رواية مسلسلة مهداة إلى أرواح شهداء الجيش والشرطة الأبرار - خايف يا محمد؟ قالها المقدم مجدى لزميله محمد وهما يتطلعان من فوق سور الحراسة إلى مدينة العريش أمامهم؛ فالتفت النقيب محمد وتطلع إليه قليلاً ثم قال : - محدش بيخاف وهو بيدافع عن بلده يا فندم . كانا يتطلعان إلى المدينة أمامهما فى الليل الهادئ الذى لا يشى بما تحت أستاره من عنفٍ وإرهابٍ يجتاح تلك المنطقة . فأكمل المقدم مجدى : - تعرف يا محمد . رد محمد متسائلاً : - إيه يا فندم ؟ قال المقدم مجدى : - حاسس إنى هموت بس مصر هتنتصر زى ما انتصرت دايماً على كل أعدائها . على التتار والحملات الصليبية والإنجليز والهكسوس وكل عادى وغادر . رد النقيب محمد بتأثر : - طبعاً يا فندم ربنا هينصرنا؛ بس متقولش كدا . رد المقدم مجدى : - لو مت هبقا شهيد؛ هو الشهيد حد يزعل عليه . أدار النقيب محمد دفة الحوار بعيداً وسأله : - سارة عاملة إيه؟ ابتسم المقدم مجدى فى حُبٍ وحنان وقال بابتسامةٍ دافئة بدا وكأنها تميزه : - ضعيفة ف العربى شوية بس إحنا وراها وراها هملّص ودانها ! وضحكا فى مرحٍ صادق بينما أصوات الجنود تأتى من أسفل وهم يتحدثون فى ود . وقال المقدم مجدى : - محمد . انزل تمم ع العساكر وتفقد الموقع. الانتباه واجب . نزل النقيب محمد لأداء عمله بينما تنهد المقدم مجدى بحرارة ثم قال : - يا ترى هشوفك تانى يا سارة إنتى ومنير ولّا لأ ؟ ثم نظر للنجوم التى رصّعت السماء وأردف بصدق : يا رب !
*** الصباح الصحراوى الحار يغلف المعسكر والجنود يستيقظون وبعضهم يتجهز لاستلام نوبة الحراسة بينما تدخل عربة نقل الأغذية؛ والجنود يسرعون لنقل محتوياتها إلى مطبخ ومخزن المعسكر . - تمام يا فندم . تم استلام اعتمادات التغذية . هتف بها النقيب محمد مؤدياً التحية أمام المقدم مجدى الذى تطلع إليه فى هدوء ثم أشار له بالجلوس وقال : استرح يا نقيب محمد . استراح محمد وجلس فى تساؤل . بينما أخرج المقدم مجدى من درج مكتبه بضعة أوراق أمسكها بيده وهو يقول : - محمد! فيه حاجة هطلبها منك . - اتفضل يا فندم. خير ؟! مد المقدم مجدى يده بالأوراق ليناولها له ثم قال بحزنٍ وتصميم : - دى وصيتى ! رد النقيب محمد : - بس يا فندم ! تراجع المقدم مجدى فى كرسيه واعتدل مشيراً بيده : - اسمعنى يا محمد. كل واحد مننا مشروع شهيد. الوصية دى تحتفظ بيها معاك. ولو حصلى حاجة أنت عارف الباقى . رد النقيب محمد فى تأثر : - إن شاء الله تعيش يا فندم وتفتكر اليوم دا بعد 30 و40 سنة وربنا يطول ف عمرك . رد المقدم مجدى فى إيمان: آمين يا رب وربنا ينصر مصر . وفجأة دوّى صوت إطلاق نار من مسافة قريبة وصوت انفجار ...... يتبع.