لم تكن هزيمة الأهلى من الترجى بهدف نظيف وخروجه من الدور قبل النهائى لبطولة دورى أبطال أفريقيا، ناتجة عن أخطاء فنية، أو تراجع مستوى بعض اللاعبين فقط، فقد كانت هناك أسباب أخرى كثيرة بخلاف التحكيم الفاسد، ساهمت بقوة فى خسارة الأهلى وخروجه من سباق المنافسة على لقب البطولة الأفريقية، ولا نبالغ إذا قلنا إن بعض دلائل الخسارة بدأت قبل أن يبدأ لقاء الذهاب بين الفريقين بالقاهرة، والتى فاز فيها الأهلى ( 2-1) بصعوبة بالغة ويأتى فى مقدمة هذه الأسباب..أزمة المسكنات، فقد شارك أكثر من لاعب فى مباراة الإياب أمام الترجى بعدما تم «حقنه» بحقن مسكنة للآلام التى شعر بها هؤلاء اللاعبون، وفى مقدمتهم شريف إكرامى الذى اشتكى من خشونة شديدة فى الركبة طوال الفترة الماضية، ولم يجد الجهاز الطبى أمامه سوى حقن اللاعب ب«حقنتين«، وتكرر نفس السيناريو مع شريف عبدالفضيل ومحمد فضل وحسام غالى، حيث اشتكى هؤلاء اللاعبون من إصابات مختلفة، معظمها فى العضلة الضامة، استلزمت تناولهم مسكنات كان لها دور فى التأثير سلبا على مستوى هؤلاء اللاعبين، وهو ما ظهر واضحا فى أداء جدو. ثانى الأزمات التى كان لها دور فى الإطاحة بالأهلى من البطولة.. مسلسل الترضية الذى فرض نفسه على الجميع داخل الفريق خلال الفترة الماضية ساهم هو الآخر فى انشغال بعض اللاعبين بهذه القضية بشكل أكثر من انشغالهم بالتدريبات، فقد تحدث شريف عبدالفضيل وسيد معوض وشريف إكرامى وأحمد شكرى وشهاب الدين أحمد ومحمد فضل فى مسألة زيادة قيمة عقودهم أكثر من مرة مع هادى خشبة، مدير الكرة بالفريق، وطالبوا بتعديل عقودهم، غير أن خشبة لم يستجب لهم، وظل يماطل فى حسم هذه القضية، الأمر الذى كان له دور كبير فى إصابة هؤلاء اللاعبين ب«الإحباط». خسارة المنتخب الوطنى الغريبة من النيجر فى مباراة «المعزة» الشهيرة لم تكن بعيدة عن أجواء خسارة الأهلى من الترجى، فقد أدت الحالة المعنوية السيئة للاعبى الأهلى الدوليين بعد خسارة منتخبنا من النيجر وتعثر موقفنا فى تصفيات أمم أفريقيا 2012 سلبيا على حالة لاعبى الأهلى المعنوية والفنية فى لقاء الترجى، خاصة بعدما طالب الكثيرون بضرورة اعتزال معظم هؤلاء اللاعبين ومنهم أبوتريكة وجمعة.