كيف أبعد السيسي أسرته عن المشهد؟.. زوجة الرئيس تكتفى بالظهور فى المناسبات العامة.. وأبناؤه استفادوا من أخطاء أولاد مرسى وابتعدوا عن التصريحات الإعلامية و"السوشيال ميديا"

نقلا عن العدد اليومى...
كانت سوزان ثابت سيدة مصر الأولى تتابع وبدقة مع رجال الدولة المقربين منها تفاصيل المشهد السياسى وتفتتح المشروعات الثقافية، وكانت العديد من المؤتمرات العامة تُعقد على شرفها، بينما حرص جمال مبارك الابن الأصغر لرئيس الجمهورية الأسبق، أن يظهر فى اللقاءات الرسمية للدولة، وأن يتدخل فى القرارات الاقتصادية المهمة، فيما تهافتت كاميرات الصحف والفضائيات على صوره هو وشقيقه الأكبر علاء أثناء متابعتهما لمباريات كرة القدم، هذا الظهور الضخم لعائلة مبارك طوال فترة حكمه، يقابله ظهور محدود لعائلة الرئيس عبدالفتاح السيسى.
فعلى مدار العامين الماضيين، كان المشهد الأبرز لظهور عائلة الرئيس هو أثناء حفل أداء السيسى لليمين فى المحكمة الدستورية العليا وهى المرة الأولى التى يتعرف فيها المصريون عليهم، بعد أن جلست الزوجة انتصار عامر فى الصف الأول وبجوارها أبناؤها وزوجاتهم وبدا عليهم الجدية فى التعامل مع الموقف، انتظارا منهم ليعتلى رب الأسرة منصب رئيس الجمهورية، ذلك بعد أن ظلت للأسرة متوارية عن الأنظار طوال فترة تقلد السيسى منصب وزير الدفاع، حيث لم تظهر زوجته إلا أثناء حفل تكريم قدامى أفراد القوات المسلحة.
خلال الفترة الماضية لم تحاول الأسرة التدخل فى الشأن العام لا بالتصريح أو حتى بالتلميح لا قبل ترشح الأب للرئاسة ولا حتى بعد فوزه بها، ولم يتورط أى من أفراد الأسرة خلال فترة الانتخابات الرئاسية بأى أفعال تسئ إلى السيسى، وحتى هذه اللحظة التزم الجميع الصمت ولم يتدخلوا فى أى من أمور الدولة.
حتى المناسبات العامة التى شاركت فيها زوجة السيسى لا تتعدى كونها مشاركات محدودة تتمثل فى حضور عدد من الاحتفالات كافتتاح قناة السويس، وحضور كلمة الرئيس أمام البرلمان، إلى جانب مشاركتها فى الاحتفال الذى نظمته القوات المسلحة بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر، وكان بجوارها جيهان السادات زوجة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات. كما تعتبر مشاركتها فى الزيارات الخارجية قليلة للغاية لا يذكر منها سوى مرافقتها للرئيس أثناء سفره إلى دولة البحرين فى نوفمبر 2015 لإجراء مباحثات مع الملك حمد بن عيسى خليفة ملك البحرين، فضلا عن حضورها احتفالات دولة الإمارات بالعيد الوطنى ال44، ووفقا للبروتوكولات الدولية لا يعتبر عدم اصطحاب الرئيس لزوجته أثناء زياراته الخارجية شرطا، ولا يتنافى مع ما تقره هذه البروتوكولات.
الابتعاد عن المشهد صاحبه عدم إدلاء زوجة الرئيس لأى تصريحات إعلامية منذ تقلد زوجها رئاسة الجمهوورية، ولم تتحدث لوسائل الإعلام سوى مرة واحدة أثناء وفاة والدة السيسى فى أغسطس الماضى، عندما أجرت معها مجلة أكتوبر حوارا سريعا كما وصفته المجلة، ولم يخرج الحوار عن حديثها عن والدة زوجها وعلاقتها بها.
قلة الظهور الإعلامى لأسرة الرئيس يجعل المراقبين للمشهد يرون أن السيسى حاول أن يتجنب تتكرار أخطاء الرؤساء السابقين حتى لا يسىء البعض تفسير هذا الظهور أو ربطه بمشاهد سابقة لأسر الرؤساء السابقين وعلى رأسهم أسرة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث كانت تدخلات زوجته سوزان مبارك وأبناؤه هو أحد الأسباب الرئيسية وراء سقوط هذا النظام بعد ثلاثين عاما من الحكم، خاصة أنه لا تزال الصورة العالقة فى ذهن الشعب المصرى تسجل كل تدخلات أسرة مبارك فى شتى المناحى السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهو نفس الأمر بالنسبة لأسرة الرئيس المعزول محمد مرسى الذى اهتمت زوجته بالعمل السياسى وحرصت على المشاركة فى مؤتمرات حزب الحرية والعدالة رغم أنها رفضت وصفها ب«سيدة مصر الأولى».
كما لم يتوان أولاده فى توريطه فى العديد من التصريحات والتصرفات التى تعتبر سلبياتها بالنسبة للحياة الرئاسية أكثر من إيجابياتها، ولهذا استفاد
أبناء السيسى الأربعة وهم «مصطفى ومحمود وحسن وآية»، من أخطاء أولاد مرسى فلم يورطوا والدهم بتصريحات إعلامية أو بالكتابة على وسائل «السوشيال ميديا».
موضوعات متعلقة...
تفاصيل اجتماع السيسى بمحافظ البنك المركزى..طارق عامر: مليار دولار زيادة فى الاحتياطى النقدى.. ومستعدون لتلبية كافة احتياجات جهات الدولة من الدولار..والرئيس يحذر من التلاعب بالأسعار واستغلال المواطنين