استنكرت صحيفة "السياسة" الكويتية بشدة انفجار كنيسة القديسين بالإسكندرية، الذى أودى بحياة العشرات من الأبرياء، بالإضافة إلى عشرات المصابين. وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم، الأحد، لرئيس تحريرها أحمد الجار الله، ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على العابثين بأمن مصر دار السلام والأمن والأمان، تلك الأرض التى قال العزيز الحكيم فيها: "ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ"، وهؤلاء الذين تجرأوا على سفك دماء الأبرياء فى كنيسة القديسين فى الإسكندرية، وفى الساعات الأولى من العام الجديد، هم شياطين إنس لا وازع لهم من دين أو ضمير، هؤلاء الشياطين موتاهم فى النار وموتى الكنيسة فى الجنة مع الشهداء والأبرار. ولفتت الصحيفة إلى أن الاعتداء الإرهابى الذى تعرضت له كنيسة القديسين بالإسكندرية ارتكبته فئة من شياطين الإنس الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، ولا يمثلون سماحة الإسلام أو أى من الأديان السماوية على الأرض، وهذا ما يدركه أقباط مصر، أهل تلك الأرض منذ ما قبل الفتح الإسلامى، والذين يتمتعون بقدر من الحصافة والعقل والمنطق ما يجعلهم يعرفون أن مرتكبى هذا الفعل الآثم ليسوا مصريين على الإطلاق، ولا علاقة لهم من قريب أو بعيد بسماحة أهل مصر وبنسيجها الإسلامى والمسيحى، بل هم شياطين يرمون فى الدرك الأسفل من النار. وأضافت الصحيفة بأن هؤلاء النفر الذين وسوست لهم أنفسهم العبث بأمن أرض الكنانة، لن يستطيعوا أن يجعلوا من التخريب لغة فى أكبر بلد عربى، استطاعت قيادته أن ترسخ الاستقرار طوال العقود الماضية، وتجعل منه واحة أمن فى العالمين العربى والإسلامى، بل فى العالم كله، رغم كل ما شهدته المنطقة من أحداث، بل إن مصر هى الآن ميزان العقل فى العالم العربى. ورغم إدراكنا لقدرة مصر، الرسمية والشعبية، على التصدى بحزم لهذه القلة من الشياطين قبحهم الله، إلا أننا نسأل ماذا يريد المخربون من مصر؟ وما الذى يجرى ولماذا الآن؟ وماذا يريد هؤلاء الشياطين من قاهرة المعز وإسكندرية الإسكندر العظيم؟ بل ماذا يريدون من تلك الواحة الآمنة التى يأتيها رزقها من كل صوب ؟ أيريدون أن تكفر الناس هناك بنعم الله ليذيقهم العذاب الشديد؟ الناس لن تكفر وإن كفر هؤلاء الشياطين فسيذوقون العذاب. وأكدت صحيفة "السياسة" الكويتية فى افتتاحيتها أن الجميع فى أرض الكنانة، وفى مقدمهم الأقباط، يدركون أن أولئك الشياطين لن يفلتوا من العقاب، لأن الأمن فى الأوطان كالصحة للأبدان، ولا يمكن أن تمر فعلتهم من غير حساب شديد لعبثهم بأمن بلد، عرف منذ القدم أن الدين لله والوطن للجميع، وعاشت كل أطيافه متماسكة فى السراء والضراء، بل إن جميع المصريين يدركون أن هذا النوع من الإرهاب دخيل عليهم، وليس من شيم أهل مصر المتسامحين. وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل أيام أعلنت القوات المسلحة أمام القيادة المصرية أن القاسم المشترك بين الجميع فيها هو الطاعة للوطن وبذل الغالى من أجله، وعلى هذه الصورة من التكاتف الوطنى ننظر إلى مصر، وترجم ذلك بأوضح صورة فى توجيهات الرئيس حسنى مبارك إلى الشعب والأجهزة الأمنية بعد الاعتداء الآثم، بأن "يكون أبناء مصر، أقباطا ومسلمين، متراصين وأن يقفوا صفاً واحداً فى مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه"، وأن تعمل الأجهزة الأمنية على سرعة ضبط الجناة والمخططين لينالوا قصاصهم العادل. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة ولا يسعنا إلا أن نثنى على هذا الموقف، ونلبى الدعوة لأنها صادرة من قائد يدرك أن لا تهاون مع كل من تسول له نفسه العبث بأمن مصر، ولذلك فهو سيقاتل الفئة الباغية حتى يقطع دابرها من أرض السلام.. أرض مصر.