مهرجان جناوة.. موسيقى العالم فى الصويرة بالمغرب.. الدورة ال19 تشهد مشاركة كبار عازفى العالم وحضور ربع مليون شخص.. والفنان الجزائرى كريم زياد ل"اليوم السابع": "الجناوة" أصبحت عالمية ونهدف انتشارها

أقيم مهرجان الصويرة الغنائى هذا العام فى مدينة الصويرة الساحلية المطلة على المحيط الأطلنطى بالمغرب فى دورته ال19 ما بين يومى 12-15 مايو من الشهر الجارى، ويعتبر هذا المهرجان موعدا سنويا لعشاق موسيقى الجناوة المغربية وأنواع الموسيقى المختلفة مثل الجاز والموسيقى الأفريقية والفيوجن.
وأكد الفنان الجزائرى كريم زياد المدير الفنى وأحد مؤسسى المهرجان، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن المهرجان يهدف إلى نشر وإشهار موسيقى الجناوة فى العالم وأن الموسيقى الجناوية أصبحت عالمية، مؤكدا أن المهرجان يهدف إلى إحياء هذه الموسيقى دائماً لأنها موسيقى قديمة وعريقة ومعروفة.
كما كرم المهرجان المعلم الراحل محمود جينيا وهو رمز من رموز موسيقى الكناوة وبالعالم وإحدى أهم مطورى موسيقى الكناوة فى المغرب والعالم وقد رحل عن عالمنا يوم 2 أغسطس العام الماضى.
كبار عازفى العالم يشاركون فى المهرجان
وشارك فى المهرجان العديد من موسيقيى العالم المعروفين مثل عازف الجاز الأمريكى راندى ويستون وثلاثى الجاز فرقة جيف بالارد وفريق Hoba Hoba Spirit .
بالإضافة إلى أبرز معلمى الجناوة، المعلم حميد القصرى، المعلم حسن بوسو، المعلم عبدالكبير مرشان، وعبد السلام عليكان، وحميد القصرى، وعازفو الجاز جيف بلارتريو، وراندى وانسطون، وحسن حكمون من الولايات المتحدة، إضافة إلى فرقة "سونغوى بلوز" من مالى.
القيمة التى تمثلها أغانى "جناوة"
وتحكى أغانى جناوة "قصة أقلية تمثل تراثا فريدا فى العالم" هى معاناة "العبد" أثناء رحلته من بلده ومعاناته، والتى من خلالها تحاكى الإيقاعات الاحتفالية للقبائل الأفريقية، كما تروى حكاية تعايش العربى والأمازيغى والأفريقى المسلم على أرض المغرب.
وتقوم عروض فرق كناوة على الرقص على نغمات الكنبرى "آلة عزف وترية" والطبول والقراقب "آلات عزف نحاسية"، فيما يرتدى أعضاؤها ألبسة بألوان فاقعة، وقبعات مرصعة بالأحجار.
الصويرة مدينة تحضن أغانى "جناوة"
تحتضن مدينة الصويرة المغربية فى كل سنة مهرجان جناوة وموسيقى العالم، مهرجان يمزج بين الإيقاعات المغربية والأفريقية والعالمية تحت شعار "الإبداع والتميز والأصالة نفسها دوما"
وموسيقى جناوة التى تتميز بها مديمة الصويرة، تعود إلى أصول أفريقية، قد انطلقت منذ القرن ال17، مع تحول المدينة إلى مركز تجارى مهم ونقطة تبادل تجارى مع تومبوكتو فى مالى، ولذلك تتباين الآراء بخصوص أصل تسمية جناوة، فهناك من يجعلها تحريفا ل"غينيا"، وهناك من يجد لها أصولا أمازيغية، من خلال كلمة "أكال إكناون"، وتعنى "الشخص الغريب الذى لا يفهم كلامه"، أو من يربطها بمعان ترتبط بمفردة "قن" بوصفها تعريفا ومرادفا لكلمة "عبد".
ولعل ما يميز هذا المهرجان الفريد من نوعه أن موسيقى "جناوة" ليست مجرد موسيقى عادية، فهى من جهة، تتميز بإيقاعات قوية محملة بثقل الأساطير والمعتقدات الموغلة فى القدم ومشحونة بالإرث الحضارى الأفريقى والأمازيغى والعربى، تناجى الأرواح الخفية وتغازلها، ومن جهة أخرى تتوسل بالإيقاعات والألوان، خاصة اللونين الأحمر والأزرق، وإحراق البخور، وكل الوسائط الخفية الأخرى، كما تتوسل بآلات خاصة، مثل "الكنبرى" أو "السنتير"، والكنكة "الطبل"، ثم القراقش "صنوج حديدية".
مكونات موسيقى "جناوة"
ورغم وضوح الأثر الافريقى على موسيقى جناوة فإن أهم رجال هذا النوع هم من المغرب والجزائر، وتتكون من رئيس الفرقة وسمى المعلم وباقى أفراد الفرقة، وأهم الآلات الموسيقية هى الكمبرى والقرقابة والطبل والتى تعزف بإيقاع مكثف التكرار يرتدون ملابس طويلة لامعة الألوان وقباعات طويلة يرقص موسيقى كناوة فى تمايل وقفز وفى حين أن المستمعين ينسلخون فى هذا النوع من الموسيقى التى يقال إنها تعمل على انسجام الروح والجسد، والكثير من الدورات الموسيقية فيها هى ارتجالية تعمل على الأخذ والعطاء من كل الموسيقيين.
وارتفع عدد المشاركين بالمهرجان من 20 ألف شخص فى الدورة الأولى له عام 1998، إلى 250 ألف شخص فى الدورة الأخيرة، التى أقيمت فعاليتها منذ أيام قليلة.
موضوعات متعلقة
الليلة.. الجزائرى كريم زياد وفرقة أوتوستراد الأردنية على مسرح الجنينة