فيروس أنفلونزا الخيول أو "العترة" المعروف علمياً باسم H7 N7 H3 N8 من نفس فصيلة الفيروس الذى يصيب الإنسان والخنازير، تؤكدالنتائج العلمية أن هذا الفيروس موجود فى مصر بنسبة 20 % بين الخيول، ويغلب ظهوره فى فصل الشتاء، حيث يعد مناخاً مناسباً لانتشار الفيروس. تنتشر الإصابة بالمرض فى العديد من دول العالم، وبصفة خاصة خيول السباق، حيث تزداد نسبة الخسائر الناتجة جراء هذا المرض والتى تتسبب فى خسائر قدرت بحوالى 825 مليون دولار أمريكى. وتعد الخيول من الحيوانات الحساسة، والتى تضعف مناعتها بسهولة، كما يستشرى المرض فى أقاليم مصر وتزداد وطأته فى أقاليم الوجه البحرى، بالإضافة إلى محافظتى القاهرةوالجيزة، بينما تقل نسبة الإصابة فى أقاليم مصر العليا والصعيد. وتوضح النتائج أن فيروس أنفلونزا الخيول سريع الانتقال للإنسان، بيد أنه لا يرقى إلى درجة الخطورة التى تمثلها أنفلونزا الطيور. وبدأ هذا المرض فى مصر عام 1986 حينما تم استيراد عدد من الخيول من ألمانيا لحفل أكاديمية الشرطة، وكان بعض هذه الخيول مصابة بفيروس " العترة "، ومن ثم انتقل الفيروس لبعض الخيول المحلية التى تم الاستعانة بها للاشتراك فى الحفل. ويصيب أنفلونزا الخيول الفصيلة الخيلية " الخيول، البغال، الحمير"، وكانت أولى حالات هذا المرض فى مصر لأول مرة سنة 1989، وخلال عامى 89 و 90 تم انتشاره بين خيول مصر كلها. وينتقل الفيروس عن طريق الهواء، وبالتالى يكون واسع الانتشار عن طريق الرزاز الخارج من الجهاز التنفسى للحيوان، ونسبة النفوق بين الحيوانات ضئيلة بسبب هذا الفيروس، ومدة الحضانة (وهى الفترة بين دخول الفيروس وبدء ظهور أول عرض للإصابة)تصل من يوم إلى ثلاثة أو خمسة أيام على الأكثر. الدكتور سامى طه كبير أخصائيين أمراض حيوانات مزرعة، والمتحدث الرسمى عن منظمة " بيطريون بلا حدود "، أكد أن نسبة الشفاء من فيروس أنفلونزا الخيول عالية، كما أن تكلفة العلاج والمتمثلة فى اللقاحات المضادة للفيروس مرتفعة الثمن، ولكنه موجود بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية الموجود بالعباسية ضمن المخزون الاستراتيجى، حيث إنه يصرف بأمر من وزير الزراعة، أو حينما تتأزم الأمور. وقال طه إن المكتب الدولى للأوبئة الحيوانية بباريس " O I E " يصنف الفيروس ضمن القائمة " B "، والتى تحظر استيراد الخيول من الدول المصابة بها ، لكن فيروس الأنفلونزا B يصيب الإنسان ولا يسبب مشاكل مرضية إلا فى الأطفال فى سن الدراسة (5-14 سنة ) وكبار السن، ويسبب أعراضاً تنفسية. ويشير الدكتور سامى طه إلى أن تشخيص المرض يكون على مرحلتين، أولها الكشف الإكلينيكى عن طريق الأعراض الظاهرة بواسطة الأطباء البيطريين، ثم يأتى دور التحليل المعملى لتأكيد التشخيص، وهذا الدور يقوم به معهد بحوث صحة الحيوان بالدقى فى الجيزة، وهو المعمل الأول فى مصر المسئول عن التحقيق المعملى لأمراض الحيوان. وأضاف طه أننا فى مصر سنعانى لفترة طويلة من هذا المرض لعدم سيطرتنا الكاملة عليه نتيجة القصور فى الوحدات البيطرية، وقلة الموارد، وضعف المقاومات البشرية نتيجة قلة أعداد الأطباء البيطريين، وضعف ميزانية الهيئة العامة للخدمات البيطرية، والتى تم تخفيضها من 140 مليون جنيه إلى 50 مليون جنيه. وشدد طه على ضرورة أن تقوم الدولة بدور أكبر مما ينبغى فى مقاومة المرض بالأمصال واللقاحات اللازمة لمواجهة الفيروس، هذا بالإضافة إلى دور أساتذة كليات الطب البيطرى والبالغ عددها إحدى عشرة كلية على مستوى جامعات الجمهورية والمتمثل فى الأبحاث والدراسات المتخصصة الأكثر إيجابية وفاعلية. يذكر أنه تم وصف إصابة الخيول بمرض الأنفلونزا فى المراجع العلمية منذ القرن 17، كما تم عزل فيروس الأنفلونزا لأول مرة من الخيول فى تشيكوسلوفاكيا عام 1956 العترة H7 N7، وتعرف باسم Equi1، وتم عزلها بعد عام 1956 من الخيول فى العديد من الدول الأوروبية وأمريكا، وفى عام 1963 تم عزل العترة H3 N8، وتعرف باسم Equi2 من خيول ميامى بالولايات المتحدةالأمريكية، تلاها العزل من الخيول فى العديد من الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية. فى النهاية هناك سؤال ملح وهو : لماذا هذا التكتم الشديد من جانب الجهات المسئولة حول طبيعة الفيروس، ولماذا سكتت الأقلام والألسنة عن الحديث عنه رغم تفشيه بعد مضى أسبوعين من اكتشافه فى مصر مجدداً؟! وما مدى الخطورة الحقيقية الخفية لهذا الوباء؟