أيام قليلة ونودع شهر رمضان المبارك ونستقبل عيد الفطر، الذى يحرص المواطنون على قضائه فى المنتزهات والشواطئ، بينما فى محافظة الإسكندرية يحرص الأهالى على الاستعداد لاستقبال العيد مبكراً، ربما من منتصف شهر رمضان المبارك تزدحم الشواطئ وطريق الكورنيش بالأسر والعائلات والشباب، لقضاء يوماً على البحر والاستمتاع برمله ورائحة يود هواء عروس البحر. ومع اقتراب أذان المغرب تجد أفواجاً وعائلات تتوجه إلى الشواطئ يحملون الطعام والشراب، ويبدأ أطفالهم فى الاستمتاع بمياه البحر والسباحة من فترة الظهيرة حتى أذان المغرب، بينما كبار العائلة يلتقطون الصور التذكارية والسلفى بجوار الشاطئ لتوثيق هذه اللحظات والاستمتاع بغروب الشمس.
وفور انطلاق المدفع لا تسمع سوى ارتطام مياه البحر بالصخور ورمال الشاطئ وصوت دعوات المواطنين المستجابة لحظة أذان المغرب، وهبوط الشمس فى مياه البحر بلونها الأحمر النارى الخلاب.
ويقول أحمد يوسف، أحد المواطنين، إنه توجه مع أسرته من محافظة البحيرة لقضاء يوماً كاملاً على شاطئ البحر فى منطقة المندرة، الذى يعتادون عليه منذ سنوات طوال.
وأضاف أن أجواء الإفطار مختلفة على شاطئ الإسكندرية الذى يحرصون سنوياً فى تخصيص يوماً بدءًا من منتصف شهر رمضان لقضائه بالإسكندرية والجلوس على الشاطئ وتناول المثلجات الشهيرة وقراءة القرآن حتى وقت الفجر والسحور والانصراف عقب شروق الشمس.
بينما قال مصطفى مختار، أحد المواطنين، إنهم يحصرون على تناول الإفطار مرة على الأقل على شاطئ البحر وتنظيم عزومات وولائم مختلفة على الكورنيش بدلاً من المنزل، لتكون مميزة خاصة بعيدة عن الروتين وتلاشى ارتفاع درجات الحرارة.
وأضاف، أنه يحرص على قضاء العشر الأواخر من شهر رمضان على الكورنيش لقراءة القرآن وختمته بطريقة مميزة وفى جو هادئ بعيداً عن الضوضاء والاستمتاع بالجو الصحى على الشاطئ.
وأشار إلى أنه تلاحظ فى السنوات الأخيرة استطاع المواطنون كسر الروتين مع العائلة وتناول وجبة الإفطار، كما أن معظمهم يصطحب طعامه معه للقضاء على جشع المطاعم التى ارتفعت أسعارها إلى الأضعاف خلال شهر رمضان، والتى لا تستطيع أن تتحملها الأسرة المصرية البسيطة.
وأوضح أن فكرة الإفطار على الشاطئ تحارب غلاء الأسعار والاستمتاع وإدخال الفرحة والألفة على الأسرة بأقل الإمكانيات الممكنة.
ولم يكن الإفطار فقط الذى يحرص على تناوله المواطنون، بل وجبة السحور تتربع على العرش أيضًا خاصة من الشباب الذين يحرصون على نزول البحر ليلاً، ثم تناول وجبه السحور والجلوس على الشاطئ حتى شروق الشمس، فهى عادات وتقاليد ابتكرها المواطنون بمحافظة الإسكندرية فى شهر رمضان المبارك يتذكرها الأجيال القادمة، ويقلدها أصحاب المحافظات الأخرى للاستمتاع بها، فإذا لم تقضى يوماً على شاطئ إسكندرية فى شهر رمضان فاحرص على اللحاق بها.