سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مثقفون ينعون محمود عبد العزيز.. وزير الثقافة: أثرى الحياة الفنية.. صلاح فضل: أبدع فى اختيار أدواره ووصل العالمية.. إبراهيم عبدالمجيد: ظاهرة لن تعوض.. إبراهيم داود: دخل قلوب الناس فأصبح ساحرهم
رحل عن عالمنا أمس، السبت، الفنان الكبير محمود عبد العزيز، عن عمر ناهز السبعين عاماً، بعد رحلة طويلة من العطاء والفن استطاع أن يخلد اسمه ليس فى فقط فى تاريخ السينما المصرية، بل وفى قلوب الإنسانية، التى حزنت فور نبأ رحيله، وعبرت عن ذلك سواء فى مصر أو فى العالم العربى على مواقع التواصل الاجتماعى الشهيرة "فيس بوك" و"تويتر"، من شباب وكتاب، وسياسيين، ورياضيين، وفنانين. وقد أصدرت وزارة الثقافة برئاسة الكاتب الصحفى حلمى النمنم، بياناً نعت فيه محمود عبدالعزيز، وقد وصفه "النمنم" بالفنان المصرى العظيم، الذى أثرى الحياة الفنية المصرية بموهبته، والتى جعلت منه ساحراً بحق.
وقدم وزير الثقافة خالص تعازيه إلى أسرة الفنان الراحل محمود عبد العزيز وإلى الشعب المصرى والعربى.
وقال الناقد الكبير الدكتور الدكتور صلاح فضل، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع": محمود عبد العزيز، فنان عظيم فى تاريخ السينما العربية، لأنه كان يتميز باختياراته الدقيقة للأدوار والمواقف الإنسانية ذات الطابع الفكرى والفلسفى والجمالى.
وأضاف صلاح فضل: لقد أبدع محمود عبد العزيز إلى أقصى مدى فى الأدوار الوطنية، والدينية، والشعبية، كان التنوع هو السمة الأساسية فى تجسيداته للنماذج البشرية العاتية، وكان يقدم فى هذه التجسديدات مشاهد لا يمكن للمتلقى أن ينساها، بطريقة عبقرية تجعله من صناع الصورة السينمائية المتميزة وأصحاب الأدوار الخالدة، مثل شخصية الشيخ حسنى فى "الكيت كات"، وشخصية رأفت الهجان، وشخصياته فى المسلسلات التليفزيونية تدخل تاريخ الشاشات العالمية.
وتابع "فضل": أعتقد أنه عندما تترجم الأفلام المصرية إلى اللغات الأخرى يأخذ نجومنا المبدعون الكبار أمثال محمود عبد العزيز مكانتهم فى السينما العالمية، حظ هذا الجيل أنه جاء فى عصر الصورة فأصبح عصياً على النسيان، سوف تظل تعرض أفلام محمود عبد العزيز ويظل حياً افتراضياً إلى الأبد، التقدم التكنولوجى ضمن لكبار المبدعين هذا الخلود الحقيقى وليس الأدبى أو الاعتبارى فقط.
وقال الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد: حزين جداً لأن محمود عبد العزيز من أجمل الفنانين المصريين، وهو برأيى ظاهرة لن تعوض، فهو من الجيل العظيم، الذى لا يعوض بأى حال، وهو أيضًا إنسان لم يعرف عنه إلا كل خير فى علاقاته مع البشر. أما الشاعر الكبير إبراهيم داود، فقد عبر خلال تصريحات ل"اليوم السابع" عن مدى حزنه لرحيله الساحر محمود عبد العزيز، وقال: على المستوى الشخصى كنت أقدره جداً، وكنت دائماً ما أرى أنه فنان قضى حياته من أجل موهبته، ولم يدع أى شىء إلا أنه ممثل يعرف حدوده، فلم يكن من المطبلين، أو ممن يمشون فى "الزفة".
وأضاف إبراهيم داود: محمود عبد العزيز موهبة كبيرة استطاع أن يترك أثراً مع الناس، تشعر أنه أحد أقاربك، رأيته أكثر من مرة، وكان انطباعى عنه أنه إنسان جميل، هو فعلاً يستحق لقب ساحر الشعب، فهو من القلائل الذين دخلوا قلوب الناس، وأصبح واحداً من بينهم.
أما الكاتب الدكتور يوسف زيدان، فقد كتب تدوينة قصيرة على صفحته فى موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" قائلا: وداعاً محمود عبد العزيز السكندرى المبدع، الفنان والإنسان الجميل. كل الأحبة يرتحلون، فترحلُ عن العين شيئاً فشيئاً، ألفةُ هذا الوطن.
أما القاص شريف صالح، فقال ل"اليوم السابع": رغم أننى لا أميل لتقسيمة الأجيال، لكن محمود عبد العزيز، هو آخر العنقود فى الأجيال العظيمة، التى صنعت مجد السينما المصرية، بعد نجومنا المولودين فى عقد الأربعينيات مثل عادل إمام، ويحيى الفخرانى وحسين فهمى، ومحمود ياسين.
وأضاف شريف صالح: لم يعد لنا مشاريع عظيمة، مجرد اجتهادات فردية محدودة، جيل محمود عبد العزيز استمر يشكل وعينا منذ منتصف الستينيات حتى 2005 تقريبًا بعدها بدأ يتداعى معظم ممثليه ومخرجيه.
وتابع "صالح": وميزة محمود عبد العزيز القادم من منطقة الهواية، وليس من معهد السينما أو المسرح أنه ظل يعمل بمزاج الهواية، وهذا أفاده فى تنويع أدواره وعدم توقع فيلمه القادم، فلا يوجد شبه بين "الكيف"، و"العار"، و"الكيت الكات"، و"الساحر"، و"القبطان"، و"إعدام ميت"، و"سوق المتعة"، و"الجنتيل" إلا تميزه الشديد فى أداء كراكتراته، لديه لمسة خفيفة من جاك نيكلسون لكن بطريقته المصرية المرحة، وهو تفوق على كل أبناء جيله عمومًا إن أدواره الهزلية والفانتازية بنفس جودة أدواره التراجيدية خصوصًا خلطته مع رأفت الميهى.
وقال شريف صالح: أظن برحيله تحتاج تجربته التى تزيد عن أربعين سنة لإعادة اكتشاف خصوصًا أنه انتبه مبكرًا إلى أن وسامته ستكون ضد رغبته العميقة أن يصبح ممثلاً كبيرًا فتمرد عليه وبدأ يدقق فى اختياراته منذ نهاية السبعينيات مع "شفيقة ومتولى"، ومع "العار" انطلق إلى القمة واستمر متربعًا عليها حتى رحيله.
أما الكاتب هشام أصلان، نجل الكاتب الكبير الراحل إبراهيم أصلان، والذى قام الفنان محمود عبد العزيز، بأداء دور شخصية "الشيخ حسنى" فى رواية "مالك الحزين" فروى موقفًا حدث معه، حيث قال فى تدوينة على صفحته فى موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": فى ذلك المساء، نهاية الثمانينيات، ناديت أبى بصوتٍ عال، كالمعتاد، والسماعة مرفوعة فى يدى: "تعالى كلم، واحد بيقول اسمه محمود عبد العزيز".
أنهى أبى المكالمة، وعاتبنى ضاحكًا: "يا أخى أحرجت الراجل، إيه الطريقة دى؟ كده يقول إنك مش عارفه". لم يَرِد فى ذهنى، طبعًا، أن المتصل هو الفنان المعروف. ظللت أيامًا أعاتب نفسى على لحظات الحرج التى تصورته يعيشها بسببى.