مفتى الجمهورية يدافع عن الإسلام على صفحات الواشنطن بوست

تفرد صحيفة واشنطن بوست صفحاتها لمقال الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية الذى يؤكد فيه أن تفجير كنيسة القديسين هو هجوم على الإيمان بالله .
ويقول جمعة إن الدين يعنى تقديس الحياة البشرية ويضعها فى أعلى قيمة. وتتضح هذه القيمة بشكل لا لبس فيه فى آيات القرآن الكريم الذى يؤكد أن من قتل نفس بغير ذنب فلقد قتل الناس جميعا.
وأضاف أن الإسلام ينص على أن القتل جريمة يعاقب عليها فى الدنيا والآخرة. فالإسلام يدعو للسلام والرحمة. وبالتالى فإن الإرهاب لا يمكن أن يكون نتيجة للفهم الصحيح للإسلام، بل هو مظهر من مظاهر فجور ذوى القلوب القاسية والنفوس المتغطرسة والعقول المشوهه.
وشدد جمعة على ضرورة مواجهة تلك المعتقدات المنحرفة التى تدعم مثل هذه التجاوزات الجسيمة. وقال، رغم مزاعمهم، لكن هؤلاء الإرهابيون أوغاد لا علاقة لهم بالإسلام الذى يشهد له التاريخ وعلاقتنا بالأقباط على أنه دين تسامح وسلام. كما أن القرآن ينص على أن الله كرم بنى آدم دون تمييز بين الأجناس أو الأعراق أو أصحاب الديانات المختلفة .
وأوضح أن الرسول كان ينظر إلى المسلمين وغير المسلمين على أنهم شركاء فى العقد الإجتماعى الذى لا يجب أن تنتهك حرمته، لذا فإن هذا العمل الإرهابى يمثل تحديا لكل المصريين، ولا ينبغى أن يستغل لزرع الفتنة فى البلاد حيث يعيش المسيحيون والمسلمون معا فى سلام منذ قرون.
وتابع قائلا: "دعونى أؤكد أن الإسلام ضد التطرف والإرهاب، ولكن ما لم نفهم العوامل التى تؤدى إلى نشر التطرف، فلن نكون قادرين على القضاء على هذه الآفة، ويجب أن نعى هذا جيدا من أجل بناء مستقبل أفضل قادر على وضع حد لهذا الوضع الخطير الذى يدمر العالم". وأشار إلى أن هذه اللحظة الحساسة تحتاج إلى تكاتف المصريين ضد نشر الشائعات، كما لابد من مواصلة العمل معا بكل الخير والاحترام الذى اتسم به المجتمع المصرى طويلا.
وأعرب المفتى عن بالغ حزنه وغضبه أن يشهد ظهور هذا المرض فى مصر ليقتل عشرات المواطنين المصريين. وليس هناك شك فى أن مثل هذه الهمجية لابد من التنديد بها بأشد العبارات. وأضاف قائلا: "قلبى وفكرى وصلواتى مع تلك العائلات التى فقدت أحبائها. نحن نتقدم بخالص وأصدق التعازى لأسر الضحايا ونصلى الشفاء العاجل للمصابين، كما نطالب بتقدين الجناة إلى العدالة والوقوف للمحاكمة".