أقام مشروع المجتمع المدنى التابع لمركز أدهم للصحافة مساء أمس، الأربعاء، مؤتمراً طبياً تحت عنوان "مؤتمر الطب النفسى لأطفال بلا مأوى" بالتعاون مع "نشاط أطفال قد الحياة" التابع لجمعية رسالة للأعمال الخيرية. حضر المؤتمر لفيف من الإعلاميين فى مقدمتهم شريف بركات وشريف شحاتة والكاتبة الصحفية ماجدة إبراهيم وعدد من الأطباء النفسيين على رأسهم الدكتور هاشم بحرى، والدكتورة عبلة البدرى، والدكتور محمود أبو العزايم، فيما حضر الباحث محمود سليمان بمركز الأمومة والطفولة التابع لوزارة الأسرة والسكان، نيابة عن مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان. من جانبها أكدت دينا بسيونى، مدير مشروع المجتمع المدنى، أن هذا المؤتمر يأتى فى ظل الإعلان عن افتتاح العيادة النفسية المتخصصة للأطفال فى جميع فروع نشاط "أطفال قد الحياة"، كما أشارت إلى دور مشروع المجتمع المدنى وموقع مجتمعنا التابع للمشروع فى العمل كحلقة وصل بين بعضها البعض، وكذلك تفعيل الدور الاعلامى من أجل المساهمة فى هذا العمل الخيرى وتدعيمه. فيما أشارت مروة عبد العظيم المتطوعة بجمعية رسالة والتى أنابت عن الدكتور شريف عبد العظيم مؤسس جمعية رسالة، إلى أهمية "نشاط أطفال قد الحياة"، وأوضحت بداية هذا النشاط ثم عرضت نبذة مختصرة عن جمعية رسالة للأعمال الخيرية، وكيف تحولت من مجرد فكرة لطلبة كلية الهندسة بجامعة القاهرة إلى أكبر جمعية أهلية على مستوى الوطن العربى وأفريقيا وتضم أكثر من 18 نشاطاً مختلفاً. المؤتمر جاء من خلال حلقتين نقاشيتين أدرا فيهما الحوار الاعلامى شريف بركات، حيث تناولت الحلقة النقاشية الأولى كلمة للدكتور هاشم بحرى تحدث من خلالها عن النشاط وكيفية التخطيط للعيادات النفسى، وكيف أن الطب النفسى هاما جدا وله دور فعال فى إصلاح ذات هؤلاء الأطفال وتحويلهم من أطفال شوارع إلى أطفال بلا مأوى وأخيرا "أطفال قد الحياة". فيما استعرض بركات نشاط أطفال قد الحياة مع مجموعة من المتطوعين بالنشاط منهم "مصطفى" صاحب فكرة النشاط والذى تحدث عن بدايته منذ أن كان فكرة، إلى أن تحول إلى واقع ملموس، كما أعرب عن نية جمعية رسالة فى التخطيط لبناء قرية كاملة متكاملة بها كافة الخدمات لرعاية ما يقرب من ألف طفل من أطفال الشوارع وإيوائهم فى هذه القرية، فيما أشارت "ردينة"، إحدى المتطوعات بالنشاط، إلى أن التعامل النفسى مع الطفل من أهم الصعوبات التى يواجهها المتطوعون عند التعرض للعمل مع طفل الشارع. كما استضاف بركات خلال الحلقة النقاشية الأولى طفلين من أطفال النشاط والذين تحولوا إلى نماذج صالحة تخدم المجتمع بعدما كانوا يعيشون بين الشوارع والحارات منهم "محمد" الذى لم يتعد عمره الخامسة عشرة، يواصل دراسته الآن بالصف الثالث الإعدادى، فيما ثقلت موهبته الشعرية التى أذهل بها الحضور من خلال إحدى قصائده الشعرية بعد الانضمام لنشاط أطفال قد الحياة، كما أثار طفلا آخر يدعى "مصطفى" الحضور من خلاله قراءته نشيدا خاصا "بأطفال قد الحياة". أما عن الحلقة النقاشية الثانية والتى تخللها نقاشاً عاماً مع مجموعة من الأطباء النفسيين، فقد تحدث خلالها الدكتور محمود أبو العزايم، أستاذ الطب النفسى، عن أهمية الدور الأسرى والذى قد يتسبب الخلل به فى تكوين ما يسمى بطفل الشارع، كما أشار إلى أهمية تأهيل المتطوعين نفسيا خاصة قبل النزول إلى الشارع لاستقطاب هذا الطفل ثم تغيير فكرته عن الحياة بعد التعامل معه. فيما اعتبرت عبلة البدرى هذا النشاط عيدا هاما لكل المصريين خاصة وأشارت إلى أن كل مرة يتم فيها افتتاح مركز جديد لهذا النشاط يعبر عن أمل جديد فى الحياة بالنسبة لهؤلاء الأطفال، بعدما دفعت بهم ظروفهم إلى الشارع، تقول: "هذا الطفل بشر مثلنا يحس ويسمع ويتكلم فلما لا نعتبره فردا ينتمى إلينا ننزل إلى الشارع ونعرف سلوكياته الخاطئة ونقومها وسلوكياته الايجابية فنعززها". فيما تحدث الباحث محمود سليمان عن الدور الذى تقوم به وزارة الدولة للأسرة والسكان من أجل مساندة كل المؤسسات الأهلية والمدنية فى إعلاء قيم العمل الخيرى بصفة عامة ومساندة هؤلاء الأطفال على التغلب على كبوتهم بصفة خاصة. ومن جانبها أكدت دينا بسيونى ل"اليوم السابع" أن هذا المؤتمر يمثل عيدا لكل الأطفال فى مصر قبل أن يكون عيدا للمصريين وأن هذه الخطوة بمثابة روح جديدة تبث فى نفوس هؤلاء الأطفال وتعيدهم للحياة يباشرون كل عاداتنا وتقاليدنا اليومية على أكمل وجه.