باسم فتحى، أحمد ماهر، أحمد عفيفى، 3 شباب مفرج عنهم ضمن مجموعة 6 أبريل، فى المعتقل سمعوا الكثير عن عبد الناصر وأرادوا أن يستحضروا روحه، فذهبوا إلى مسقط رأسه، الإسكندرية ليشاركوه إنجازه، الذى أضاء العالم الثالث أجمع وليس مصر وحدها، وهناك فى سماء سيدى بشر طيروا طيارة ورق بألوان علم مصر، لكن جنرالات الأمن، لم يستطيعوا، أن يتحملوا مجرد إحياء، الذكرى فاعتقلوهم، ولكن شباب 6 أبريل قالوها فى كلماتهم البسيطة، "الحلم لن يموت والأمل موجود". اليوم السابع سعى إلى المؤمنين بالأمل والتغيير من شباب 6 أبريل، وكان الحوار التالى ... ما سبب ذهابكم للإسكندرية يوم 23 يوليو؟ ذهبنا بدعوة من حزب الغد بالإسكندرية لحضور لقاء شبابى يضم شباب 6 أبريل من مختلف المحافظات لتعميق الروابط بيننا، واستضافنا محب عبود أحد قياديى الغد بالإسكندرية، وكان مجرد لقاء عادى يسوده روح الصحبة والألفة بين الشباب الذين يلتقون لأول مره بعد اللقاءات العديدة على الفيس بوك. ماذا غير اللقاء؟ فكرنا نقضى يوماً ظريفاً على شاطئ سيدى بشر بالإسكندرية، نظهر فيه "بشكل مختلف" فكرنا، وعملنا طياره ورق كبيره عبارة عن علم مصر، وغنينا أغانى سيد درويش والشيخ إمام، بعيداً عن أى نوع من أنواع العنف كشباب متحضر يحب مصر. متى بدأت المضايقات الأمنية لكم؟ بدأت مع توافد المخبرين بأعداد كثيرة إلى أن اقترب منا أحد ضباط الشرطة وطلب مننا مغادرة الشاطئ وعدم إطلاق الطائرة الورق فى الجو فرفضنا. ماذا كان رد فعل الضابط عند رفضكم مغادرة الشاطئ؟ أخذ الضابط الطيارة ذات الثلاثة ألوان الممثلة لعلم مصر بالقوة دون أدنى اعتبار، ووضعها تحت قدمه، وزادت أعداد المخبرين والعساكر والبلطجية وأجبرونا على الخروج. ماذا فعلتم بعد ذلك؟ مشينا على الكورنيش رافعين أعلام مصر، نكرر الأغانى الوطنية. هل تعرضتم لمضايقات أخرى؟ الأغانى الوطنية التى رددناها على الكورنيش بصوت واحد وفى نفس واحد، كان لها تأثير على العديد من أهالى الإسكندرية الذين انضموا إلينا مما اضطر الأمن لمحاصرتنا، وقبضوا علينا. هل هناك اعتداءات من قبل الأمن بعد القبض عليكم؟ طلب الضباط منا الانبطاح على الأرض ثم انهالوا علينا ضرباً بالعصى وبالأيادى والأرجل وأجهزة اللاسلكى وبظهر الطبنجات، أخذوا منا الإعلام وقذفونا بالشتائم وقذفوا مصر بالسب وتم القبض على شخص بالخطأ وكلما تكلم أسكتوه ضرباً. إلى أين أخذتكم قوات الأمن؟ أوقف المخبرون عربات أجره، وأركبونا فيها بالإكراه مع استمرار الضرب والشتائم، اعتقلوا 14 من إجمالى 30 شاباً على الكورنيش، حتى "ماهينور المصرى" البنت الوحيدة معنا تعرضت للضرب، ذهبنا لقسم شرطة محطة الرمل وهناك "شوفنا الويل". كيف كانت المعاملة فى قسم شرطة الرمل؟ وقفنا 6 ساعات ووجهنا للجدار، أخذوا منا كل المتعلقات الشخصية تليفونات وبطاقات شخصيه ومنعنا من الاتصال حتى بالأهل أو المحامين، مع إهانة وترهيب مستمر، ولو نظر أحد منا للآخر ينهالون عليه بالضرب. هل هناك أحد من الضباط تعاطف معكم؟ يمكن كانوا متعاطفين معنا لكن التواجد المكثف من أمن الدولة والتعليمات الشديدة منهم بالمعاملة القاسية، جعلهم مجبرين على إظهار الوجه القبيح. كيف كان يتم التحقيق معكم؟ دخلنا بشكل فردى واجهونا بتهم أول مرة نسمع عنها مثل قلب نظام الحكم والحض ضد كراهية النظام، وتكدير السلم العام والتجمهر وحيازة منشورات. كيف قضيتم مساء يوم التحقيق؟ "كانت ليله سودة" أتحجزنا فى غرفة ضيقة جداً بدون أكل، لكن الأهم خوفنا على أهلنا من بطش الأمن، حتى جاء الصباح وعرضنا على النيابة بدون سابق علم وبدون تواجد أى محامٍ. كيف تعامل وكلاء النيابة معكم؟ كان لهم موقف عدوانى ليس كما توقعنا، واستمراراً لما حدث بقسم الشرطة تكررت الإهانة وتلفيق التهم. ماذا بعد العرض على النيابة؟ أفرج عن ماهينور، ورجعنا للحجز وعرضنا صباح اليوم التالى مرة ثانية على النيابة. هل تكررت نفس المعاملة من وكلاء النيابة؟ منعوا المحامين من الحضور وبدأ التحقيق فى وجود ضباط أمن دولة، وصدر قرار بحبسنا 15 يوماً على ذمة التحقيق. كيف كان شعوركم بعد علمكم بالحبس 15 يوما على ذمة التحقيق؟ "شعرنا بالذل" فالنوم على الأرض بزنزانة الترحيلات، التى أغلقت على مدار 24 ساعة بأوامر من أمن الدولة، وكانت المعاملة أقرب لمجرمى الحروب حتى تغلب الشك علينا "هل نحن فى مصر أم فى بلد آخر" كيف كان اليوم الأول لكم فى سجن برج العرب؟ شعرنا بالنصر خاصة عندما احتفل بنا كل المعتقلين مثل كريم عامر ومسعد أبو فجر ومعتقلين آخرين من الإخوان المسلمين، وأهالى المحلة الذين لم يفرج عنهم وقابلونا مقابلة لا توصف (كانوا شايلنا من على الأرض شيل). هل كان هناك فرق فى المعاملة فى سجن برج العرب وبين الترحيلات وقسم الشرطة؟ على الرغم من إننا لم نتلق طعاماً ولم تخل مضايقات أمن الدولة من التضييق علينا، فالمعاملة فى السجن كانت أفضل نسبيا. كيف جرت الأمور بعد ذلك؟ استأنف محامى الدفاع ضد الحكم الصادر، وأخلى سبيلنا إلا إن النيابة استأنفت ضد حكم القاضى الذى رفض الاستئناف. لماذا تأخر خروجكم من المعتقل رغم صدور قرارات الإفراج؟ أيام الإفراج هى ثلاثة أيام من التكدير ورحلة عذاب، من خلال الروتين الشديد لإدارة الترحيلات والتعنت المتعمد من أمن الدولة، فتم ترحيلنا إلى أقسام الشرطة التابعين لها والبعض عرض على أمن الدولة أولاً، قبل الإفراج مثل "مدحت شاكر، عمرو إبراهيم" والبعض الآخر لم تقبل الأقسام استلامهم مثل نور الدين حمدى وخالد عادل. ما نشاطكم فى المرحلة القادمة بعد سلسله الاعتقالات؟ استكمال أنشطتنا التى توقفت والعمل على بث روح الانتماء للوطن، ونشر التوعية السياسية بين قطاع عريض من الشباب "وأحنا برده هنطير طيارة بلون علم مصر".