◄◄ ضياء رشوان: الحديث عن أن شعبية نجاد أكبر من ناصر.. كلام فارغ فى تجاوز بالغ، قال سفير إيران لدى لبنان غضنفر ركن بادى، إن شعبية رئيس بلاده محمود أحمدى نجاد فى العالم العربى فاقت شعبية عبدالناصر، مشيراً إلى أن الحفاوة التى تمتع بها نجاد خلال زيارته للبنان تؤكد ذلك، وتعد دليلاً -بحسب ما ورد فى العديد من وسائل الإعلام الإيرانية- على «أن الدنيا بأكملها شاهدة على أن الجمهورية الإسلامية وأفكار الإمام الخومينى والمرشد الأعلى خامنئى تحتل مكانة فى قلوب شعوب المنطقة»، على حد وصفه. تصريحات السفير الإيرانى، وصفها ضياء رشوان، المتخصص فى الحركات الإسلامية ب«الكلام الفارغ»، مشيراً إلى أن الزعم بأن شعبية نجاد تفوق شعبية عبدالناصر أمر لا يمكن قبوله، وأن الإيرانيين أنفسهم أول من يعلم مكانة عبدالناصر جيداً، فهو رجل لا يستمد قيمته من مجرد تصريحات أو حدث عابر، وإنما يستمدها من مجموعة سياسات ومشروع عربى كامل، عاش من أجله، وتمكن على مدار سنوات حكمه من تحقيق العديد من الإنجازات التى لا يمكن حصرها. وطالب رشوان الحكومة اللبنانية باتخاذ إجراء مع السفير الإيرانى، قائلاً: لسنا أهل الدار، واللبنانيون يعلمون قبل غيرهم قيمة عبدالناصر، وينبغى عليهم أن يردوا على مثل هذا الكلام. «مجرد عيال خرجوا من حارة الثورة وليسوا كوادر دبلوماسية»، هكذا علق السفير محمود فرج، القائم بأعمال مصر لدى إيران سابقا، على تصريحات السفير الإيرانى، مشيراً إلى أن الثورة الإسلامية ارتبطت فكرياً بمنهج عبدالناصر، وقائدها الخومينى قالها أكثر من مرة، ولا يليق أن يخرج مثل هذا الكلام من أى مسؤول إيرانى، فالدعم الذى قدمه عبدالناصر للثورة ضد الشاه محمد رضا بهلوى لا يمكن إنكاره، مؤكداً أن إيران لا تعرف الدبلوماسية، وأن غالبية المسؤولين والدبلوماسيين الإيرانيين يحكمهم منطق الثورة ويريدون ترويج أفكارهم بأى الطرق. «فرج» حذر من محاولات فرض الفكر الإيرانى لدى دول المنطقة، قائلاً إن طهران تسعى إلى الترويج لمشروعها السياسى فى المنطقة العربية بشكل لافت، وينبغى التصدى لمثل تلك المحاولات. وأكد أن الوجود الإيرانى فى لبنان بالغ الخطورة ويؤثر على عروبة لبنان وانتمائها للجوار العربى، مطالباً باتخاذ إجراء مع السفير الإيرانى حتى لو تطلب الأمر مطالبة طهران باستبداله «لأن مثل هذا الهذى لا يليق»، على حد وصفه. من جهته، وصف السفير محمود شكرى، المقارنة بين الزعيم جمال عبدالناصر والرئيس الإيرانى أحمدى نجاد بالظالمة، مشيراً إلى أن ناصر كان زعيماً ملأ تأثيره العالم أما نجاد فلا يتحدث إلا باسم بلاده فقط.. ولا يمكن القول بأن نجاد هو من صنع إيران وإنما العكس، فإيران كدولة هى ما يعطى لنجاد ثقله، فنجاد يستمد قوته من إيران، وليست إيران هى ما تستمد قوتها من نجاد. وأكد شكرى أن السفير الإيرانى لن تتم مساءلته عما بدر منه من تصريحات لأن نفوذ حزب الله الموالى لإيران يمنع مثل هذا الإجراء، كما أن عبدالناصر ليس من الوجوه التى كان مرحباً بها لدى النظام الرسمى اللبنانى فى ستينيات القرن الماضى، رغم حب الشعب اللبنانى له. ووصف شكرى تصريحات سفير إيران بمحاولة سلب جزء من شعبية عبدالناصر قصراً، ومنحها لمن لا يستحقها وهو أحمدى نجاد، مؤكدا أن الأمر مبالغ فيه، ولا يمكن استبعاد وجود أياد لحزب الله فى أن يخرج استقبال نجاد بهذا الشكل، حيث سبق له أن زار السعودية ولم يعره أى من السعوديين اهتماما، وكذلك الحال فى زياراته لكل من قطر والإمارات.