أيها الإنسان المعذب ماذا اقترفت يداك من الذنوب حتى صرت شاعرا ً؟ تحمل فى صدرك وفوق أكتافك أجولةً معبئةً بهموم الناس أتظنها نعمة؟! أتخدع نفسك؟! بأن الشعر موهبة كبرى؟! والكلمات تؤرق مرقدك تجعلك تناجى سكون الليل تتوجع من ألم الكلمات التى فى داخل بطنك وتتوحم لدفاتر أشعارك مثل السيدة الحبلى وتعانى فى كل مخاض حتى تخرج للنور قصيدة أخرى وتغوص بعيداً وبعيدا ً تغوص رغم البرد القارس رغم الحر اللافح فى أعماق بحور المعنى وتفتش أركان العقل وتظل ليل نهار شارد الفكر محدق النظر كأنك تنشد ضاله تتذوق طعم الحرف وتهذى بكلام كالسحر وتمشى فوق الأشواك وتدنو من عش الدبابير وتنزف فوق الأوراق دماءك فى صورة حبر تعتصر الذهن وتغزل أثوابا ًمن وحى خيالك وتبنى قصورا ً فوق رفات العمر الضائع ماذا اقترفت يداك من الذنوب حتى صرت شاعراً؟ ما أظن الشعر نعمة فى هذا العصر الحديدى المتجرد من كل الإحساس عصر الهم المتجسم والجاثم فوق صدور الكلمات وزمن الحب المتصلب كثلج ٍ وجليد ماتت كل عصور الشعر الذهبية واندفنت أصوات الأقلام واندثرت كلمات العشق وما تبقى غير أحزان الشعراء فى هذا العصر الحديدى ***