إبراهيم ربيع يكتب:ياباشمهندس هانى.. سامحنى أنت لا تصلح رئيساً

ياباشمهندس هانى اسمح لى بأن أسحب حماسى لك وترشيحى إياك لكى تكون الرجل المناسب للكرة المصرية فى المكان المناسب لإدارتها، وهو اتحاد كرة القدم .. صحيح أنت صديق عزيز وابن بلد شهم وجدع وطموحك لا سقف له ودماغك عمرانة بالأفكار الوثابة، ولا تحتاج لأموال الغير سواء كان هذا الغير الدولة أو الأفراد الأثرياء .. إلا أنك صدمتنا وأفقدتنا الأمل فى أن يتخلص اتحاد الكرة من كل هذه و طأطأ رأسه فى انكسار وذل وعجز حتى أنه ابتكر ونفذ نظرية الفوضى الخلاقة، قبل أن تعلنها أمريكا فى منطقة الشرق الاوسط، منذ أن قررت تدمير العراق وأفغانستان ومعها كل قوى المقاومة المحيطة بالكيان الصهيونى ..
العجز والمذلة جعلا الأهلى رئيسا لمجلس إدارة الكرة فى بر مصر يوجهها حيث شاء ويفصل لنفسه القوانين والقرارات ويمررها إلى إدارة اتحاد مغمى عليه .. وجعل الزمالك نائبا لرئيس هذا المجلس الذى هو فى الأصل متنافر فى المصالح و متوحد فى هدف واحد هو إخضاع الجبلاية لقانون الغابة .. الأهلى يفعل ما شاء بلا إخفاقات والزمالك يحاول أن يفعل ما يشاء فيفلح مرة ويفشل مائة مرة .. أما بقية الأندية فهى واقعة بين شطرى الرحى .. شطر فوق وهو الأهلى ثم الزمالك، وشطر تحت وهو اتحاد نائم فى غيبوبة ، ولا تملك هذه الأندية إلا القبول بقدرها حتى أصبحت مشرفة على الإفلاس ثم الاندثار ..
كان الاتحاد فى حاجة إلى رجل بمواصفات هانى أبو ريدة ظنا منا أنه يملك القدرة على التحدى وتحويل الفوضى الخلاقة إلى إدارة خلاقة ويستطيع أن يقول لا عندما يستدعى الأمر أن يقولها .. و لا تلهيه التوازنات والحسابات التى حكمت قيادة سمير زاهر لسفينة معطوبة بلا محركات ولا سوارى .. إلا أنه لم يكمل المواصفات المطلوبة وأولها وأهمها قوة الشخصية و الصلابة والشجاعة .. وبدون هذه المواصفات الحيوية الجوهرية تسقط كل المواصفات الأخرى ،. فلا عقل ولا فكر ولا مال ولا خفة دم ولا جدعنة أولاد البلد تنفع بدون شخصية وزعامة وصلابة وشجاعة.
كانت قضية اللاعب جدو مفترق طرق لهانى أبو ريدة ليقدم أوراق اعتماده للرأى العام .. ونحن فى هذا الصدد لا يهمنا أين يلعب جدو وكم يدفع من غرامات، أو أن يلعب أو يتوقف شهرا أو ستة أشهر .. أو أن يغضب الأهلى والزمالك أو أن يسعد أى منهما بالقرار .. كل ذلك لا علاقة لنا به فنحن معشر الصحفيين لسنا طرفا فى ولائم الصفقات والانتقالات ولكننا طرف أصيل فى البحث عن خلفيات هذه الولائم و بدوننا و بدون دورنا ومهامنا واختصاصنا كان يمكن للمجتمع أن يأكل نفسه دون أن يعرف أحد فيه من الذى يأكل و من الرأى يؤكل .. اذن يحكمنا الضمير المهنى الذى هو محكوم بضمير المجتمع ..
وليس مطروحا أن نقبل حتى فى زماننا الصب الذى تنهار فيه القيم والمبادئ أن نذكر أولى الأمر بخطورة عقيدة الجاهلية والجهلاء إذا سرق الشريف فيهم تركوه وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد .. لو أن لاعبا آخر غير جدو انضم لنادى آخر غير الأهلى هل كان رجال الجبلاية سيترددون فى إقامة الحد عليه ..
المصيبة أن القضية واضحة وهى مخالفة قانونية وأخلاقية وبالتالى تستحق عقوبة على الاثنين .. ثم هى جريمة إدارية لأن اتحاد الكرة بجلالة قدره لا يستطيع أن يضع لائحة تنقذه هو نفسه من كل ورطة .. لو أنه قوى يديره أقوياء أحرار لما ترك الأهلى والزمالك يشيعان فسادا فى الارض و يمارسون القرصنة على الاندية الاخرى و يفاوضون و يتعاقدون مع نجومها فى غير الموعد القانونى و هذه حقيقة ربما لا تكشفها أوراق رسمية الا انها حقيقة على أرض الواقع .. و لما ترك اللاعبين يلعبون بمشاعر الناس المطحونة ويديرون مزادا لأنفسهم حتى وصل سعر اللاعب سنويا إلى 5 ملايين جنيه وهو لا يستحق ذلك ..
يا باشمهندس هانى أبو ريدة أنت خسرت رئاسة اتحاد الكرة قبل أن ترشح نفسك .. وما زالت جهودنا مستمرة للبحث عن رجل قادر على أن يقول لا.