فى تمام الحادية عشرة من مساء الأربعاء يوم 23 يوليو عام 1952، تحركت الكتيبة 13 بقيادة قائد ثانى الكتيبة يوسف صديق، وسيطرت على مجلس قيادة القوات المسلحة فى كوبرى القبة، معلنة عن بدء ثورة الضباط الأحرار ضد النظام الملكى. تلك كانت ضربة البداية.. البداية التى حملت للشعب المصرى بوادر الأمل فى غد أفضل، بعد ما يزيد على 70عاماً من الاستعمار الإنجليزى.. وبعد ما يقرب من 147 عاماً على حكم أسرة محمد على.. جاءت لتعلن عن بداية حكم المصريين لبلادهم.. لتحقيق أحلامهم. لكن، بعد مرور 56 عاماً على ذلك الحدث.. اليوم السابع تحاول إعادة قراءة التاريخ، لنطرح عددا من الأسئلة الشائكة، التى ربما تبادرت إلى الذهن ولم تجد إجابة.. نحاول أن نبحث عن ثورة يوليو فى حاضرنا.. وهو ما يتطلب أن نتساءل: هل كانت "ثورة" بالفعل أم حركة لمجموعة من الضباط كانت لها بعض المطالب؟ كيف أدار الضباط الأحرار صراعاتهم الداخلية بعد سقوط الملكية؟ هل كان هناك مشروع قومى مسبق لديهم؟ ما هى أسباب تأييدهم لفكرة الجمهورية الرئاسية ولم يتقبلوا فكرة الجمهورية البرلمانية أو الملكية البرلمانية التى يملك فيها الملك ولا يحكم؟ كيف نجح الضباط فى خداع الأجهزة الأمنية الملكية، والاستخبارات فى السفارات الأجنبية، ولاسيما بريطانيا وأمريكا؟ ما هو سبب اعتراف القوى العظمى بهم؟ متى انتهت الصفة الثورية عن مصر؟ أين هى المكتسبات السياسة والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية؟.. إن قراءة التاريخ بدرجة معقولة من الحيادية بعيداً عن الأيديولوجيات يساعد على فهم الواقع، ويدفع نحو التفكير الموضوعى فى المستقبل.. ثورة يوليو لم تكن حدثا عارضا فى مسار تاريخ مصر.. وإنما بداية لتأسيس واقع جديد له تأثيره الواضح على حياتنا.. فى الماضى والحاضر.