"مصر منفتحة على العالم"..4 لقاءات خارجية للسيسي تبحث الاستثمار والطاقة المتجددة والتعاون الأفريقى.. رئيسا تشاد والسنغال يعزيان فى ضحايا "الكنيسة البطرسية".. ورئيس "التمويل الدولية": متفائل بمستقبل مصر

شهد قصر الرئاسة بمصر الجديدة، نشاطاً مكثفاً للرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم، الأربعاء، حيث استقبل 4 مسئولين دوليين، هم "الرئيس التنفيذى لمؤسسة التمويل الدولية، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة المُتجددة، والمبعوث الخاص لرئيس السنغال، ووزير خارجية تشاد".

وفى لقائه ب "فيليب أورو"، الرئيس التنفيذى لمؤسسة التمويل الدولية، بحضور الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولى، رحب السيسى برئيس مؤسسة التمويل الدولية، مشيداً بالتعاون القائم بين مصر والمؤسسة الدولية وما تقوم به من دور بناء فى تمويل المشروعات التنموية فى مصر بالتعاون مع القطاع الخاص، منوهاً إلى اتساق ذلك مع أهداف الحكومة التى تسعى إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص فى مشروعات وخطط الدولة التنموية، باعتباره قاطرة التنمية فى مصر.

واستعرض الرئيس المشروعات القومية التى تُنفذها مصر، ومن بينها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، فضلاً عن الإجراءات التى تتخذها لتحسين مناخ الاستثمار وزيادة قدرة مصر التنافسية، بالإضافة إلى جهود الحكومة لتحقيق التنمية المستدامة، فى إطار تنفيذ محاور رؤية 2030، والقائمة على التنمية الاقتصادية، وتحسين البيئة، والمعرفة والابتكار.

وأشاد الرئيس فى هذا الإطار بما تحلى به الشعب المصرى من وعى وتفهم للإجراءات الاقتصادية الأخيرة، معرباً عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع مؤسسة التمويل الدولية وتوسيع مشاركتها فى جهود التنمية، بالإضافة إلى تقديمها لمزيد من الدعم للقطاع الخاص والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وبحث أنماط جديدة للتعاون بين القطاعين العام والخاص.

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس التنفيذى لمؤسسة التمويل الدولية أعرب من جانبه عن خالص تعازيه فى ضحايا الحادث الإرهابى الذى تعرضت له الكنسية البطرسية يوم الأحد الماضي، مؤكداً على دعم مجموعة البنك الدولى ومؤسسة التمويل الدولية الكامل لمصر.

وأوضح "أورو"، أن مصر هى أول دولة يزورها بالمنطقة، وأنه حريص على إعطاء إشارة إيجابية للمستثمرين بصحة إجراءات الإصلاح الاقتصادى التى تتخذها مصر، معرباً عن تفاؤله الكبير بمستقبل مصر الاقتصادي، وتقديره بأن تلك الإجراءات وضعت مصر على الطريق الصحيح، وأنها ستشجع المستثمرين الدوليين على القدوم إلى مصر.

وأشاد الرئيس التنفيذى للمؤسسة بشبكات الحماية الاجتماعية التى توسعت فيها الحكومة مؤخراً.

واستعرض الأنشطة التى تقوم بها مؤسسة التمويل الدولية لدعم القطاع الخاص فى مصر، لاسيما فى مجالات البنية التحتية والطاقة، بالإضافة إلى توفير فرص العمل ومساعدة الشركات الناشئة.
وأشار المسئول الدولى إلى حرص المؤسسة على إقامة شراكة استراتيجية بين مصر ومجموعة البنك الدولى والمؤسسة الدولية للتمويل، وتوسيع أنشطة المؤسسة فى مصر، مشيراً إلى قيامها بالاستثمار فى عدد من المشروعات فى مصر وتقديم خدماتها الاستشارية، بالإضافة إلى تعاونها مع وزارة التعاون الدولى والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس.

وشهد اللقاء تباحثاً حول آفاق تعزيز التعاون بين مصر ومؤسسة التمويل الدولية، والإمكانات المتوفرة لزيادة المشروعات التى تساهم بها فى مصر، فضلاً عن ما يُمكن أن توفره من دعم للقطاع الخاص والمساهمة فى التدريب المهنى والفنى للكوادر المصرية فى عدد من المجالات.

مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المُتجددة
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، عدنان أمين، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المُتجددة، بحضور الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المُتجددة.

وقال السفير علاء يوسف، المُتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس رحب بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة المُتجددة، مشيداً بدور الوكالة المتنامى فى نشر وتطوير استخدامات الطاقة المُتجددة، فى إطار التحول العالمى للجوء إلى مصادر طاقة مُستدامة.

وأشار الرئيس إلى الأهمية الخاصة التى توليها مصر لتعزيز استخدامات الطاقة الجديدة والمتجددة، مستعرضاً الجهود المصرية المبذولة فى هذا المجال، التى انعكست فى إرساء الاستراتيجية الوطنية للطاقة الهادفة إلى زيادة مُساهمة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة المصرى ليبلغ 22% بحلول عام 2022، وكذا إقرار تعريفة تغذية الطاقة المتجددة بما يشجع مزيد من الاستثمارات فى هذا القطاع.
وأكد الرئيس حرص مصر على القيام بدور فاعل فى إطار الوكالة الدولية، لاسيما فى ضوء توليها رئاسة الجمعية العامة للوكالة العام الجارى، ومساهمتها فى العديد من المبادرات وبرامج التعاون الدولية والإقليمية التى ترعاها الوكالة.

وأشار السيسي إلى اهتمام مصر بدفع جهود تنفيذ مبادرة "ممر الطاقة النظيفة فى أفريقيا"، فضلاً عن تفعيل مبادرة الطاقة المتجددة فى أفريقيا التى طرحتها مصر فى إطار رئاستها للجنة الأفريقية المعنية بتغير المناخ.

وأعرب فى هذا الإطار عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع الوكالة على المستوى الإقليمى فى أفريقيا، خاصةً وأنها تعد أكثر القارات احتياجاً للطاقة.

وأضاف المُتحدث الرسمى، أن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المُتجددة أشاد بما تتبناه مصر من خطط ومبادرات، وما تنفذه من مشروعات بهدف زيادة مساهمة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة المصرى، منوهاً إلى أن الدراسات التى تقوم بها الوكالة تشير إلى زيادة الطاقة المولدة من الشمس والرياح خلال العشر سنوات القادمة بشكل مضطرد.

وأوضح عدنان أمين، أن الوكالة تسعى خلال هذه المرحلة إلى تعزيز القدرات الدولية على إدماج مصادر الطاقة المتجددة فى شبكات نقل الكهرباء، وإتاحة التكنولوجيا المتطورة فى مجال الطاقة المتجددة للدول النامية ووضع السياسات اللازمة لذلك، بالإضافة إلى صياغة خارطة طريق تتضمن احتياجات الدول المختلفة من الطاقة المتجددة.
وأكد المدير العام للوكالة الدولية على الاهتمام، الذى توليه المنظمة الدولية لتنفيذ المبادرات الأفريقية فى مجال الطاقة المتجددة وتوفير الدعم اللازم لدول القارة، مشيراً إلى أهمية العمل على تعزيز البنية التحتية لقطاع الطاقة بالدول الافريقية، مثل شبكات النقل والتوزيع ومراكز التحكم حتى يُمكن تحقيق نهضة ملموسة فى هذا المجال على المستوى الإقليمى.

وأشاد مدير عام الوكالة فى هذا السياق بالدور النشط الذى تقوم به مصر للتعبير عن مصالح القارة الأفريقية على المستوى الدولى.

وناقش اللقاء، سبل تعزيز التعاون بين مصر والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وتطوير مساهمة مصر فيما تقدمه الوكالة من برامج، بالإضافة إلى التعاون مع الوكالة من أجل تطوير القدرات الفنية المصرية فى المجالات ذات الصلة بقطاع الطاقة المتجددة، ولاسيما فى قطاعات الابتكار والأبحاث.

لقاء وزير خارجية جمهورية تشاد
وفى إطار النشاط اليومى لمؤسسة الرئاسة، استقبل الرئيس السيسى، صباح اليوم، الأربعاء، موسى محمد وزير خارجية جمهورية تشاد، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، بالإضافة إلى سفير تشاد بالقاهرة

وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن وزير خارجية تشاد نقل تحيات الرئيس التشادى "إدريس ديبي" إلى الرئيس السيسى، كما سلّم الرئيس رسالتين، تتضمن الأولى نقل تعازى حكومة وشعب بلاده فى ضحايا الحادث الإرهابى، الذى تعرضت له الكنيسة البطرسية يوم الأحد الماضى، وتضامن تشاد مع مصر فى مواجهة الإرهاب والتطرف، وتؤكد الرسالة الثانية حرص تشاد على تطوير العلاقات الثنائية المتميزة مع مصر فى عدد من المجالات.

وأكد الوزير التشادى على التقدير الكبير، الذى توليه بلاده للأزهر الشريف ودوره الهام فى التعريف بصحيح الدين، مشيراً إلى الإساءة التى يتعرض لها الدين الإسلامى الحنيف من جراء العمليات الإرهابية الآثمة، التى تُرتكب باسمه، وهو منها براء.
وأضاف المُتحدث الرسمى أن الرئيس طلب نقل تحياته إلى الرئيس التشادى "إدريس ديبي"، مُعرباً عن تقديره لتعازيه ومشاعره الصادقة.

و أشارالرئيس السيسى، إلى ما يجمع بين مصر وتشاد من علاقات قوية وراسخة، وأهمية العمل على مواصلة تطويرها فى مختلف المجالات.

وأكد السيسي، حرص مصر على دعم أشقائها الأفارقة على كافة المستويات، وتعزيز التعاون الإقليمى من أجل التغلب على التحديات، التى تواجه القارة، مشيراً إلى ضرورة تنمية العمل الأفريقى المشترك من أجل تدشين مشروعات فى مجال البنية التحتية والمواصلات بما يساهم فى دفع عملية التنمية بالقارة الافريقية وتحقيق التكامل المنشود بين دولها، مؤكداً على أن التوصل إلى حلول ملموسة للمشكلات التى تعانى منها القارة لن يتسنى إلا من جانب الدول الافريقية نفسها.

وأضاف السفير علاء يوسف، أن اللقاء ناقش عدداً من الموضوعات المتعلقة بسبل الارتقاء بالتعاون الثنائى بين مصر وتشاد خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن التطرق إلى بعض الملفات الأفريقية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها آخر التطورات على الساحة الليبية، وجهود استعادة الاستقرار فى هذا البلد الشقيق.

المبعوث الخاص لرئيس السنغال
وفى إطار اللقاءات المختلفة، استقبل الرئيس السيسى، صباح اليوم "سرنج امباي"، وزير التربية والتعليم السنغالى، والمبعوث الخاص لرئيس السنغال، بحضور سفير السنغال بالقاهرة.
وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن المبعوث السنغالى نقل تحيات الرئيس السنغالى "ماكى سال" وتعازيه القلبية فى ضحايا الحادث الإرهابى الذى تعرضت له الكنيسة البطرسية يوم الأحد الماضي، مؤكداً على تضامن بلاده الكامل، حكومةً وشعباً، مع الحكومة والشعب المصري.

ونقل الوزير السنغالى عن الرئيس "سال" ثقته فى أن تلك الأحداث لن تُزيد مصر إلا إصراراً على دحر الإرهاب ومواصلة جهودها التنموية، التى تُحقق مصالح مصر وأفريقيا.

وسلّم الوزير السنغالى الرئيس رسالة من رئيس بلاده، تتضمن اهتمام بلاده بتعزيز التعاون الثنائى مع مصر، بمختلف المجالات، فى ضوء العلاقات التاريخية الوثيقة، التى تجمع بين الدولتين الشقيقتين.
وأشاد المسئول السنغالى بالتعاون القائم بين البلدين فى مجالات الزراعة والتعليم والتدريب، مُعرباً عن تقدير بلاده لاستقبال مصر أعداداً كبيرة من الطلبة السنغاليين للدراسة بمؤسساتها التعليمية، فضلاً عن المعلمين المصريين الذين يتم إيفادهم للتدريس فى السنغال، بما يعكس العلاقات القوية والمتميزة التى تربط بين البلدين.

كما ثمن التنسيق المكثف بين البلدين فى إطار المحافل والمنظمات الدولية، ولاسيما فى ضوء عضوية البلدين فى مجلس الأمن الدولى حالياً، وأضاف المُتحدث الرسمى، أن الرئيس طلب نقل تحياته إلى الرئيس السنغالى "ماكى سال"، مُعرباً عن تقديره للتعازى، ومشاعر المواساة الصادقة، التى عبر عنها.

وقال المتحدث إن الرئيس المصرى أشاد بما يجمع الدولتين من علاقات أخوة وتعاون وثيق فى كافة المجالات، مشيراً إلى انفتاح مصر على أشقائها الأفارقة، وفى مقدمتهم السنغال، وتطلعها لتطوير التعاون معهم على جميع الأصعدة.
وتطرق الرئيس، إلى أهمية تعزيز الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب، باعتباره أحد أهم التحديات الراهنة على المستوى الدولى، مشيداً فى هذا الإطار بانعقاد منتدى دكار للأمن والسلم فى أفريقيا خلال الأسبوع الأول من الشهر الجارى فى ضوء أهمية الموضوعات، التى ناقشها، ومن بينها مكافحة الإرهاب. موضحاً ضرورة تطوير آليات العمل الأفريقى المشترك وتفعيلها.

وشهد اللقاء تباحثاً حول عدد من الموضوعات المتعلقة بتطوير علاقات التعاون بين البلدين.

كما تم التطرق إلى سبل تعزيز التنسيق والتشاور بين مصر والسنغال إزاء مختلف الملفات والقضايا الأفريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك.