رؤية بانورامية للفن التشكيلي القديم بالإضافة للفن التشكيلي المعاصر من خلال باقة رائعة وفريدة لأعمال نادرة رفيعة المستوي للعديد من رواد الفن التشكيلي يضمها معرض' المقتنيات الثاني عشر' ببيكاسو(30 حسان قاسم من البرازيل بالزمالك). من بين العارضين: حامد ندا وصبري راغب وإنجي إفلاطون وحسن سليمان وكمال يكنور وتحية حليم وسمير فؤاد وسيف وأدهم وانلي وعلي دسوقي ونبيل درويش وابراهيم عبدالملاك وسيد سعد الدين. المعرض يستمر حتي نهاية يوليو المقبل. والفنان حامد ندا(1924 1990) أحد عمداء الحركة الفنية التشكيلية المعاصرة وعلي مدي40 عاما أثري فن التصوير بإبداعاته وتميزه الفني مؤكدا في أعماله الهوية القومية في مجال التصوير فما زالت بصماته وأثرة واضحا. وما أجمل وأروع اختيار عناصرة وتوظيفها في عمله السريالي الذي حمل عبق التاريخ وقومية الأرض والاتجاه.. تشم من خلال أعماله رائحة مصر العتيقة.. الجدران الرطبة. وقد كان بجد ممثلا لفنان الأسطورة المصرية الشعبية وخير معبر عنها في صياغة تشكيلية متميزة للفنان وبه. ولندا عالمه الخاص وهو عالم الوعي والثقافة والفكر المستنير وعالم الفن الذي يحلق نحو الممكنات وعالم النقد من أجل انسان أفضل, وعالم أكثر انسانية. وكان فكرة منصبا حول مصر ومن أجلها.. ترك لنا تراثا فنيا عظيما. أما صبري راغب(1920 2000) رائد من رواد الرومانسية المصرية في فن التصوير المعاصر فقد تألق اسمه في الوسط الفني ولكن ليس بالقدر العادل الذي يستحقه. فقد شق الفنان طريقه المملوء بالأشواك ليكتشف سر الجمال في الكون إلي أن وصل إلي القمة في تصويره لأجمل الأشياء الموجودة في الحياة ألا وهي وجوه أجمل النساء والفتيات والزهور والورود ذات النعومة والرقة والنضارة. ولم يبتعد صبري راغب كثيرا عن المدرسة الانطباعية, حيث غمس فرشاته في بوتقة الضوء ليرسم لحظات النور ويكون لنفسه أسلوبا جديدا خاصا به تسيطر عليه أحلامه وخيالاته الممتزجة في وجدانه بين الطبيعة والجمال والنعومة والرقة مما جعله لا يسير علي وتيرة واحدة بل يتغير بتغير الانطباع والإحساس وأيضا الزمان والمكان وفي إبداعاته تتقلب حالته النفسية علي كل شيء فعندما يكون في حالة سعيدة هانئة يرسم ويرسم ولا يتوقف رسمه والألوان والورود. ويضع الفنان وراء الشخصية الفردية التي يصورها تلميحات فلسفية ونفسيه وعلاقات إنسانية استمدها من انطباعه الحسي بالحيوية والظروف الاجتماعية الأبدية في التحاور والتلاقي والابتعاد والرفض بين الإنسان وأخيه الانسان وتحضرني مقولة قديمة هي أن معظم مصوري الوجوه العظماء في العالم ما هم سوي علماء نفسيين يستخدمون الألوان. إنجي أفلاطون(1924 1989) إحتلت مكانة رفيعة في تاريخ الفن المصري الحديث. لم تكن فقط واحدة من أهم فنانات الجيل الثالث الذي بدأ تألقه مع بداية الأربعينيات وحتي نهاية الثمانينيات. ولكنها أصبحت واحدة من أهم فنانات الحركة التشكيلية في مصر طوال تاريخها الحديث وقد انشغلت بالعمل الاجتماعي وانضمت إلي الاتحاد النسائي ومزجت حب الوطن بحب الفن في ملحمة حياتية أكسبت ابداعاتها شاعرية لمناضلة تتجه بنقوشها فوق قماش الرسم إلي الضوء والحرية والحقيقة أكسبتها شهرة ووجود وتقديرا عالميين. وقد عبرت بأجمل وأصدق تعبير عن ريف مصر في لوحات أشبه بالمواويل الملونة فرسمت راكبي المعدية والعاملات في الحقل وجبال الصعيد وحقول القصب والذرة والبرسيم وجني القطن وبساتين الموالح والموز والبرتقال والخوخ ورسمت النخيل في ملاحم رائعة.