أكد الدكتور حازم الببلاوي الخبير الاقتصادي مستشار صندوق النقد العربي أهمية بناء كيان متكامل للمؤسسات المالية في مصر مع تنويع الأدوات المالية من أجل تجاوز الأزمات الاقتصادية العالمية. وأبدي الدكتور حازم الببلاوي قلقه علي القطاع المصرفي في مصر في ظل إزدواجية الإدارة التي يعاني منها في الوقت الحالي. وقال الببلاوي- في حفل اليوبيل الذهبي بمعهد التخطيط القومي أمس' الأحد' برعاية الدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية- إن هناك كوادر بشرية تعمل في القطاع المصرفي بأجور مرتفعة مبالغ فيها بعيدا عن مستويات بقية العاملين الآخرين في البنوك. وأشار الببلاوي إلي تفاوت الأفكار بين القيادات والعاملين في القطاع المصرفي من بنك إلي آخر. وأوضح أن المعيار الأساسي في نجاح البنك حاليا هو معدل الأرباح, منتقدا هذا التوجه قائلا' إن المعيار الصحيح هو مدي نجاح البنوك في توفير التمويل اللازم للمشروعات التنموية التي تتيح فرص عمل وقيمة مضافة للاقتصاد الوطني'. وأعرب الببلاوي عن مخاوفه من إعلان البنك الأهلي مؤخرا عن طرح سندات تصل إلي1500 مليون دولار في جزر كايمان' في جزر الباهاما', مشيرا الي أن لجوء البنك إلي الاستدانة من الخارج يتناقض مع وظائفه في جمع الأموال والتمويل وليس الاقتراض. وأشار إلي أن الأزمات المالية هي من طبيعة الاقتصاد المالي بصفة عامة, موضحا أنه يختلف عن النظام الاقتصادي العيني, حيث إن أصوله تدخل في السوق لتبقي أما الاقتصاد العيني فأصوله يتم استهلاكها. ودعا الدكتور حازم الببلاوي الخبير الاقتصادي مستشار صندوق النقد العربي إلي ضرورة تبني مصر موضوع خلق التكنولوجيا محليا من خلال العمل علي تصنيعها محليا وليس استيرادها. وأشار الببلاوي إلي أن التقدم البشري يعتمد علي التقدم التكنولوجي, مطالبا بوجود رؤية تكنولوجية علي المدي الطويل حتي يجعلنا علي الطريق الصحيح داخل المنافسة العالمية. من جانبه, أكد الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس مجلس الوزراء الأسبق ضرورة خلق منظومة اقتصادية تجمع بين مزايا النظامين الاشتراكي والرأسمالي, مطالبا بإعداد دراسة وافية لمستقبل مصر تحدد المنهج بوضوح وتحدد المزايا التي يمكن الاستفادة من النظامين. بدورها, أكدت سلوي العنتري مدير عام إدارة البحوث بالبنك الأهلي سابقا أن هناك تغييرات كثيرة حدثت لقيادات الجهاز المصرفي اعتمدت بنسبة كبيرة علي خبرات دولية ومن دول الخليج العربي وهي محملة بفكر مالي وتسويقي متحرر من القيود وهو ماكان يحقق ميزة وفي نفس الوقت لم يحقق التجاوب السريع مع السوق المحلي. وقالت إن المعيار الأساسي للبنوك حاليا هو الربح دون الالتفات الي معيار التمويل للمشروعات. وقال اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء إن البشر هم المدخل الرئيسي لدعم وسائل التنمية في مصر, مشيرا إلي أن الجهاز يضع تحت يد الحكومة والقطاع الخاص والمسئولين والدارسين جميع الخصائص الاجتماعية والديموجرافية والتعليمية لتوزيع البشر في مصر, مستخدما في ذلك أحدث الوسائل الاحصائية في العالم. من جهتها, أكدت الدكتورة فادية عبدالسلام مدير معهد التخطيط القومي أهمية التخطيط السليم في التنمية وأن تكون هناك رؤية طويلة المدي وسيناريوهات بديلة من أجل مستقبل اقتصادي أفضل.