■ كأنه لا يكفينا كل هذا الكم من مسلسلات تليفزيون رمضان وما فيها من تسطيح للقضايا وعرضها ومط وتطويل وملل ورتابة وافتقاد للمنطق.. فلم تبخل علينا الرياضة بمسلسل آخر يخصها ولكن بنفس قواعد وقوانين مسلسلات التليفزيون.. المسلسل من تأليف وإخراج وبطولة الصديق العزيز هانى أبو ريدة.. ويدور عن بطولة كأس العالم لشباب الكرة التى ستبدأ فى الرابع والعشرين من شهر سبتمبر الحالى.. المسلسل ليس عن البطولة نفسها والتى ليس من الصحيح أنها من الأحداث العالمية الكبرى ولا حتى من المقاس الوسط.. وإنما هو عن اهتمام المصريين بهذه البطولة التى تستضيفها بلادهم.. فهانى أبوريدة اتهم رجال الأعمال والشركات الكبرى والوكالات الإعلانية بعدم الاهتمام بالبطولة.. واتهم الإعلام الرياضى المصرى أيضا.. وقال هانى أبوريدة إن رجال الأعمال والشركات والوكالات جروا وراء مسلسلات رمضان ورفضوا رعاية كأس العالم لشباب الكرة.. وأعلن هانى أبوريدة أنه أرسل مذكرة للدكتور أحمد نظيف يطالبه فيها بسرعة التدخل.. ولأنه كما سبق أن قلت من قبل مجرد مسلسل آخر ردىء وممل.. فقد انتثر كلام أبوريدة واتهاماته فى كل مكان.. ولم يتوقف أحد ليسأل هانى أبوريدة أو يحاسبه.. فالإعلام الرياضى ليس مخطئا وليس مقصرا أيضا.. وقد انتهى ياصديقى العزيز زمن الحشد الإعلامى وحكاية الصوت الذى لا يعلو فوق صوت المباركة والوفود والأقلام الإعلامية التى يتم حشدها للتأييد والمباركة والمبايعة.. وأنا أتحدى أن تكون هناك أى بطولة عالم سابقة للشباب أو الناشئين وفى أى من بلدان العالم قد نالت تغطية إعلامية قبل أن تبدأ أكثر من تغطية الإعلام المصرى للبطولة المقبلة.. إلا إذا كان هانى أبوريدة يريد ويحلم ويطالب بتغطية مماثلة لتغطية الإعلام الرسمى المصرى لمشروع جمال مبارك الداعى للاهتمام بأكثر القرى فقرا وعوزا فى مصر.. فالإعلام الرسمى.. الرائع والمبدع والخلاق والرائد.. اهتم فقط بجمال مبارك الذى يزور هذه القرى ولم يهتم مرة واحدة بالقرى نفسها وأهلها ومواجعهم.. فهل كان هانى أبوريدة يقصد اهتماما من هذا النوع.. وتطارد الناس كل يوم أخبار وحكايات عن هانى أبوريدة وتصريحاته وخططه وطموحاته سواء الشخصية أو العامة.. وحتى لو كان أبوريدة يقصد ويحلم بذلك.. فقد كان عليه أن يعاود التفكير ألف مرة قبل أن يتقدم باستقالته الوهمية من اتحاد الكرة ثم يعدل عنها ثم يعلن تجميدها.. فتحدث الجميع عن أبوريدة واستقالته ولم يكن أبوريدة وقتها غاضبا من الإعلام غير المهتم ببطولة العالم لشباب الكرة.. ولا الإعلانات التى لا تأتى والرعاية التى لا تكتمل.. فالحكاية كلها هى هانى أبو ريدة.. ثم ما هى حكاية المذكرة التى أرسلها أبوريدة لرئيس الحكومة يطالبه فيها بالتدخل والضغط على رجال الأعمال والشركات لرعاية البطولة والإعلان من خلالها.. فرئيس الحكومة لا يملك مثل هذا الحق.. ولماذا أصلا الضغط على رجال أعمال أو شركات.. بينما إعلانات المسلسلات الرمضانية التى يضيق بها أبوريدة معظمها فى رمضان الحالى إعلانات حكومية.. السكك الحديدية وحملة قول للغلط لأ.. المالية وحملة الضرائب وعبدالقوى.. الصحة وحملات الأنفلونزا وسرطان الثدى.. وبالتالى كان الأولى أن تلتفت وزارات الحكومة ومؤسساتها لبطولة العالم لشباب الكرة هذا إذا كانت هناك بالفعل أزمة فى إعلانات ورعاية هذه البطولة وتمويلها. ■ فى حوار هادئ وحميم مع حسن حمدى.. لم أقتنع بتفسير قاله لى رئيس النادى الأهلى ويشرح فيه لماذا لم يدخل الخطيب المكتب التنفيذى للنادى الأهلى.. فقد قال لى حسن حمدى إنه اتفق مع الخطيب على ذلك لأن حسن حمدى استصدر موافقة المجلس القومى للرياضة على أن يدير الخطيب المكتب التنفيذى للأهلى فى حالة غياب حسن حمدى.. فأنا لا أرى داعيا لذلك كله ولمثل هذا الالتفاف حول النصوص والمعانى واللوائح والنظم.. ولا أزال مقتنعا بأن مكتبا تنفيذيا يضم حسن حمدى والخطيب معا.. هو بالتأكيد أقوى من مجلس لن يضم إلا أحدهما فقط.. وأنا أيضا لست مقتنعا بالنظرية التى جرى تسويقها مؤخرا بالعمد والإلحاح بأن الذى يحب الأهلى عليه ألا يبحث عن أدوار أو مناصب.. ولو كانت هذه النظرية صحيحة.. فما المانع أن يجلس حسن حمدى فى بيته ويواصل العطاء للأهلى دون أن يجلس على مقعد الرئيس لأننى واثق تماما أن حسن حمدى هو أكثر المصريين الآن حبا للنادى الأهلى وارتباطا به وخوفا عليه.. ولكنها ليست نظرية صحيحة على الإطلاق.. وليس معنى حب الخطيب للأهلى أن يبقى خارج المكتب التنفيذى الذى يحكم النادى ويدير شؤونه.. فحب الأهلى ليس جريمة عقابها العادل هو ألا يجلس الخطيب على أحد مقاعد هذا المكتب.. وليس هذا فقط.. وإنما لا أفهم أيضا.. ولا أحترم.. تلك الأفكار القديمة التى يجرى تطبيقها أحيانا وأحيانا أخرى يحتفظون بها فى الثلاجة.. أفكار تمنع أبوتريكة من قيادة النادى الأهلى والذى قد يعتزل دون أن ينال هذا الشرف الرياضى الرفيع رغم أنه من أفضل وأجمل وأهم نجوم الأهلى طوال المائة سنة.. ومع كامل وعميق احترامى وتقديرى لجيلبرتو أو أحمد السيد فأنا لا أقبل أن يصبح أحدهما هو كابتن النادى الأهلى بينما هناك نجم اسمه محمد بركات يرتدى الفانلة الحمراء ولا يزال قادرا على تحقيق البطولات وأفراح وأحلام ملايين من عشاق الأهلى.. ثم إذا كانوا إلى هذا الحد يحبون الحفاظ على كل الأفكار والنظم القديمة.. فلماذا لم يتم حتى الإعلان عن الأعضاء المعينين فى مجلس إدارة الأهلى.. فقد اعتدنا الإعلان عن هؤلاء فور انتهاء كل انتخابات سابقة.. فهل المجاملات الآن هى التى تحكم.. أم الحسابات الشخصية والخاصة غير المعلنة.. وبهذه المناسبة أود أن أختلف بكل تقدير واعتزاز واحترام مع الدكتور علاء صادق الذى اتهم حسن حمدى بتحدى إرادة الجمعية العمومية للأهلى وقام بتعيين محمود باجنيد فى شركة الأهلى للإنتاج الإعلامى رغم أن أغلبية أعضاء الأهلى رفضوا باجنيد وأسقطوه فى الانتخابات الأخيرة.. والحقيقة هى أن حسن حمدى لم يتمرد مطلقا على الجمعية العمومية لناديه.. ومحمود باجنيد عضو بمجلس إدارة تلك الشركة منذ سنوات طويلة وليس الآن فقط.. ولا علاقة لمثل هذا الأمر بأى انتخابات أو أى نتائج.. ومتى سنقتنع بأن خسارة أى انتخابات رياضية أو برلمانية أو سياسية لا تعنى مطلقا فقدان الاحترام أو الكبرياء أو الاعتبار. ■ أشكر كثيرا وجدا سمير زاهر.. رئيس اتحاد الكرة.. لأنه أكد أنه لن يسعى لإلغاء بند الثمانى سنوات ولن يستعين بالفيفا ولوائحها للعمل على إلغاء هذا البند.. وهو بذلك يقدم ضمانا مؤكدا بحيوية الكرة المصرية.. فلو تم إلغاء هذا الشرط فهذا يعنى أنه من الممكن أن نموت كلنا ولم نر طول حياتنا إلا اثنين أو ثلاثة يديرون مؤسسة الكرة المصرية.. وبالمناسبة أشكر سمير زاهر أيضا لأنه سيحاول إلغاء التعيين فى مجلس إدارة اتحاد الكرة.. وهو بالتأكيد يعنى مزيدا من الاحترام للديمقراطية التى بدأت تتشكل فى مصر والتى من الممكن أن تقودها الرياضة المصرية.. وهو ما أتمنى أن ينجح فيه اتحاد الكرة تمهيدا لأن يجرى تعميمه مستقبلا فى بقية الاتحادات وفى الأندية الرياضية أيضا.. ولكننى مع كل هذا الشكر.. لا أزال أعتب على زاهر باعتباره رجلا يرفض أن يدخل كتاب تاريخ الكرة المصرية كأفضل وأقوى رئيس لاتحادها.. فالرئيس القوى هو الذى لا يخاف ولا يجامل.. وسمير زاهر إما خائف أو مجامل سواء لمجدى عبدالغنى أو سحر الهوارى.. فغير لجنة شؤون اللاعبين.. أهدى زاهر أيضا ولأسباب غير واضحة أو مقنعة لمجدى عبدالغنى مهمة وأمانة صياغة اللوائح الجديدة لاتحاد الكرة.. وذلك لأن مجدى يريد أن يضم جمعية اللاعبين المحترفين للجمعية العمومية لاتحاد الكرة وبالتالى يصبح لها صوت وحضور سوف يستغله عبدالغنى فيما بعد لمصلحته الشخصية.. ومن المثير أن مجدى عبدالغنى نتيجة نظام مصرى سياسى ورياضى فاسد ومهترئ أصبح هو عضو مجلس إدارة الاتحاد الذى يفصل بين الأندية واللاعبين فى أى خلاف أو قضية.. وهو فى نفس الوقت رئيس جمعية اللاعبين الذى من المفترض فيه الدفاع عن حقوق كل اللاعبين ضد الأندية واتحاد الكرة.. أما سحر الهوارى فقد أرادت ألا تدخل امرأة أخرى غيرها اتحاد الكرة.. واستجاب لها زاهر خوفا أو مجاملة أو حبا أو اتقاء لشرور وتهديدات لا نعلمها.. وبالتالى جرى الاتفاق السرى على إلغاء التعيينات وهو ما يعنى ألا يضطر اتحاد الكرة لتعيين امرأة أخرى وبعدها يتم تعيين سحر الهوارى مستشارة لاتحاد الكرة النسائية وللعلاقات مع الفيفا.. ثم متى سيجرؤ زاهر أيضا على هذا القرار الثورى بأن يلغى كل غرف واستراحات مخصصة لأعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة.. فهم ليسوا موظفين تنفيذيين فى الاتحاد يحتاجون غرفا ومكاتب.. فهؤلاء ليس لهم دور إلا وضع الرؤى والخطط من خلال اجتماعهم الرسمى مرة كل شهر.. وفيما عدا ذلك فمن المفترض عدم رؤية أى منهم داخل أروقة الاتحاد ومكاتبه. ■ أختلف تماما وأيضا بمنتهى التقدير والاحترام مع الدكتور عبدالمنعم عمارة الذى كتب هنا فى «المصرى اليوم» يعارض هادى فهمى رئيس اتحاد كرة اليد والذى أعلن من الآن تأييده ومبايعته لأحمد شوبير رئيسا لاتحاد الكرة فى الانتخابات المقبلة ضد هانى أبوريدة.. عمارة لم يعارض اختيار هادى فهمى لشوبير.. وعمارة ليس مع شوبير أو مع أبو ريدة.. ولكنه فقط يعترض على أوان هذا الطرح من الآن ويراه سيثير حساسيات وخلافات لا داعى لها.. وهذا بالضبط هو ما أختلف فيه مع الدكتور عمارة.. وهو فى الحقيقة خلاف حقيقى مع كثيرين جدا وفى كل المجالات.. فقد اعتدنا ومنذ سنين طويلة جدا ألا يتحدث أى أحد عن أى طموح مشروع.. وباستثناء الصديق أحمد المسلمانى فلن تجد صحفيا واحدا فى الأهرام يعلن بوضوح أنه يحلم برئاسة تحرير الأهرام.. ولو قلت إن رشيد أو المغربى يحلم أحدهما برئاسة الحكومة فسيسارع الرجلان بالتكذيب والنفى وكأنها خطيئة أو فضيحة.. وفى كل ماسبيرو لن تجد أحدا يجرؤ أن يحلم بصوت عال بمقعد أنس الفقى.. وذلك لأن أجيالا كثيرة فى مصر تعلمت أن أى رئيس لابد أن يبقى رئيسا دون أن تكون هناك أى حقوق أو أحلام بتغييره واستبداله.. نعتبر أو نتخيل ذلك عيبا وحراما وتجاوزا للحدود والمقامات.. ولكننى أظن أننا نعيش عصرا جديدا لم يعد فيه مكان لمثل هذا الخنوع والاستسلام.. وبالتالى أنا مع أحمد شوبير فى أن يحلم برئاسة اتحاد الكرة.. ومع هانى أبوريدة فى أن يرى أنه الأحق والأصلح لرئاسة مؤسسة الكرة المصرية.. فهذا حق مشروع للرجلين ولغيرهما أيضا.. ومن حق إبراهيم المعلم أو ياسين منصور أو الخطيب الحلم برئاسة النادى الأهلى مثلما هو من حق حازم إمام أو عمرو الجناينى أن يحلم برئاسة الزمالك.. وأى منصب فى مصر حتى منصب رئيس الجمهورية نفسه.. يبقى حقا مشروعا وحلما معلنا ومتاحا لأى أحد.. أما إذا كان الدكتور عبدالمنعم عمارة يعترض على توقيت الإعلان عن ذلك.. فأنا أيضا أعارض ذلك.. وأرفض نغمة مصرية شائعة بأنه لا حديث عن الانتخابات إلا فى وقتها وأوانها فقط.. وستجد حتى الآن اتهاما سابق التجهيز لمن يعمل أو يتكلم أكثر من غيره بأنه «بيشتغل انتخابات» وكأنها فضيحة أو جريمة.. مع أنه من الطبيعى أن تبقى صناديق الانتخاب ماثلة أمام الجميع فى أى منصب وطول الوقت.. ولو لم يكن الأمر كذلك فلماذا لا تعترضون على أكثر جملة قيلت فى مصر خلال السنوات الثلاث الماضية.. وفقا للبرنامج الانتخابى للرئيس مبارك.. أليس هذا غزلا طبيعيا ومشروعا من الرئيس للناس ولصناديق الانتخاب؟! ■ التهديدات بالقتل التى تلقاها مؤخرا كل من جرى التفاوض معه لتدريب نادى الاتحاد السكندرى.. أمر يصعب جدا تجاهله أو التعامل معه باعتباره نكتة أو مجرد أخبار صحفية.. فالكرة المصرية برغم ما تعيشه من حالة عشق وانتماء وتعصب وجنون.. لم تشهد أبدا من قبل مثل هذه الرسائل أو هذه الأفكار.. وهى رسائل لم تشهد مثلها أندية الجنوب الإيطالى فى أوج عصور المافيا والجرائم المنظمة.. وهو ما يعنى نفقا مظلما جديدا نفتحه أمام الكرة المصرية إلى جانب الأنفاق الأخرى الموجودة بالفعل.. ولهذا أتمنى أن يكون هناك تحقيق رسمى بشأن هذه التهديدات وأن يكون هناك مجرم تتم محاكمته.. حتى لا يصبح ذلك قاعدة قد تتوالى لاحقا فى أندية أخرى.. أتمنى أيضا التحقيق الرسمى والجاد فى كل الاتهامات المتبادلة فى غزل المحلة.. وينتهى التحقيق بأحدهم وراء القضبان مدانا سواء بالسب والقذف أو بالتربح والفساد.. ولو كانت العدالة قد أخذت مجراها يوم اتهم لاعب بنادى الزمالك زميلا له باعتراض الطريق والسطو المسلح.. ما كنا اعتدنا مثل هذه الاتهامات الآن ولكان كل واحد فينا راجع نفسه جيدا قبل تفجير أى قضية.. وإلقاء أى اتهامات تمس الشرف والأخلاق على أى أحد لمجرد خلاف فى الرأى أو الموقف أو الاختيار. [email protected]