استعرض كاتب الأطفال يعقوب الشارونى أهم المشاكل التى تواجه الطفل، وطرق التربية الصحيحة للأطفال، وذلك بحضور عدد من أولياء الأمور، فى الندوة التى نظمها المركز القومى لثقافة الطفل برئاسة الدكتورة نبيلة حسن سلام بالتعاون مع جمعية إحياء صلة الرحم أمس. وطالب الشارونى بضرورة تعديل الطريقة التى يعامل بها أولياء الأمور أطفالهم، مشيرا أن نتيجة المعاملة السيئة للأطفال، قتل روح الإبداع والتفكير عند الكثير من منهم، وهى سبب رئيسى لانتشار المشاكل التى نعانى منها الآن من أمية، وارتفاع نسبة الطلاق والتسرب من التعليم. وأكد الشارونى على انعدام ثقافة التربية التى تقوم على المشاورة ومشاركة الطفل شئون إدارة الأسرة للمنزل، وأن عدم مشاركة الطفل فى الأنشطة الأسرية، وعزلة عنها يؤدى إلى عدم تحمله المسئولية. أضاف أن أغلبية أولياء الأمور انعدمت لديهم ثقافة التشجيع والتأنيب، فمن المفروض تشجيع الطفل عند القيام بأى خطوة، ويكون لديه حافز لزيادة التفكير والإبداع، وفى حالة الوقوع فى الخطأ من المهم تأنيب ومعاقبته، ويكون العقاب ليس بالقسوة التى يتعامل بها الأطفال الآن. وقال الشارونى إن القدوة انعدمت فى المجتمع المصرى، وعدم وجود التوجيه الصحيح للأطفال، وعدم إطلاق الحرية لهم فى فعل شىء معين بل إرغامه على فعل بعض الأعمال التى ممكن أن يكون الطفل غير مقتنع بها، كل هذا يسبب قتل روح التفكير لدى أطفالنا. وتحدث الشارونى عن عدد من السلبيات فى تربية الأبناء منها افتقاد مشاركة الأطفال فى الأعمال المنزلية بحجة صغر سنهم، وتلبية كل احتياجات الطفل، وعدم مشاركة الأطفال فى تحمل المسئولية، مما يعود عليهم مستقبلا. فنجد الشاب فى المرحلة الجامعية لا يقدر على خدمة نفسه، لأنه تعود أن طلباته مجابه منذ الصغر، وتعود على عدم تحمل مسئولية نفسه، وكذلك الفتاة تعودت على ذلك على عدم اتخاذ القرار، مما يسبب ارتفاع فى نسب الطلاق التى نسمع بها مؤخر. وطالب بإعطاء الطفل الإحساس بذاته، وأنه له قيمة منذ طفولته، ومشاركته مع الأسرة فى كل الأعمال المرتبطة بالمنزل، لما لها من مردود كبير. وأشار أن السبب الرئيسى لمشكلة التسرب من التعليم أحيانا يكون سببه نبوغ الطفل فى بعض الأنشطة مثل الموسيقى أو الرسم، فى حين أن أغلب المدارس انعدم فيها الاهتمام بهذا الجانب المهم، وأيضا اختفاء المسرح المدرسى أثر بالسلب على تقبل الطفل لدروسه، وقدرته على متابعتها. وطالب بضرورة مناقشة الطفل لمشاكله، ومعرفة سبب رفضه لذهاب إلى المدرسة، فقد يكون لعد قدرته على رؤية السبورة مثلا أو ممكن يرى الحروف مقلوبة، وهو ما يعنى ضعف نظره، وضرورة الذهاب للطبيب، وهو ما أسماه بانعدام الثقافة الصحية فى الأسرة.