حبيبة، طفلة الثلاث سنوات، طريحة أحد الأسرة فى مستشفى قصر العينى، بعدما أصيبت بكسر فى العمود الفقرى وعدة كسور وجروح فى حادث "الدائرى" المروع فجر الجمعة الماضية، وفقدت فيه أسرتها كلها بموت والدها ووالدتها وشقيقها، تنام منذ يوم الحادث دون أن يفكر أحد الأطباء فى إلقاء نظرة على جرحها الذى مازال ينزف حتى الآن، حسبما قال عمها أشرف عبد الحى خلال حلقة الأمس من برنامج 90 دقيقة. وقالت فاطمة عمة الطفلة فى صوت مخنوق، إن حبيبة هى الذكرى الوحيدة المتبقية من شقيقها، معربة عن استيائها من تجاهل الأطباء ومعاملتهم فى المستشفى، مشيرة إلى أن أحد الأطباء صرخ فى وجهها عندما طالبته بفحص الطفلة، قائلاً "أنتم هتعلمونا شغلنا.. إحنا تاركينها هنا شفقة". وأشار عم الطفلة إلى أنه عندما لمس إهمال الأطباء لحالة حبيبة، قام الأحد الماضى بعد يومين من "رمى" الطفلة على السرير، بسحب أحد التوريلات، ليقوم بفحص الطفلة تحت جهاز الأشعة، قائلاً "كنا هنبوس أيادى الدكاترة علشان يسعفوها"، نافياً ما ذكرته صحيفة المصرى اليوم حول خضوع الطفلة لأربع عمليات جراحية بسبب الحادث، قائلاً "ياريت حد يطل عليها.. حتى الجبس اللى فى رجليها لولاى ما كان حد فكر أن يضعه". ولفت العم إلى أنهم منعوا الطفلة من التصوير فى المستشفى، ووضعوها فى قسم جراحة وتجميل، فيما أكدت الإعلامية ريهام السهلى، أن وزير الصحة حاتم الجبلى بالتأكيد سوف يتخذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة الأطباء المهملين وإنقاذ حبيبة، بينما أكدت إحدى طبيبات المستشفى، خلال مداخلة هاتفية، أن الأطباء يتعاملون بغلظة مع الأهالى لكثرة الضغوط، كما أكدت أنهم يتجاهلون أحياناً بعض الحالات لكثرة الحالات بالمستشفى. من جانبه، حمل الخبير المرروى اللواء مجدى الشاهد، وزارة النقل وهيئة الطرق والكبارى المسئولية كاملة عن الحوادث التى تقع على الكوبرى الدائرى، موضحاً أنه لولا حمولة سيارة النقل الزائدة ما كان وقع هذا العدد من الضحايا، وذلك بسبب القرار الذى أصدره وزير النقل فى عام 2000، حيث سمح لسيارات النقل السير على الطرق بدون تحديد حد أقصى للحمولة، مع غياب تشريع مرورى ينص على تعرض السائق لغرامة مالية كبيرة فى حال وجود أنه حمولة زائدة.