عندما أعلن القس تيرى جونز حرق المصحف الشريف فى ذكرى أحداث11سبتمبر بسبب موافقة الحكومة الأمريكية على بناء مركز ثقافى إسلامى ومسجد فى نيويورك بالقرب من موقع هجمات 11سبتمبر، خرجت المظاهرات لتعم أنحاء العالم أمام السفارات الأمريكية فى كل من أندونيسيا وجاكرتا والعاصمة الأفغانية كابول وماليزيا وإيران وتركيا وبعض دول الغرب كالولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوربية للتنديد بهذا العمل العنصرى الحاقد على الإسلام والمسلمين، وتخرج لنا الولاياتالمتحده برئيسها أوباما يندد ويحذر من عواقب حرق المصحف، وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن وزير الدفاع الأمريكى روبرت غيتس اتصل بنفسه بالقس جونز وحثه على عدم المضى فى خططه لحرق المصحف خوفا منهم على رعاياهم وقواتهم الموجودة بأفغانستان والعراق وأن هذا العمل سيضر بالعلاقات، كما أسموها بعلاقات المودة والمحبة بينهم وبين العالم الإسلامى وأن هذا العمل سيقوى تنظيم القاعدة والإرهابيين فى العالم، وأوضح أوباما فى حديثه الغريب أن الدستور الأمريكى يمنح للجميع حرية المعتقد والشعائر الدينية وحرية التعبير وأنه ما من شىء يمكن فعله بموجب القانون الأمريكى للتصدى للقس غير تطبيق إجراءات محلية عليه، منها حظر الإحراق العلنى، وأن البيت الأبيض أمام حالة قانونية لا يعرف كيف يتم تجاوزها دون المساس بحقوق القس القانونية. ما هذا الاستهتار والحماقة.. رئيس أكبر دولة فى العالم يخرج على شاشات التلفزيون ليحث هذا المعتوه بأن يتراجع عن حرق المصحف. ويخرج لنا المتطرف نتانياهو أيضا ليحذر من حرق المصحف وغيره وغيره من زعماء وقادة الدول الأوربية ليقولوا للعالم أجمع هؤلاء هم المسلمون ضعفاء حتى فى الدفاع عن دينهم وليس أرضهم. أى حرية وأى حقوق قانونية وأى استخفاف وسخرية وتطاول على العرب والمسلمين؟ وأين غيرة العرب على الإسلام والمصحف الشريف ليخرج لنا شخص لا يساوى جناح بعوضة ليمس دستور حياتنا كلها القرآن الذى أنزله الله تعالى من سبع سموات ليكون لنا منهاجا ودستورا ونورا نعيش عليه أين فزعة وغضب العرب؟ لماذا لم تخرج المظاهرات فى الدول العربية كما خرجت فى بعض الدول الإسلامية تندد وتهدد وتطالب بالمقاطعة ليعرف العالم أجمع أن المسلمين لن يتهاونوا فى المساس بقرآنهم ومصحفهم الشريف وأنهم يد واحدة لكل من تسول له نفسه المساس بالمصحف الشريف؟ أين قادة العرب من هذه العنصرية الحمقاء ضد الإسلام والمسلمين، أما آن للعرب أن يفيقوا من غفلتهم وصمتهم وغيابهم المخزى أمام هذه الهجمة الشرسة على الإسلام ليحفظوا ما تبقى من كرامتهم أمام العالم الغربى والحمد لله أن الله تعالى حفظ قرآنه ودستوره العظيم بقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9] صدق الله العظيم، وهذه من نعم الله علينا.. خاب جونز وعاب الغرب وغاب العرب إلى متى؟!