انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكلية الدراسات الإسلامية في أسوان    رئيس الوزراء يتفقد المركز القومي للتدريب بمقر هيئة الإسعاف المصرية.. صور    وزير الثقافة يوجه بوضع خطة مشتركة لعرض مونودراما «فريدة» بالمحافظات    محافظ أسيوط: حصاد 188 ألف فدان قمح وتوريد أكثر من 147 ألف طن حتى اليوم    رئيس الوزراء يسلم وحدات المبادرة الرئاسية "سكن لكل المصريين" بأكتوبر الجديدة    منظمة السياحة العربية: العلمين الجديدة وجهة عربية متميزة    رئيس وزراء كوت ديفوار يستقبل وفدًا من اتحاد الصناعات المصرية لبحث التعاون    لتطوير البنية التحتية..الانتهاء من رصف عدة طرق بالواحات البحرية بتكلفة 11.5 مليون جنيه    الجيش الروسي يعلن السيطرة على 3 بلدات في دونيتسك وسومي    إقبال كثيف على صناديق الاقتراع في الجنوب اللبناني    مقال رأي لوزير الخارجية عن انعكاسات خفض التصعيد على أمن الملاحة في البحر الأحمر    بث مباشر الآن مباراة بيراميدز ضد صن داونز في نهائي دوري أبطال أفريقيا (الاستديو التحليلي)    محمد صلاح يتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لموسم 2024-2025    بمشاركة مصر.. مستويات منتخبات بطولة كأس العرب 2025    قتل صديقه حرقا.. إحالة أوراق عاطل بالإسكندرية إلى المفتي    الأرصاد: موجة شديدة الحرارة تضرب مصر حتى الإثنين.. وطقس معتدل يبدأ من الثلاثاء    بأسلوب الخطف.. القبض على المتهمين بسرقة المواطنين بالطريق العام    مفاجأة يكشفها تقرير الطب الشرعي في واقعة الاعتداء على طفل شبرا الخيمة    ب3 من نجوم ماسبيرو.. القناة الأولى تستعد لبث "العالم غدا"    الفرعون الذهبى يستقر بالمتحف الكبير :73 قطعة منها التاج وكرسى العرش والتابوت والقناع تنتظر الرحيل من 3 متاحف    بطريقة خاصة.. رحمة أحمد تحتفل بعيد ميلاد نجلها «صاصا»    فضائل العشر من ذي الحجة.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة    دراسة: النوم بين الساعة 10 و11 مساءً يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب    بعد توليها منصبها في الأمم المتحدة.. ياسمين فؤاد توجه الشكر للرئيس السيسي    مطالبًا بتعديل النظام الانتخابي.. رئيس«اقتصادية الشيوخ»: «لا توجد دول تجمع بين القائمة والفردي إلا ساحل العاج وموريتانيا»    فيلم «سيكو سيكو» يصدم أبطاله لليوم الثالث على التوالي.. تعرف على السبب    «فركش».. دنيا سمير غانم تنتهي من تصوير «روكي الغلابة»    رئيس بعثة الحج الرسمية: وصول 6720 حاجا للمدينة المنورة    «الشيوخ» يوافق نهائيًا على تعديل قانون لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية (تفاصيل)    الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل تطلق حملة «تأمين شامل.. لجيل آمن» بأسوان استعدادا لبدء التطبيق الفعلي للمنظومة في المحافظة 1 يوليو المقبل    مدبولي: هيئة الإسعاف دوماً رمزاً للتضحية والإنسانية ولها دورٌ في مواجهة الأزمات الكُبرى    طاقم تحكيم مباراة البنك الأهلي والمصري في الجولة الثامنة للدوري    13 لاعبة ولاعبًا مصريًا يحققون الفوز ويتأهلون للربع النهائي من بطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    لحظة أيقونية لمؤمن واحتفالات جنونية.. لقطات من تتويج بالأهلي ببطولة أفريقيا لليد (صور وفيديو)    المتحدث العسكري: الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن بعد انتهاء زيارته الرسمية لدولة فرنسا    مستقبل وريثة عرش بلجيكا في خطر.. بسبب أزمة جامعة هارفارد وترامب    في ذكرى رحيل إسماعيل ياسين.. أحمد الإبياري يكشف عن بوستر نادر ل مسرحية «الست عايزة كده»    احتفاء بتاريخ عريق.. رئيس الوزراء في جولة بين عربات الإسعاف القديمة    فتاوى الحج.. ما حكم استعمال المحرم للكريمات أثناء الإحرام؟    "الشيوخ" يبدأ مناقشة تعديل قانونه.. ووكيل "التشريعية" يستعرض التفاصيل    القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتسيطر على بلدتين    كواليس إحالة المتهمة بسب وقذف الفنانة هند عاكف للمحاكمة    جامعة سوهاج: اعتماد 250 مليون جنيه لفرش وتجهيز مستشفى شفا الأطفال    التحقيق مع 3 عناصر جنائية حاولوا غسل 60 مليون جنيه حصيلة اتجار بالمخدرات    محافظ أسيوط يزور جامعة بدر ويتفقد قافلة طبية مجانية ومعرضًا فنيًا لطلاب الفنون التطبيقية    حكم طلاق الحائض عند المأذون؟.. أمين الفتوى يُجيب    وزير الري يوجه بتطهير مصرف البلبيسي بالقليوبية    10 شهداء في قصف الاحتلال مدينتي جنوب قطاع غزة    لماذا يصل تأثير زلزال كريت إلى سكان مصر؟.. خبير فلكي يجيب    تشكيل بيراميدز المتوقع أمام صن داونز بذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 24-5-2025 في محافظة قنا    البابا تواضروس يترأس القداس من كنيسة العذراء بمناسبة يوبيلها الذهبي    اليوم.. محاكمة متهمين ب«داعش العمرانية»    عيد الأضحى 2025.. أسعار الخراف والماعز في أسواق الشرقية    عمرو أديب: ليه العالم بيعمل 100 حساب لإسرائيل وإحنا مالناش سعر؟    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    القيعي: الأهلي لم يحضر فقط في القمة.. وقرارات المسابقة «توصيات»    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا تأخر الظهور الرسمي للسيدة الأولى؟
نشر في البوابة يوم 03 - 11 - 2015

لا شك أن الظهور الرسمى للسيدة الأولى، انتصار السيسى، قد تأخر كثيرًا طوال العام الأول لتولى الرئيس منصبه، وحتى المناسبات القليلة التى ظهرت فيها كان ظهورًا خاطفًا وصامتًا، ويبدو أن تلك المسألة محسوبة بدقة، فمن البداية كان القرار بعدم تصدرها المشهد السياسى أو الاجتماعى بصورة قد تستفز الشارع المصرى، خاصة بعد تجربتين، الأولى تتعلق بسوزان ثابت وتدخلها بمجريات الأمور وإدارة البلاد فى عهد زوجها الرئيس السابق مبارك، والثانية تتعلق بالسيدة زوجة الرئيس المعزول محمد مرسى، وقد أثارتا استياء المصريين وانتقادهم، حتى إن الغضبة الشعبية على سوزان مبارك كانت أحد أسباب قيام ثورة 25 يناير.
والسبب الثانى يعود للطبيعة المحافظة للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يرى الحديث عن أسرته من الخطوط الحمراء، إلا أنه كان مدركا بأن المبالغة فى عدم ظهور السيدة الأولى قد يؤخذ على الرئيس أيضًا، كما أنه أمر مناف للبروتوكولات الرسمية فى بعض الزيارات المهمة والتى تكون فيها زوجات الرؤساء والملوك حاضرات.
أما السبب الثالث فيتعلق بحملات الهجوم والتشويه التى شنتها عناصر الجماعة الإرهابية على السيسى وأسرته، ورغم ذلك نستطيع القول إن الظهور التدريجى لانتصار السيسى بدأ مع العام الثانى لتولى الرئيس السيسى، وبالتزامن مع تراجع صوت وحملات الجماعة الإرهابية على المستويين الشعبى والإعلامى.
وبحسب بعض المقربين من مؤسسة الرئاسة فإن الفترة المقبلة سوف تشهد نشاطا بروتوكوليا للسيدة الأولى من حيث مشاركتها فى عدد من الزيارات الخارجية برفقة الرئيس، وظهورها بشكل أوضح فى المناسبات المختلفة على المستوى الداخلى، وإن كان قرار مشاركتها فى العمل العام أو تبنيها أحد المشروعات الاجتماعية هو أمر مؤجل إلى حين، وربما يتم استبعاده بشكل نهائى حال عدم اقتناع السيسى بذلك، خاصة أن انتصار السيسى ليس لديها خبرة كافية فى العمل العام فلم يسبق لها العمل أو التعامل مع الأوساط الإعلامية والعامة.
جاء الظهور الرسمى الخارجى الأول لانتصار السيسى كمرافقة للسيسى لمملكة البحرين، وذلك على الرغم من توليه منصبه كرئيس للجمهورية منذ أكثر من عام ونصف العام، إلا أن السيدة الأولى لم تشارك فى استقبالات رسمية أو زيارات خارجية، وهى الزيارة التى لم يتم الإعلان عنها من قبل مؤسسة الرئاسة أو وكالة الأخبار الرسمية (أ. ش. أ)، ولكن من خلال وسائل إعلام بحرينية، مما يعطى انطباعا بعدم وجود رغبة رسمية فى الإعلان عن مشاركة السيدة الأولى بالزيارة، وأن الغرض من مشاركتها دبلوماسى وليس دعائيًا.
واحتفت وسائل الإعلام البحرينية بالسيدة الأولى فى أول زيارة للخارج، وكانت الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البحرين ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة، فى استقبالها لدى وصولها المملكة، وذكرت وكالة أنباء البحرين الرسمية أن الأميرة سبيكة رحبت بزيارة قرينة السيسى، متمنية لضيفة البلاد طيب الإقامة، وأعربت عن اعتزازها الكبير بما يجمع البحرين ومصر من علاقات طيبة ووطيدة، وما تشهده هذه العلاقات الأخوية من تقدم وتطور مستمر فى إطار التواصل القائم بين البلدين وشعبيهما الشقيقين.
من جانبها، قدمت قرينة السيسى شكرها وتقديرها للأميرة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، معتبرة هذه الزيارة فرصة طيبة للتواصل بين بلدين شقيقين تجمعهما الكثير من الروابط التاريخية التى تعزز علاقات الأخوة وأوجه التعاون، وتفتح آفاقًا جديدة بينهما، كما كان فى استقبال انتصار السيسى عدد من سيدات العائلة المالكة وزوجة وزير الخارجية البحرينى وسفير مصر لدى المملكة وزوجته.
ويأتى ظهور انتصار السيسى فى زيارة خارجية رسمية إلى مملكة البحرين بعد أن بات ملحوظًا عدم مشاركتها فى بعض المؤتمرات الدولية والتى تشارك فيها زوجات الرؤساء والملوك، أشهرهن الملكة رانيا قرينة الملك عبدالله ملك الأردن، والتى حرصت على وداع الرئيس عبدالفتاح السيسى، عقب انتهاء مشاركته فى المنتدى الاقتصادى العالمى «دافوس»، وقال العاهل الأردنى للسيسى، أنه سيزور مصر قريبا، فتدخلت الملكة رانيا فى الحديث قائلة «أنا كمان حابة آجى، سلملى على زوجتك وبنتك»، وهو ما أعطى مؤشرا قويا بضرورة بدء المشاركات الرسمية للسيدة الأولى والقيام بدورها الطبيعى بروتوكوليا.
«لا أريد أن أزعج زوجتى بالشأن العام فى حال فوزى بالرئاسة والاختيار سيكون لها»، كان ذلك رد السيسى على سؤال الإعلامية لميس الحديدى فى حوارها معه كمرشح للرئاسة، حين وجهت له سؤالا حول دور السيدة انتصار كسيدة أولى حال نجاحه فى الوصول إلى منصب الرئيس.
فكان من الواضح أن قرار مشاركة السيدة الأولى فى الحياة العامة هو أمر مؤجل نسبيا، فى ظل الأجواء المضطربة وحالة الاستقطاب عقب 30 يونيو، والحملة الهجومية التى تعرض لها السيسى وأسرته من قبل الجماعة الإرهابية.
وكانت الإعلامية أسماء مصطفى، وهى واحدة من مجموعة شباب الإعلاميين المقربين من مؤسسة الرئاسة، قد سبق أن طرحت سؤالا على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: هل تؤيدون خروج السيدة الأولى انتصار حرم الرئيس عبدالفتاح السيسى للعمل العام والاهتمام بقضايا المرأة؟ مشددة على أنها تتمنى منها ذلك ودعت من يوافقها الرأى الدخول علي هاشتاج «# السيدة- الأولى مصر».
وسواء كانت تلك الدعوة بمبادرة شخصية من إحدى الإعلاميات، أو جس نبض رسمى على رد فعل الشارع على ظهور السيدة الأولى، فإن الدعوة خبت سريعا، وهو ما يؤكد أن مشاركة انتصار السيسى فى نشاط اجتماعى عام أمر مستبعد فى الوقت الراهن، كما ساهم فى تأخر مشاركتها فى زيارة رسمية والتى استغرقت أكثر من عام منذ تولى الرئيس، غير أن هذا الأمر يعكس قلقًا واضحًا من قبل الرئيس على ردود الفعل حول التناول الإعلامى لزوجته، ناهيك عن رغبة السيدة انتصار نفسها عدم المشاركة فى أنشطة اجتماعية عامة.
يبدو أن ظهور انتصار السيسى مخطط بشكل منضبط وبمناسبات لا يمكن انتقادها أو التعليق عليها، فتم اختيار احتفالات رسمية بحضور عدد من الشخصيات العامة باحتفالات قومية، احتفال قناة السويس، وذكرى انتصار أكتوبر.
الظهور الأول لزوجة السيسى لم يكن مخططًا له، حيث لم يسع السيسى قبل ذلك لكى تظهر زوجته فى أى مناسبة عامة أو فى أى برامج إعلامية، ولكن سبب الظهور هو حفل تكريم قدامى أفراد القوات المسلحة حيث ظهرت زوجة الفريق السيسى آنذاك، بجانبه، وكان بجانبهما أيضا الفريق صدقى صبحى وزوجته، وذلك طبقا لبروتوكول القوات المسلحة فى المناسبات الخاصة بهم، وفى هذا الحفل لم تتحدث زوجة الفريق السيسى بأى كلمة، إلا أن حالة الاهتمام الإعلامى والشعبى الكبير بظهور زوجة السيسى بهذا الحدث، لفت النظر إلى ضرورة التخطيط لهذا الظهور بشكل إيجابى أو على الأقل تحييده.
وكان الظهور الثانى لانتصار السيسى ظهورًا مميزًا ولفتت زوجة الرئيس الأنظار لها خلال حفل أداء اليمين الدستورية بالمحكمة الدستورية العليا بسبب جلستها وسط أبنائها، والتى ظهر عليها الجدية يحيط بها أبناؤها، مصطفى ويعمل فى الرقابة الإدارية، ومحمود ويعمل رائدًا فى المخابرات الحربية، وحسن ويعمل فى واحدة من شركات البترول، وآية وهى خريجة الكلية البحرية، وظهرت انتصار السيسى فى مساء نفس اليوم بحفل التنصيب بقصر القبة بصحبة السيدة جيهان السادات لتشهد فعاليات الحفل، لافتة الأنظار بأناقتها المحتشمة.
كما زارت ضحية واقعة التحرش الجنسى فى ميدان التحرير وقدمت لها الورود، وهى لفتة لاقت استحسان فئات الشعب المختلفة ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعى.
انتصار السيسى تزور قناة السويس الجديدة «عنوان مقتضب بثته الوكالة الرسمية» لتعلن عن زيارة قامت بها السيدة الأولى، ورافقها فى الزيارة عدد من زوجات الوزراء والشخصيات العامة بالدولة، أبرزهن قرينة وزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى، وقرينة رئيس الأركان الفريق محمود حجازى التى تربطهما علاقة مصاهرة.
كان فى انتظار زوجة السيسى استقبال يليق بحرم الرئيس فاستقبلها عدد من القيادات العسكرية بقيادة الجيش الثانى الميدانى على رأسهم اللواء محمد الشحات، قائد الجيش الثانى، واللواء نصر العاصى، رئيس أركان القيادة، واللواء أحمد القصاص محافظ الإسماعيلية، واللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للمشروع، واستعدت المنصة الرئيسية والتى تم إعدادها خصيصًا لكبار الزوار كما أنه تم فرض إجراءات أمنية مشددة من قبل الحرس الجمهورى وعدد من الجهات الأمنية الأخرى.
حرصت مؤسسة الرئاسة على عدم التعامل مع تحركات السيدة الأولى بوصفها أخبارًا رسمية تستوجب إصدار بيان رسمي كما هو معتاد فى تحركات الرئيس، فلم يتم الإعلان عن الزيارة إلا بعد انتهائها، ومن خلال مراسلى المحافظات، ولم تصدر أى تصريحات على لسان المتحدث الرسمى للمؤسسة عقب انتهاء الزيارة، وفى كلتا المرتين لم تصدر أى تصريحات عن السيدة انتصار نفسها.
الظهور السادس لانتصار السيسى، كان خلال حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وظهرت بجوار جيهان السادات، زوجة الزعيم الراحل أنور السادات.
أما الظهور الأخير فى مناسبة داخلية، فكان حضور انتصار السيسى الاحتفال الذى نظمته القوات المسلحة فى استاد الدفاع الجوى، بمناسبة مرور 42 عامًا على ذكرى الانتصار فى حرب أكتوبر، جلست قرينة الرئيس فى الصف الأول بجوار جيهان السادات، وزوجات الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، والفريق محمود حجازى، رئيس الأركان، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وابنة الرئيس الراحل أنور السادات.
التحكم فى المناسبات التى ظهرت فيها انتصار السيسى حتى الآن، والحرص على كونه ظهورا هادئا، نجح فى ترسيخ صورة إيجابية عن السيدة الأولى، فالصورة الذهنية التى كونها المصريون عن انتصار السيسى هى صورة جعلتها قريبة من قلوبهم، وهى صورة تكونت من خلال ما قاله السيسى عن زوجته وعن دعمها ومساندتها له، فرسم لها صورة لسيدة مصرية أصيلة واعية مدركة لحجم المسئولية الملقاة على عاتق زوجها، تناول السيسى لأول مرة الحديث عن زوجته فى أحد الحوارات التليفزيونية وقت ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية قائلا «أنا ليا زوجة ست فاضلة جدا على درجة كبيرة من الوعى، قالت لى إحنا بنحبك بس الوطن بيضيع».
وصفها بأنها «سيدة فاضلة وعشرة العمر كله وأنا محظوظ بها وبأخلاقها وانضباطها وعطفها على البيت»، مشيرا إلى أنها «ساهمت فى شكل الشخص الموجود حاليا».
وحتى قصة زواجهما التى كشف عنها السيسى جعلتها أكثر قربًا لقلوب المصريين، فهى كغالبية البيوت المصرية التى يتزوج فيها الشاب من إحدى قريباته، عن زواجهما قال السيسى: «خطبت زوجتى وهى ابنة خالتى عام 1975 وقلت لها إذا نجحت فى الثانوية العامة ودخلت الكلية الحربية هخطبك، وتزوجنا بعد التخرج، لأن الجيش لا يسمح بذلك».
وأكد السيسى أنه استشار أسرته فى الترشح لرئاسة الجمهورية، مضيفا أن زوجته أخبرته بأنها تخشى عليه، لكن الوطن فى حاجة إليه، تصريحات السيسى عكست تقديره لزوجته واحترامه لرأيها فى قرار بخطورة ترشحه لمنصب الرئيس.
فى المرات المعدودة التى ظهرت فيها انتصار السيسى لم تدل بأى تصريحات سلبا أو إيجابا بل هو ظهور صامت، حتى إنها لا تتبادل أحاديث جانبية مع مرافقيها، لكن أثناء ساعات عزاء والدة الرئيس لاحظت المعزيات دموع السيدة الأولى التى لم تحاول إخفاءها أو السيطرة عليها، وهو ما عكس حالة الحب الشديد الذى كانت تكنه لوالدة الرئيس والتقطته الزميلة أميرة خواسك بمجلة أكتوبر لتنقل حوارًا تلقائيًا هو أقرب إلى فضفضة رثاء ابنة لوالدتها، لا زوجة ابن لحماتها وهو ما عكس حالة القرب الشديد والحب والود بين السيدتين، فنسبت كل الصفات التى لمسها المصريون وأحبوها فى الرئيس إلى والدته، فهى التى علمته التسامح وحب الناس والقرب من الله وأن يضع الله نصب عينيه فى كل تصرفاته.
وأضافت قرينة الرئيس أن «السيدة سعاد السيسى، والدته، كانت مصدر الحب والحنان لزوجى ولكل أسرته»، وأشارت إلى أنها «علمت أولادها الكفاح والاعتماد على النفس ليكتسبوا خبرات حياتية على الرغم من أن والدهم كان ميسور الحال، وأنها كانت معلمة تتمتع بحكمة وبصيرة كبيرتين رغم كونها لم تكمل تعليمها، ولكنها تمتعت بقدرة هائلة على احترام الآخرين».
الحوار الأول الذى تم نشره على لسان انتصار السيسى، حوار عاطفي لم يتطرق لأى أوضاع اجتماعية أو سياسية، وهو ما زاد من إيجابية صورة السيدة الأولى، وما تم تداوله ونشره حول حرص السيدة الأولى خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة فى حياة والدة الرئيس على الزيارة والتواجد إلى جانبها بمقر علاجها بأحد المستشفيات التابعة للقوات المسلحة، هى وأبناؤها وتحديدا ابنتها آية، ساهم فى دعم صورة المرأة المصرية الدافئة الشبيهة بعموم السيدات المصريات.
حافظت انتصار السيسى منذ البداية على صورة المرأة المصرية المحتشمة والتى تحافظ على أناقتها بشكل واضح أثار انتباه وتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى التى أشادت بأناقة السيدة الأولى فى عدم إفراط أو استفزاز، فكان المطلوب البساطة والأناقة والاحتشام، فظهرت بغطاء رأس ملفوف بشكل عصرى وأنيق نافست أناقة جيهان السادات التى احتلت عنوان الأناقة والشياكة والجمال لسنوات طويلة فى عيون المصريين ممتدة الأثر حتى الآن.
وترتبط انتصار السيسى بعلاقة ود واضحة لا تخفى على العيان بجيهان السادات، كان الرئيس السيسى هو شرارة التواصل بين السيدتين نظرًا لحبه الشديد وتقديره للرئيس الراحل أنور السادات ودوره التاريخى فى الحرب والسلام، حيث دعاها السيسى لحضور حفل ذكرى انتصارات أكتوبر عقب 30 يونيو مباشرة بالمنصة الرئيسية كنوع من التكريم، لتشارك بعدها فى حفل تنصيب السيسى بقصر القبة، حيث قضت أكثر من ساعة فى حديث ودى مع انتصار السيسى، قبل أن تخرج معها لحديقة القصر لحضور الحفل، وهو ما استقبله الحضور بعاصفة من التصفيق ليتكرر الظهور الحميمى بين السيدتين فى أكثر من مناسبة آخرها حفل عناقيد الضياء بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر.
وتقف انتصار السيسى فى منطقة متوسطة بين زوجات الرؤساء السابقين فلا هى منغمسة فى الحياة العامة والسياسية على شاكلة سوزان مبارك ولا هى بعيدة كلية عن المشاركة فى أى أحداث مثل تحية عبدالناصر.
حالة التخطيط بكل ما يخص السيدة الأولى ممتدة إلى الصور الفوتوغرافية، هى الصور التى تختارها إدارة الإعلام بمؤسسة الرئاسة، وهى صور تعد على أصابع اليد الواحدة، صورة رسمية بثت عبر وكالة انباء الشرق الأوسط مصاحبة لخبر زيارة السيدة الأولى لضحية التحرش بالتحرير، وعدد من الصور أثناء مشاركتها فى احتفالات أكتوبر، وأخيرا الصور التى بثتها وكالة الأنباء البحرينية أثناء استقبالها الرسمى، وهو أمر مقصود بشكل كبير بحسب تعليمات داخل مؤسسة الرئاسة.
لا توجد أى إعدادات رسمية داخل قصر الاتحادية لانتصار السيسى بوصفها السيدة الأولى، على عكس سوزان مبارك، والتى كان لها مكتب خاص وطاقم سكرتارية كامل، وحتى مندوبين معتمدين من المؤسسات الصحفية المختلفة لتغطية أخبار السيدة الأولى وجولاتها وأنشطتها الاجتماعية، وهو ما تم الاستغناء عنه بشكل كامل وتم إغلاق المكتب وإعادة توزيع أطقم السكرتارية على الدواوين المختلفة بالقصر، وإلغاء انتداب الصحفيين المخصصين لتغطية أخبار السيدة الأولى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.