من المعروف لدى قراء الصحافة المصرية المكانة العالية التى تحتلها جريدة الأهرام المصرية ، فهل بعد اصطدام القارئ المصرى بواقعة الاعتداء على حقه فى تلقى الأخبار ذات المصداقية من قبل الصحيفة المملوكة للدولة بما يجرى فى العالم والوطن العربى ستظل مكانة مؤسسة الأهرام بكامل إصداراتها لدى القارئ ، كما هى، وليس الغريب فى الأمر رأى الأستاذ الفاضل أسامة سرايا عن توضيحه للتلاعب بالصورة سوى أنها صورة تعبيرية تعبر عن مكانة الرئيس مبارك فى المفاوضات ودوره فى قيادة القضية الفلسطينية قبل واشنطن ، رغم أهمية واشنطن ودورها ، وهل أنساه الشيطان الضرر الذى سيلحق بالمؤسسة بكامل إصداراتها عند نشر الصورة الحقيقية على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية مما يعرض الصحيفة العريقة للسخرية من جراء التلاعب بالصور، الأمر الذى يقود القارئ العادى إلى استنتاج التلاعب أيضا والتحريف فى تحرير كامل المواد الصحفية المنشورة بالجريدة الموقرة بكامل إصداراتها، وهل سقط سهوا من ذهن السيد سرايا المقولة التى نتعلمها فى صباح كل يوم فى بلاط صاحبة الجلالة التى تؤكد بأن "الصورة بألف كلمة" وهذا يؤكد أن ما ارتكبته جريدة الأهرام هو التزييف فى 1000 كلمة مضروبة فى عشر أمثالها ، وهذا يدل على أن تعريف الرسالة ذات الألف كلمة قد تغيرت معالمها بالكامل مما يؤدى إلى ظهور رسالة جديدة غير المنشورة بالصحف الخاصة ووكالات الأنباء العالمية، إلا إذا كانت هذه الرسالة غير مرسلة إلى القارئ المصرى فهذا يقودنا إلى اتجاه آخر لا أجرؤ على الخوض فيه، وهل تناسى الأستاذ سرايا الأضرار المالية التى ستلحق بالمؤسسة بكاملها من جراء تغيير ملامح الصورة التى ستقع عليها ، ومن ثم هرب المعلنين من الجريدة من جراء انخفاض عدد القراء الذى يذهب إليه أكبر المعلنين ، فهى بحق تعد سقطة مهنية فى حق المؤسسة وحق القارئ المصرى، التى تحيطه القنوات الفضائية والصحف العربية والأجنبية بأدق الأخبار بمصداقية ، بغض النظر عن تغيير بعض كلمات والتى لا تتماشى مع عقائهم وسياستهم الخارجية، وفى سياق متصل هل تجميل الصورة يدل على قيادة الرئيس مبارك ملف المفاوضات، وهل الرئيس مبارك بحاجة إلى هذا التلاعب من أجل ظهوره خلف الرئيس أوباما من عدمه ، وهل يقلل من شان ومكانة الرئيس مبارك لدى الشعب المصرى والعربى ، فكان من الممكن أن تدرج الصورة ويقوم السيد سرايا بعموده المعروف بسرد الدور الذى يلعبه مبارك فى المفاوضات ، ولكننا للأسف أيضا لسنا بحاجة إلى تحرير مادة عن الدور الذى يلعبه ، فدور الرئيس مبارك فى قضايا الشرق الأوسط واضح تمام الوضوح للشعب المصرى ، فالرجل لا يمل من السفر يوميا إلى مختلف الدول لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين ، فمن الملاحظ للغاية دور الرئيس مبارك فى القضية الفلسطينية ، فكل هذه الإنجازات لا تحتاج إلى عبقرى فى "برنامج الفوتو شوب" يثبت دور الرئيس مبارك من خلال صورة مفبركة ، وإذا دعت لديكم الحاجة فكان من الممكن القاء الضوء على مساعى الرئيس مبارك نحو قيادة ملف المفاوضات وانجازات العلاقات المصرية مع مختلف البلدان فى التعاون الثنائى بينهم وما اسفر عن هذا التعاون على مصرنا الحبيبة .