أثارت الأهرام ردود فعل متباينة تعبيرية وتكعيبية وتأثيرية أو انطباعية ووحشية وتجريدية وسريالية واجتماعية ورومانسية وكلاسيكية، جميع طوائف المجتمع تأثرت وأصبحت حادثة الأهرام على كل لسان ومنتدى أو موقع إلكترونى الغريب أن كل هذه الانطباعات سالفة الذكر كان من الممكن أن تحققها مؤسسة الأهرام لكن بطريقة أكثر إيجابية، أو بمعنى آخر كانت فرصة للأهرام أن تخترق قلب وعقل كل قارئ فى العالم، نعم بلا أدنى مبالغة، فكما تحدثت وكالات الأنباء العالمية عن هذه الواقعة من منظور كيف يمكن تزيف الحقائق كما قالوا. كان من الممكن أن تعتلى الأهرام كمؤسسة صدارة المؤسسات الصحفية وتزيل عن نفسها أنها جريدة متخصصة فى الدفاع عن الرئيس محمد حسنى مبارك كصفته الشخصية وليس كقائد عظيم له مكانته التاريخية فى السلم والحرب اكتسبها بالتأكيد من مكانة مصر بين الدول العربية والشرق أوسطية، لقد كانت فرصة لم يفطن إليها أحد أو عفوا ممكن أقول غلبتنا شهامة ولاد البلد حتى انجرفت هذه المؤسسة العريقة التى لها مكانتها بين المصريين والعرب على مدى سنوات طوال. نعم غلبتنا – أقصد غلبتهم – شهامة ولاد البلد، كيف يكون رئيس أعظم بلد تاريخيا وثقافيا وحضاريا وسياسيا..الخ – عفوا- فى المؤخرة، لكن مما أنا على ثقة فيه أن الرئيس مبارك وبخبرته وحنكته السياسية فطن إلى هذا الخطأ البروتوكولى لكنه ترفع عن ذلك لأن العبرة بالجهد لا بالظهور، لذلك كانت نظرتة، لمن يتأمل الصورة جيدا، للزعماء المتقدمين أنه لن تكون هناك مفاوضات بدون مصر فلم العجلة. لقد تجاوز هؤلاء الزعماء حدود اللياقة فقد وجب عليهم أن ينتظروا مصر الممثلة فى رئيسنا مبارك وأن تكون خطواتهم متوافقة مع مصر لكن هذه الصورة – الأصل- هى التعبيرية فعلا، فدائما يحاولون تهميش مصر وفى النهاية وعندما تقترب السفينة من الغرق لا يجدون إلا مصر ممثلة فى شخص الرئيس. إن الخطأ الذى وقعت فيه الأهرام أنها لم تستغل الصورة الأصل فى الهجوم على هؤلاء ناكرى الجميل. كان من الممكن أن نحصل على اعتذار رسمى من أمريكا نفسها لو وظفنا هذه الصورة التى تدل على تجاوزات عديدة فى حق مصر. لكن للأسف كما يقول المثل العامى [ جه يكحلها عماها ] غلبهم شخص الرئيس وليس صفة الرئيس. والمعنى مفهوم لا يحتاج لمزايدة من أحد، فنحن نحترم رئيسنا كشخص وكصفة لكن أن نعلى صفته على شخصه فهذا يحقق مكاسب عديدة، لكن لكل جواد كبوة والأهرام ستحتاج لسنوات ليست بعيدة لإزالة هذه الصورة– ليست التعبيرية لكن أن نستغل التقدم التكنولوجى فى التلاعب فى الأصول. وأقولها مستقبلا سوف تستغل هذه الحادثة جيدا ممن يريدون النجاة من الغرق سواء أكانت مؤسسات أو دول أو أضعف الإيمان الأفراد.