أعلم أنك ترانى.. أعلم أنك تسمعنى.. أعلم أنك أدرى بى منى، وأعلم أنك تعلم ما أعانى.. هاجمتنى الذكرى وصرعتنى أيام عشتها.. وأنت وحدك أعلم بها منى، لا أطالب بزمن عائد ولا أطلب تكرار لفائت.. لكنى أتمنى الرحمة بأى صورة ترضاها، لم يكن العذاب هدفى، ولن يكن الألم مصدر سعادتى، أرجوك.. لا أحد معى غيرك ولا أحد يستطيعها سواك، فأنت تعلم منى مالا أعلمه.. انقذنى منى.. أنتظرك منذ زمن وأعلم أنك هنا وهناك، أنتظرك وعلى قلبى كل تيجان الأمل والرجاء، مطلب أكرره وأعلنه وأبوء لك به.. كثر رجائى لك فصرت من المضطرين، كثر أملى عندك فأصبحت من العائزين. كثر الثقل عندى فكنت من اللاجئين، وكثر الذنب على فكنت من الفارين.. اختر ما شئت منهم.. أو كلهم.. فأنا كل هؤلاء، أنا العائز والمضطر واللاجئ والفار إليك.. ذكرياتى تهاجمنى واحتياجى يأسرنى، فأين المفر إلا منك؟ وأين من حل إلا من عندك؟ من يسوس لى نفسى غيرك؟ ومن يهدئ لى روعى غيرك؟ رأيت دلائل قدرتك فى نبض قلبى.. رأيت دلائل عفوك فى أركان حبى، ورأيت دلائل كرمك فى وقفات العمر.. فأرنى دلائل رحمتك عند الاشتياق.. لا تجمع على نارين، حبى وشوقى، أتدلل عليك وأنت تعلم.. أتمنى عليك وأنت أقدر، وأتوسل إليك وأنت أرحم.. الرحمة هى ما أحتاجه، الرحمة من الشوق والذكرى، لا تتركنى لنفسى تسقينى صنوف العذاب وكأننى عدو لئيم، لا أحد يعلمنى ويعرف ما بى مثلك.. ولا أحد يرى مناجاتى لك غيرك، ولا أحد يمكنه أن يكون بينى وبينك.. فها أنا أتوجه إليك وكلى ثقة فى قدرتك على، تعلم بحبى وشوقى وحيرتى.. تعلم كل الأصول عندى، وترى كل المناهج فى قلبى، فاجعل هذا القلب عونا لى على دنياى.. ولا تتركنى لشأنى.. الحب نعمة منك وهو الآن يقتلنى.. يخنقنى.. يجعل منى أنشودة حب كل زمان ومكان.. لست برافض لنعمك.. لكنى أطلب الرحمة فى نعمة الحب، أطلب الرحمة فى نعمة الشوق. أطلب الرحمة عندما تتأجج نيران القلب ويئن منها العقل.. من أجل عبد أسره الحب وقتله الشوق.. ارحمنى، فرنات الصوت تملأ المكان.. وأنات القلب تذهب للأركان.. والضوء يقتصر على أحداث تملأ الوجدان.. واللحن ما زال ينشد فى الآذان، هذا حالى ورجائى.. وأيضاً رغبة للرحمن، أغيثنى.. أغيثنى منى.