لا يمر موسم رمضانى واحد، إلا ونجد فيه اكتشافًا عربيًا جديدًا، فى الدراما المصرية، وهو أمر يحسب لهذه الدراما، التى تطورت كثيرًا خلال السنوات الماضية، وأصبح التركيز على "الممثل" من أهم عناصر الدراما، ويحسب أيضًا لصناع هذه الدراما وتحديدا المخرجين، توسيع نظرتهم، وعدم اقتصارها على الفنان المصرى فقط، فخلال السنوات ال10 الأخيرة، نجح أكثر من اسم عربى فى الدراما المصرية يأتى على رأسهم السوريون جمال سليمان وقصى خولى وتيم حسن ومكسيم خليل والأردنيين إياد نصار ومنذر رياحنة، فضلاً عن الفنانين التونسيين مثل هند صبرى ودره وظافر العابدين. إياد نصار
هذا العام، استطاع أكثر من فنان وفنانة عربية، أن يلفتوا إليهم الأنظار، بأدوارهم وأدائهم في الدراما المصرية، ولعل من أبرزهم السورى باسل خياط، والذى تألق الأعوام الماضية من خلال مسلسلات مكان فى القصر والميزان، ولكنه هذا العام يفاجئنا بدور مختلف ومبهر وكذلك مميز ، من خلال مسلسل 30 يوم، حيث يجسد نوعًا جديدًا من الشر، والملفت أنك لا تستطيع أن تكره، أو تشمئز منه، ولكنه بأداء بسيط وممتع نفذ إلى قلوب المشاهدين، والذين وصفوه ب"المجنون".
باسل خياط
الفنان السورى الكبير جهاد سعد، تألق هو الآخر هذا العام في مسلسل "لا تطفئ الشمس" مع ميرفت أمين، وهو نموذج للأداء الناضج العاقل، وفى نفس الوقت، يتمتع بوسامة الوجه، وهو ما أضفى على أدائه سحرا خاصا، حيث عرفه الجمهور المصرى منذ سنوات من خلال مسلسلات فرقة ناجى عطا الله، ومريم ونابليون والمحروسة والقيصر ومأمون وشركاه .
جهاد سعد أما على الجانب الأردنى، فيبدو أن هناك طفرة كبيرة على مستوى الممثلين، فبعدما أبهرنا إياد نصار، وصبا مبارك، ومنذر رياحنة، يظهر مرة أخرى الإبداع الأردنى من بوابة الفنانة الشابة "ركين سعد" والتى تظهر للمرة الأولى فى الدراما المصرية من خلال مسلسل "واحة الغروب"، حيث تجسد دور "غولة" مات زوجها فى الحرب رغم صغر سنهما، وذكاء المخرجة كاملة أبو زكرى، أن توظف الإبداع الأردنى، فى تجسيد معاناة فتاة سيوية في أواخر القرن ال19، فالملامح "البدوية" والبشرة الخمرية، جعلا من ركين هي الأنسب لتأدية هذا الدور.
ركين سعد
وبعد النجاح الذى حققه الفنان الأردنى، ياسر المصرى فى أكثر من عمل كان من أبرزهم "كف القمر"، يعود هذه المرحلة، لتجسيد واحد من أصعب أدوار حياته فى عمل درامى مهم، وهو تجسيد شخصية "جمال عبد الناصر" فى مسلسل الجماعة 2، للكاتب الكبير وحيد حامد، والمخرج شريف البندارى، ورغم الجدل الذى أثاره المسلسل، ورغم تعدد الفنانين الذين جسدوا شخصية الزعيم، إلا أنه وجد المنطقة التى يستطيع أن يبرز موهبته وإبداعه فيها.
