التوطين، قضية وهدف.. قضية فلسطينية عربية، وهدف إسرائيلى استراتيجى طويل الأمد. بدأ طرح هذه الفكرة مع قيام دولة إسرائيل فى عام 1948 على أساس قرار التقسيم الدولى، وتعمق هذا الهدف بعد حرب يونيو 1967. فبعد أن احتلت إسرائيل أراضى فلسطين التاريخية بالكامل، بالإضافة إلى سيناء، وهضبة الجولان، بدأت تظهر الأرض البديلة للفلسطينيين.. سيناء المصرية. واستندت إسرائيل فى هذه المرحلة على الاتصال السكانى لأهالى قطاع غزة مع بدو سيناء. فالمتتبع لخريطة القبائل العربية بين مصر وغزة، يجد أن هناك امتداد عائلى لفلسطينىغزة فى شبه جزية سيناء. البداية.. جاءت مع محاولة إسرائيل إقناع بدو سيناء بإعلان الاستقلال عن مصر فى مقابل منحهم الاستقلال كدولة ذات سيادة منزوعة السلاح. وبعد فشل هذه المحاولة مع رفض أهالى سيناء هذا العرض.. وبعد حرب أكتوبر وتوقيع معاهدة السلام، بدأ طرح مسألة التوطين مرة أخرى فى سيناء، فى إطار تسوية لمسألة "حق العودة" التى تعتبر أحد أبرز قضايا الوضع النهائى فى مفاوضات السلام، وهو ما تم رفضه بشكل قاطع. وقد تجددت هذه المحاولات مرة أخرى مع حصار قطاع غزة فى إطار ممارسات حكومة شارون خلفه إيهود أولمرت. حيث تعمدت الحكومة الإسرائيلية إغلاق المعابر على الحدود المصرية مما أدى إلى تكدس الآلاف من الفلسطينيين على الجانب المصرى لأشهر طويلة، فى محاولة لفرض الأمر كواقع على الأرض، وهو ما أدى تجاوز حادث اقتحام الحدود المصرية، والدفع نحو إعادة فتح الحدود مرة أخرى.. إن التوطين بالنسبة لإسرائيل سيظل هدف استراتيجي، وستحاول مراراً فرضه كأمر واقع. إعداد أحمد عليبة وتنفيذ أسماء عبد الله