يستقطب الهدوء السياسى والأمنى الذى يشهده لبنان منذ فترة أعدادا كبيرة من السياح، الذين يتدفقون إلى البلاد لتمضية العطلة الصيفية، وبالنسبة إلى اللبنانيين المهاجرين، للقاء الأهل والأصدقاء. وأعلنت وزارة السياحة اللبنانية أنها تتوقع مجىء بين 3.1 مليون و6.1 مليون سائح إلى لبنان بعد التسوية السياسية التى تم التوصل إليها أخيراً بين الأفرقاء اللبنانيين، وأعادت الحياة إلى طبيعتها تقريباً فى البلاد. مشيرة إلى ارتفاع فى عدد الزوار بنسبة 5.97% فى يونيو، حيث سجل وصول 136853 شخصاً مقابل 69303 فى يونيو 2007. وبالمقارنة مع السنوات الماضية، تجاوز عدد السياح والعائدين لفترة الصيف إلى لبنان فى 2007 المليون بقليل، بينما كان 62.1 مليون فى 2006، قبل أن يضطروا إلى الرحيل مع غيرهم من سكان البلد بعد اندلاع الحرب التى شنتها إسرائيل على لبنان فى يوليو، و140.1 مليون فى 2005. ويقول نديم صعب (58 عاماً) رجل الأعمال المقيم فى الولاياتالمتحدة "بعد محادثات الدوحة، قررت المجىء"، مشيراً إلى أنه لم يزر لبنان منذ ثلاث سنوات. موضحاً أنه "قبل ذلك، لم يكن الوضع السياسى جيدا ولم يكن يخطر لى المجىء إلى هذا البلد كمكان آمن للزيارة والاستمتاع". وشهدت السنوات الثلاث الماضية فى لبنان حرباً وسلسلة اغتيالات ومواجهات مسلحة بين أطراف لبنانيين. وتحسن الوضع بعد اتفاق الدوحة فى 21 مايو الذى وضع حداً لأعمال عنف وقعت فى الشهر نفسه بين أنصار المعارضة والأكثرية فى بيروت ومناطق أخرى وأدت إلى مقتل 65 شخصاً. كما أنهى أزمة سياسية طالت شهوراً بانتخاب رئيس للجمهورية هو ميشال سليمان فى 25 مايو. وتم قبل فترة قصيرة تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد مشاورات وتجاذبات استمرت 45 يوماً. وقال رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار الأشقر، إن نسبة الحجوزات فى الفنادق تجاوزت 90% فى بيروت و75% فى الجبال، مقابل 60 إلى 65% السنة الماضية فى العاصمة. وبات العثور على غرفة فى فندق أمراً صعباً، وكذلك استئجار سيارة.