كشف الدكتور حسن أبو العينين، مدير مركز أمراض الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، أن 7 % فقط من مرضى الكلى هم الذين يجرون عمليات زراعة عن طريق تبرعات أقاربهم، مضيفا أن 93 % من المرضى لا يتمكنون من ذلك. وأبدى أبو العينين سعادته بخروج قانون نقل وزراعة الأعضاء إلى النور، خلال فعاليات مؤتمر "الممارسات والواقع فى نقل وزراعة الأعضاء"، الذى عقد بالمركز أمس، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى، إلى حملة يشارك فيها رجال الدين ونجوم الفن والمجتمع والرياضة والإعلام من أجل تغيير ثقافة تقديس جسد المتوفى، والتشجيع على السماح بنقل الأعضاء من حديثى الوفاة، مشدداً على أن الضوابط التى وضعها قانون زراعة الأعضاء الصادر حديثا كافية لمنع أية عمليات للتلاعب. وأشار أبو العينين إلى أن تكلفة علاج مريض الكلى تصل إلى 25 ألف جنيه سنوياً، ويظل رغم ذلك يعانى طوال حياته، ولا يستطيع العمل، فى حين تقل القيمة كثيرا فى حال إجراء عملية نقل حيث تتراوح ما بين 10 : 15 ألف جنيه، ولكن الفرق أنه يكون مواطناً قادراً على العمل ومنتجاً. وأشار الدكتور عادل بكر، رئيس وحدة الكلى بالمركز، إلى أنه تم إجراء 1810 عمليات جراحية بالمركز، منذ 1976 حتى اليوم ليس من بينها حالة واحدة من خلال تجارة الأعضاء، وأوضح أنه حتى فى حالة التبرع من قبل الأزواج يشترط المركز أن يكون الزواج مستقراً لمدة سنتين على الأقل. ولفت إلى أن 11 % من المتبرعين بالمركز من غير الأقارب، وأنهم يتبرعون للأطفال الذين ليس لديهم أهل، ولمرضى الفشل الكلوى وراثيا، والذين لا يوجد بعائلاتهم من يمكنه التبرع له، مشددا على أن المركز يضع تضييقاً شديداً فى الخناق لغير الأقارب، حتى لا تتم المتاجرة بالأعضاء. بينما أكد الدكتور محمد عبد الوهاب، أستاذ وحدة زرع الكبد بالمركز، أن معدلات الإصابة تشير إلى أنه سيكون لدينا خلال العشرين عاما المقبلة 20 مليون مريض فى مصر، لافتا إلى أن عمليات نقل وزراعة الكبد من الأحياء تفوق عمليات النقل من الأحياء فى أمريكا 40 مرة. وأكد أن المركز لم يشهد نهائيا منذ إنشائه إجراء عمليات جراحية فاشلة أدت إلى فقد المتبرع أو المريض له مثلما حدث فى بعض المراكز بمصر، محذراً من تجاهل الحكومة لمرضى الكبد، وقال، "الحكومة لا تريد أن تعترف بالمشكلة ولا تناقشها بالصراحة الكافية، وأرقامها مشكوك فيها، و8 ملايين مريض سنفقدهم خلال السنوات المقبلة، وإذا احتاج 1 % من مرضى الكبد لعمليات زراعة كبد كل سنة لن تكفى مستشفيات مصر كلها".