مشهد شبه معتاد وصور يومية يستيقظ عليها سكان منطقة إبراهيم بك بشبرا الخيمة يوميا حيث القمامة المتراصة فى كل مكان، تغوص قدمك بها لدرجة تعوقك عن الحركة وما يزيد من حدة المشكلة أن المنطقة مليئة بالمصانع مما يؤثر سلبا على صحة ساكنيها ، مما تسبب فى انتشار مرضى الأمراض الصدرية نظرا لتعرضهم لأدخنة المصانع، وما بين رغبة فى التخلص من القمامة والأدخنة السامة الناتجة عن المصانع وملل من كثرة الشكاوى للمسئولين دون تحرك منهم وهو ما رصدته اليوم السابع خلال جولتها بالمنطقة. ليلى على أو "أم محمد" بمجرد أن رأتنا قالت بغضب شديد "إحنا تعبنا من العيشة هنا، كل يوم أصحاب المصانع إلى حوالينا يحرقوا بواقى الزبالة بتاعتهم والدخان ريحته وحشة جدا وبيجلنا اختناق وابنى الصغير جاتله حساسية ومبيتحركش دلوقتى من غير البخاخة، دا غير كمان الدخان إلى بيطلع طول النهار من المصانع دى وهموا بيحرقوا البلاستيك". وسرعان ما انتقلنا مع ليلى إلى منزلها حيث يقع أمام أحد مصانع البلاستيك حتى أنك أن وقفت فى شرفة شقتها تشاهد عمال المصنع وهم يقومون بأعمالهم اليومية. وهناك التقطت هدى محمد شقيقتها طرف الحديث "المشكلة فى أنهم بيرموا البواقى بتاعت شغلهم والزبالة كلها فوق سطح المصنع وكل دا بيطلع علينا حشرات وبلاوى ، وكمان فى الشتا كل دا بيطير علينا دا حتى ما بنعرفش نفتح البلكونة فكل ما نطلع نلاقى ناس قاعدة تشتغل وتنقى البلاستيك وكل إلى بينقوه بيطير علينا". ولم يتوقف تأثير المصانع عند هذا الحد فكما توضح "أم جانا " أحد سكان المنطقة والتى تتلاصق شقتها تماما مع احد المصانع "أنا وزوجى لم نتوقف عن كتابة الشكاوى وإرسالها للحى والمحافظة وبالرغم من ذلك لم يتحرك أحد لمساعدتنا أو إزالة هذه القمامة أو نقل المصانع ، مما أدى لإصابة ابنتنا الصغرى بحساسية حادة فى الصدر كما تعرضت ابنتنا الثانية للإصابة بضمور فى أعضاء الجسم نتيجة انتقال أجزاء من الرصاص المتبخر من المصانع لجسدها". وتضيف "أنا ركبت خشب على الشبابيك وما بفتحهاش خالص علشان الدخان دا ما يخشش عندنا، ومفيش فايدة دا أنا مبقتش أعرف الليل من النهار ومبفتحش الشباك ". وتتساءل حنان بنبرة تظهر فيها الحدة "أنا مش عارفة ليه محدش من المسئولين حاسس بينا وحتى بتوع البيئة اما بيجوا بيعملوش حاجة ". مضيفة " إحنا لو كنا قادرين نعزل كنا عزلنا من زمان بس دى بيوتنا وإحنا أتربينا وطلعنا فيها كمان أسعار الشقق هنا مش غالية والإيجار على قدنا ، ولو جينا نشترى شقة بره هنجيبها بكام وإزاى". وبوجهة نظر تحليلية تؤكد نهى إبراهيم، 23 عاما، أحد سكان المنطقة أن نسبة القمامة زادت بصورة كبيرة منذ أن تم زيادة إلحاق أموال جمع القمامة بفواتير تحصيل الكهرباء ، حيث لا تقوم الشركة بتوفير زبالين أو صناديق لإلقاء القمامة بها مما يضطرهم لإلقائها فى الشارع هربا من دفع ثمن جمع القمامة. وتضيف "أنا لما بدخل الشارع بحس باكتئاب الزبالة فى كل مكان لدرجة أنى بمشى فيها والمشكلة الأكبر أن البدو بالمنطقة يأتوا بالماعز ليأكلوا من القمامة لتتحول المنطقة لحظيرة". وكان لسهير محمد رأى آخر فأكدت أنها تخجل أن تأتى بأقاربها للمنطقة لكثرة القمامة المتراكمة بها حتى أنها تخجل أن يأتى عريس لابنتها فى المنطقة من شدة ما حدث بها. وتتدخل هنا فتحية إبراهيم وحكت ما حدث لها نتيجة تعرضها للأدخنة حيث أن ابنتها توفت قبل موعد ولادتها ،وحدث لها نزيف حاد بالمخ بسبب الأدخنة السامة التى تعرضت لها. وبالرغم من كل هذه الأخطار اليومية التى يتعرض لها سكان تلك المنطقة إلا أنها لم تحرك مسئولا لإنقاذ سكان المنطقة .