "فى السماء تنحنى الأعمدة، تبحث عما يستحق الإضاءة، لكن الشوارع مكتظة بالفراغ."
حاول برغم صخب الحياة أن لا تفقد الأمل فى العودة إلى الله فى عتمة اللاوعى عندما يحاصرك تاريخك الساقط وحياتك الفاشلة وكبرياء الخطيئة، فقط ارفع عن عينك قشور الزيف لترى أمامك النور الحق ليبصرك ما لم تكن تراه وتنصت لصوت الهداية والرحمة.
يقول نجيب محفوظ: "الزيف فى الحياة منتشر كالماء والهواء وهو السر الذى يجعل من باطن الإنسان حقيقة نادرة، وقد تخفى عن بصيرته فى الوقت الذى تتجلى فيه لأعين الجميع."
فتح الله أمامنا أفاقا لا حدود لها فى كونه العظيم فمهما كانت أحلامنا عظيمة فالطريق إلى الله أعظم والعودة إليه نجاة، وسيحقق لنا ما يفوق أحلامنا.
يقول محمد ناصر الدين الألباني: "الطريق إلى الله طويل ونحن نمضى كالسلحفاء وليست الغاية أن نصل إلى أخر الطريق، ولكن الغاية أن نموت ونحن على هذا الطريق."