قال حازم الببلاوى، مستشار صندوق النقد العربى، إن دولة مثل سنغافورة فى الوقت الذى صنعت فيه المعجزة الاقتصادية، كان يترأسها ديكتاتور، ولكن كان يحكمها بالقانون ويسيره على الجميع، وفى نفس الوقت كان لا يؤمن بحرية الأحزاب السياسية، إلا أنه أعطى للموظفين فى القطاع الحكومى رواتب أعلى من العاملين فى القطاع الخاص لإيمانه بقدرتهم على التنمية والنهوض. وعلل الببلاوى ما حدث فى تونس خلال حواره أمس مع الإعلامية لميس الحديدى، فى برنامج من قلب مصر، الذى يذاع على قناة نايل لايف، أن النظام التونسى توغل فى الفساد بشكل مبالغ فيه، حتى وصل إلى المافيا والسرقة من قبل أولاد أقارب زوجة الرئيس التونسى، مضيفا أن الزعيم بورقيبةلم يكن ديمقراطيا ولكنه فى نفس الوقت وضع نظاماً تعليمياً جيداً، بالإضافة إلى الإدارة الحكومية التى كانت أكفأ الإدارات فى المنطقة، ومما حقه بن على من إنجازات فى البداية كان بفضل ما ورثه من بورقيبة. وأضاف الببلاوى أن الأسباب التى أدت إلى انتفاضة الشعب التونسى هى أن المواطنين لم يأخذوا حقوقهم وارتفاع نسبة المتعلمين، وانفتاحهم على الدول الغربية وعدم قدرتهم على الحصول على وظائف، مشيرا إلى أن الدول العربية معرضة لعدد من المخاطر خلال المستقبل، منها فقر المياه وأغنى البلاد فى نفس الوقت فى الطاقة وخاصة الطاقة الشمسية، مشيرا إلى أن لا توجد دولة واحدة فكرت فى استغلال هذه الطاقة اقتصاديا بما يعكس عدم التفكير فى المستقبل بعد 50 عاماً. وأضاف الببلاوى أن المؤشرات الإجمالية للاقتصاد المصرى مطمئنة، مضيفا أن المواطنين لا تشعر بتحسن مستوى الاقتصاد ومعدلات النمو لعدم وجود عدالة فى التوزيع، مشيرا إلى أن مشكلة الضغط السكانى من أبرز تحديات الاقتصاد المصرى وندرة الموارد الطبيعية. وطالب الببلاوى بالاعتماد على استيراد المواد الأولية والنصف مصنعة للنهوض بالصناعة المحلية، مشيرا إلى أن هذه المواد تمثل نسبة ال50% فقط الصادرات الصناعية، ويتم تغطية الباقى من خلال البترول والسياحة والتحويلات الخارجية. وأشار الببلاوى إلى أنه لابد معرفة المعالم الرئيسية للاقتصاد المصرى، حتى يتم وصف الروشتة العلاجية له، حيث إن الملامح الرئيسية له هى الكتلة السكانية وفقر الموارد الطبيعية، مضيفاً أن أى روشتة لابد أن إستراتيجية لابد أن تحتوى على جانب لمواجهة الارتفاع السكانى ورفع الكفاءة الإنتاجية، وزيادة الصناعات التحويلية، مضيفا أن التعليم سيشارك بدرجة كبيرة فى تقليل السكان وخلق ثقافة العمل. وقال الببلاوى إن الدعم ليس قضية اقتصادية بقدر ما هو قضية سياسية، كما أنها مسألة ملتهبة ومن المفروض عدم الاقتراب منه، وأن نجعله كفئاً فمثلا الخبز لا يحتاج إلى الدعم وإنما الفقراء أو من خلال توزيع الخبز بالكوبونات.