على الرغم من الأزمات الاقتصادية والسياسية التى تلبد سماء العالم بغيوم الإفلاس والحروب، أصرت بعض الشعوب على استقبال العام الجديد بتفاؤل وأمل فى أن يعبروا إلى العام الجديد، تاركين أزماتهم وأوجاعهم وراءهم، وطموحا فى مستقبل فيه الإنسان يحظى بكامل إنسانيته دون أن تنكل به حكومة ما أو تتلاعب به سياسة ما أو تهينه أزمة اقتصادية. ففى بيروت، استقبل اللبنانيون العام الجديد بهدوء وتفاؤل بإمكانية حل الأزمة السياسية حول اتهامات المحكمة الدولية بشأن تورط عناصر من حزب الله فى اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى فى فبراير 2005، على الرغم من سوء الأحوال الجوية، وارتفاع الأسعار الحاد الذى أصبح يشكل هاجسا مستمرا خاصة أسعار المحروقات التى قد تشكل سببا رئيسيا للاعتصام الذى يعتزم القيام به اتحاد العمال اللبنانى. وفى فرنسا، احتفل حوالى مئات الآلاف بينهم عدد كبير من السياح بالانتقال إلى العام 2011 فى الشانزيليزيه فى باريس وهم يهتفون بفرح ويتبادلون التهانى والقبل، فيما شهدت الشواطئ مسابقة تقليدية للاستحمام فى البحر. وفى الصين، تحدثت الألعاب النارية بلسان حال الشعب الصينى، وامتلأت الساحات بالمهرجانات والمواطنين، فيما استقبل اليابانيون العام الجديد بالصلاة وإيداع أمنياتهم فى العام الجديد فى أيدى "الآلهة"، كما استقبل الهنود العام الجديد بإيداع رغباتهم وأحلامهم أمام تاج محل. وفى نيويورك، اجتاح حوالى مليون شخص وسط إجراءات أمنية مشددة ساحة تايمز سكوير فى نيويورك ليتابعوا هبوط كرة الكريستال التى تزن ستة أطنان، وترمز إلى الانتقال إلى العام الجديد، فى المقابل غطت الثلوج وسط الولاياتالمتحدة الذى يشهد عاصفة ثلجية وأعاصير أسفرت عن مقتل ستة أشخاص. وفى بريطانيا، تجمعت حشود كبيرة فى لندن وأدنبره لمتابعة الألعاب النارية، أما فى مدريد فقد استمتع المدخنون بآخر ليلة من الحرية فى المقاهى والمطاعم التى منع فيها التدخين اعتبارا من الأحد. واحتفلت استونيا الجمهورية الواقعة فى البلطيق بالعام 2011 بتبنى اليورو العملة الأوروبية الواحدة التى تواجه صعوبات.
