أزمة "تأشيرات حجاج الفرادى" تتصدر تقرير أشرف العربى لمجلس الوزراء.. رئيس بعثة الحج يتعهد بوضع ضوابط وآلية لتنفيذ تأشيرات المجاملة.. ويؤكد على نجاح الموسم ويتوجه بالشكر لخادم الحرمين

تصدرت أزمة " تأشيرات حجاج الفرادى" المصريين علي التقرير الذي تعده البعثة الرسمية حول موسم الحج العام الجاري ، و خاصة و أن البعثة الرسمية تلقت العديد من الشكاوي فيما يتعلق بحجاج الفرادى ، و لا يوجد حصر فعلي بعدد حجاج الفرادى المتواجدين حاليا بالأراضي المقدسة ، أو البرامج التي بتنفيذها بالنسبة لهم .
وقال الدكتور أشرف العربي وزير التخطيط و المتابعة و الإصلاح الإدارى ، أنه سوف يرفع تقريرا مفصلا عن موسم الحج فيما يتعلق بالبعثات النوعية ، و توصيات فيما يتعلق ببعض المشاكل و تقديم حلول لها إلي مجلس الوزراء قبل نهاية شهر سبتمبر الجاري.
و أضاف علي هامش المؤتمر الصحفي الذي عقده بمشعر مني ، الذي شارك فيه رؤساء البعثات النوعية ، أن البعثة الرسمية سوف تتقدم بتوصية تهدف إلي وضع صيغة لتنفيذ تأشيرات حج الفرادى بشكل يضمن توفير الخدمات و مراقبة التنفيذ، موضحا أنه يجب أن تكون هناك شركة أو جهة تقوم بتنفيذ البرنامج لحجاج الفرادى ، علي أن يكون هناك توثيق للبرنامج علي سبيل المثال في وزارة السياحة ، حتي تتمكن من التدخل بشكل قانوني في الإشراف علي التنفيذ .
و كانت البعثة الرسمية قد تلقت العديد من الشكاوي، أمس، علي خلفية الزحام في مكتب 171 فرادي الذي يستقبل حجاج الفرادى، و تدخلت البعثة الرسمية علي الفور في محاولة لإزالة أسباب الشكاوي .
و تعهد رئيس البعثة الرسمية للحج بإيجاد آلية و صيغة لحل مشكلة الفرادى موضحا أن مهمته لن تقف عند حدود التقرير ، و إنما بحكم منصبه كوزير للتخطيط و المتابعة ، سيقوم بمتابعة تنفيذ تلك الصيغة ، حتي يتم القضاء علي المشاكل التي تنتج عنها.
كما أكد رئيس البعثة أنه في ختام الموسم أنه راضي عن أداء البعثات النوعية الثلاثة ،قائلا أن حجم الشكاوي المقدم من ضيوف الرحمن إلي البعثة الرسمية العام الحالي قد تراجع مقارنة بالأعوام السابقة ، و هو ما يعد مؤشرا علي تحسن الخدمات التي يتم تقديمها إلي ضيوف الرحمن.
كما وجه الوزير الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على جهود المملكة في التيسير على ضيوف الرحمن من خلال أعمال التطوير التي تتم عاما بعد الأخر بالأراضي المقدسة ونشهدها جميعا مثل أعمال توسعة الحرم المكي وزيادة وتهيئة المسارات بمنطقة المشاعر المقدسة بمكة وعرفات ومنى ومزدلفة .
وفي السياق نفسه وجه الشكر إلى وزير الحج السعودي د. محمد صالح بنتن على الاهتمام بضيوف الرحمن عامة وبالحجاج المصريين خاصة حيث وعد بمراعاة كافة مطالبهم الخاصة بالبعثة المصرية فيما يتعلق بإجراءات الدخول إلي المطار و التي تستغرق فترة زمنية كبيرة ، مشيرا إلي أنه تلقي وعود تيسير بعض الإجراءات لتخفيف الفترة الزمنية اعتبارا من الموسم القادم .
وفي سياق متصل طلب "العربي" من الدكتور علي حجازي رئيس البعثة الطبية تقديم موجز فيما يتعلق بالخدمات الطبية المقدمة من البعثة إلي ضيوف الرحمن في مكة و المدينة ، حيث أشار "حجازي" إلي أن حالات التردد على العيادات التابعة للبعثة الطبية 57 ألف حالة وان الحجاج استهلكوا خلال الفترة الماضية 11 طنا دواء تشتمل على 106 أصناف مختلفة أهمها أدوية علاج الضغط والسكر والقلب ونزلات البرد والنزلات المعوية وذلك من خلال43 عيادة تابعة للبعثة الطبية .
وعلق "العربي" علي تقرير حجازي بقوله أن أداء البعثة الطبية كان متميزا موضحا أنه مقارنة عدد حالات الوفيات العام الجاري و الذي بلغ 30 حالة وفاة مقارنة بالسنوات السابقة باستثناء العام الماضي الذي شهد حادث مني فإن نسبة الوفيات بين ضيوف الرحمن تراجعت بشكل جيد حيث كان متوسط عدد حالات الوفاة يصل إلي أعداد تتراوح بين 60-70 حالة سنويا.
كما أكد رئيس البعثة علي أن كافة الحالات المرضية التي كانت موجودة بمستشفيات البعثة البالغ عددها 19 حالة أدت مناسك الحج من خلال دعمها بسيارات إسعاف مجهزة مؤكدا أن الجميع بخير متمنيا الصحة و الشفاء لجميع ضيوف الرحمن.
كما لفت "العربي" إلي وجود تحسن في خدمات النقل بالنسبة لجميع الحجاج المصريين مشيرا إلي تخصيص أتوبيسات مكيفة لنقلهم خلال عمليات التصعيد والنفرة بنظام الرد الواحد مما كان له أبلغ الأثر في التخفيف علي ضيوف الرحمن من المرضي و كبار السن.
كما أوضح رئيس البعثة انه بالرغم ضيق المخيمات في مشعر منى ، إلا أن الخدمات المقدمة للحجاج المصريين قد تحسنت خاصة بالنسبة لتوافر دورات المياه داخل المخيمات بالإضافة إلى زيادة أجهزة التكييف والمراوح واختفاء ظاهرة طفح مياه الصرف الصحي التي كانت تعوق حركة الحجاج، مشيرا إلى انخفاض معدلات الشكاوى التي تلقتها البعثة الرسمية والبعثات النوعية عن الأعوام الماضية، كما انه لا توجد أي شكاوى صارخة وان كل شكوى تم التحقيق فيها وإزالة أسبابها فورا .
و أوضح "العربي" أن التقرير الذي سيتم رفعه لمجلس الوزراء ، سيضم إشارة مهمة لدراسة التجربة الماليزية في الحج وإمكانية الاستفادة بها مع الحفاظ على خصوصية الحالة المصرية ،مؤكدا انه سيتابع بنفسه هذه الدراسة ومسار بحثها ومناقشتها داخل مجلس الوزراء باعتباره وزيرا للتخطيط والمتابعة ولن يكون الأمر مجرد توصية فقط ،لان هذه المنظومة لها أبعاد تنظيمية وإدارية واقتصادية ، لافتا إلي ضرورة مراعاة الأبعاد الثلاثة خلال الدراسة المستفيضة لهذه المنظومة .
كما أكد "العربي" أنه من بين ملامح التقرير هو التوصية للأشقاء بالمملكة العربية السعودية بهدف الارتقاء بمشعر منى حتى يمكنه استيعاب أعداد الحجاج التي ستزيد في الأعوام القادمة بعد عودة نسبة ال 20 % التي تم تخفيضها لمواجهة أعمال توسعة الحرم المكي ،مشيرا إلى أن هذا الأمر سيتطلب ضخ استثمارات سعودية قوية لإنشاء بينية أساسية قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج.