بحثت عنك فى كل مكان ولم أجدك حتى الآن أين أنت دلينى على الطريق ما تركت أحداً إلا سألته قريبا أو صديقا، أنا أبحث عن فتاة تصلح لأن تكون أماً لأولادى، تصلح أن تكون زوجة تحفظ غيبتى وتسعد مهجتى، وأكمل معها حياتى وطال بحثى وانتظارى ولا أجد إلا ما يشبه النساء أو إناث تشبه الرجال فى ملابسهن وتصرفهن واختلاطهن، بل وكل كبيرة وصغيرة لقد صار هذا المخلوق غريبا عما كنت أعرفه فهذه ليست المرأة التى كان أول ما يميزها العفة والحياء تصادفنى الكثير منهن فى مكان عملى وفى شارعى وفى شتى الأماكن حتى من يتحلى آباءهن وأمهاتهن بالصفات التى أريدها أنتجن سلالة مهجنة وكأنها مطعمة بأصناف من خارج أوطانى.. أصناف تجذب النظر وتجعل اللعاب يسيل على الأنثى لكنها أبعد ما يكون أن تجعلنى أقدم خطوة نحو الارتباط.. إنها تشبه الفاكهة التى تتميز بحسن المظهر وحسن الطعم وحسن الملمس، ولكنها سريعاً ما يتغير لونها ويذبل أو يتلف غلافها وتفسد ريحها ويتحول شكلها إلى شكل عفن لا أطيق النظر إليه، وإذا ارتبطت بمثل هذه فكم من الوقت يمكن أن يستمر مثل هذا الارتباط حتى ولو كنت فى البداية قد جذبنى إليها مميزات لم أكن أجدها فى الصالحات منهن. فنحن نعلم أن ما تملكه النفس يزهده القلب والعين ونعلم أن الحب مرآة عمياء كما يقولون، ولكن بعد الزواج تظهر العيوب ويكون فى أغلب الأحيان الضحايا من الأطفال الذين يتربون فى حياة غير مستقرة، فماذا ننتظر من مثل هؤلاء، ومن أين يخرج أمثال بن الخطاب وبن العاص وبن نافع وصلاح الدين أختاه ستنتظريننى كثيراً ولن آتى. بكل تأكيد من يتزوج من مثل هذه الفتاة التى نراها لن ينجب سوى اللمبى أو عبده طراوة أو سيد حشيشه أو الراقصة والفنانة فلانة التى تكشف المستور وحول العالم تلف وتدور وتنشر البغى والفجور. لابد أن يكون هناك وقفة مع أنفسنا فهذه المرة لن أطالب الآباء ولا الأمهات، بل طلبى إلى الشباب والشابات ألزموا العفة فهى خير سبيل إلى الخروج بهذه الأمة، مما هى فيه من التخلف والظلام. ولتعلمى أيتها الفتاة أنه مهما سمعتى منى كلام معسول فإنه من أجل قضاء أوقاتى فإنى أجدك وسيلة مسلية أرخص من اللب والسودانى، بل وأستطيع شحنك ببعض المبادئ التى تهبط بك إلى أدنى المستويات وأجعلك تعيشين لها ومن أجلها بل وتنتحرين فى حالة عدم مقدرتك على تحقيقها وهى فى الحقيقة مبادئ تجرك إلى طريق الرزيلة والانحطاط بالرغم من أن ظاهرها حرية المرأة ورفع الظلم عنها ومساواتها مع الرجل، وأنها نصف المجتمع فلتتمتعى بالفطنة والذكاء ولا تسيرى خلف دعاة الفجور.. وأخيراً هل تظنين أنى سوف أختارك زوجة؟ هل تعتقدين فعلاً أنى أحبك؟ غداً تعرفى الإجابة بعد أن أتزوج وأنت مازلت تبحثين عنى.