يحتدم الجدل فى النمسا، على خلفية زيارة قام بها رئيس حزب الأحرار اليمينى المتشدد هاينس كرستيان شتراخا، إلى إسرائيل للمشاركة فى اجتماع تحت عنوان "استراتيجيات محاربة الإرهاب الإسلامى" بحضور عدد من زعماء الأحزاب اليمينية الأوروبية المتشددة. وبينما سعى شتراخا للدفاع عن زيارته متهما النمسا بعدم تفهم موقف المستوطنين الإسرائيليين، نفت وزارة الخارجية وجود أى علاقة لها بزيارة زعيم حزب الأحرار اليمينى المتشدد إلى إسرائيل، مؤكدة أن "لا علاقة للوزارة بهذه الزيارة وأن سفارة النمسا لدى إسرائيل فوجئت بهذه الزيارة ولم تكن على علم مسبق بها". وانكشفت أهداف إسرائيل من دعوة البرلمانيين المتشددين الأوروبيين إلى مثل هذا الاجتماع عندما صرح رئيس المجلس الإقليمى لمستوطنات شمال الضفة غرشون ماسيكا، بأن "الرسالة الأبرز للزيارة التى وصلت إلى هذه المجموعة من البرلمانيين أن على دول أوروبا أن تفهم أنه بدون إسرائيل، ليس هناك من يوقف الزحف الإسلامى الجارف على أوروبا وعلى الضفة الغربية". وبدا واضحا أن شتراخا يتبع سياسة جديدة تؤيد إسرائيل على طول الخط وتدعم سياساتها بشكل يخالف فى كثير من الأحيان سياسة دولة النمسا الرسمية الخارجية التى تطالب إسرائيل بوقف الاستيطان وتطبيق حل الدولتين. ويسلك شتراخا بذلك نهجا مغايرا لسياسة سلفه رئيس حزب الأحرار اليمينى الأسبق يورج هايدر الذى ناصب إسرائيل العداء وانتقد سياستها فى العديد من المناسبات تطورت إلى الدخول فى نزاعات قضائية مع رئيس الجالية اليهودية فى النمسا أرييل موزيكانت.