أرجع المزارعون أسباب ارتفاع أسعار الأرز مؤخرا إلى القرار الحكومى الذى ينص على انخفاض المساحات المزروعة من محصول الأرز، الأمر الذى أدى إلى زيادة الطلب وانخفاض المعروض. وأضافوا أن هذا القرار تسبب فى أن 50% من الأراضى أصبحت بورا، خاصة أن هناك أراضى لا تصلح إلا لزراعة الأرز الذى يمتص الأملاح من الأرض، إلى جانب أنه محصول إستراتيجى. "اليوم السابع" رصد آراء الفلاحين، حيث قال محمد عبد الهادى، مزارع من محافظة الفيوم: "إن 80% من الأراضى التى كانت مزروعة بالأرز أصبحت بورا، لأنها لا تصلح إلا لهذا المحصول، نظراً لأنه لا يحتاج إلى أرض قوية". وأشار إلى أن سبب ارتفاع أسعار الأرز يعود إلى تقليل المساحات المزروعة بمحصول الأرز لثالث عام على التوالى بمحافظة الفيوم. وأكد أن هذا القرار تسبب فى إلحاق الفلاح خسائر فادحة، لافتاً إلى أن فدان الأرز عائدة المالى حوالى 5 آلاف جنيه، فضلاً إلى أنه يحتاج إلى عدد كبير من العمالة، ويعد محصولا هاما للفلاح وسلعة إستراتيجية نظراً لعائده القومى الكبير. وأشار إلى أن المحصول البديل للأرز للأراضى التى كانت يزرع فيه محصول الدرة الذى له عائد آلاف جنيه فى الموسم، الأمر الذى جعل الفلاحين يهجرون الأرض، الأمر الذى تسبب أن الأرض أصبحت بورا وبلا فائدة. أما عن أن الحكومة قللت المساحات المزروعة من محصول الأرز، نظراً للمحافظة على المياه أكد نحن كفلاحين لا نعترض على هذا الأمر، ولكن يجب أن يدرس هذا القرار ولا يعمم، خاصة أن هناك أراضى لا يمكن زراعتها إلا أرز، مؤكداً أن هذا القرار يحتاج إلى دارسة واعية، لأن هذا المحصول يعد مكسبا للفلاح. وأشار إلى أنه يوجد غضب واستياء شديد لدى الفلاحين بسبب منع زراعة الأرز، لافتاً إلى أن شيكارة الأرز التى كانت تباع بسعر 35 جنيهاً أصبح سعرها الآن ب75 جنيهاً وغير موجودة بالأسواق، وتوقع أن يشهد سعر الأرز ارتفاعا ملحوظا الأيام القادمة، خاصة مع بدء موسم شهر رمضان، نظراً لأن جميع الأسر لا تستغنى عنه. وعن أن الحكومة تدرس الاستيراد لحل الأزمة أوضح أن استيراد الأرز لن يحل الأزمة، ويجب أن يزرع الأرز لإنهاء هذا الأزمة، خاصة أننا كنا نتميز بهذا المحصول. وأشار إلى أن عقوبة من يقوم بزراعة الأرز من الممكن أن تصل إلى السجن، بالإضافة إلى الغرامة المالية التى تزيد عن 2500 جنيه، بالإضافة إلى حرق المحصول فمن الذى يقدر على هذه العقوبة، ولذلك أصبح 50% من الأراضى التى كانت تزرع أرزا أصبحت بورا. من جانبه أكد كمال مبروك أن هذا القرار جاء لاستكمال مسيرة إهمال الفلاح، فكل شىء أصبح فى غلاء من الأسمدة وكيماوى، لافتاً أن سبب ارتفاع الأرز بهذا الشكل يعود إلى قرار انخفاض كميات المزروعة بالأرز، وطالب الاهتمام بالفلاح الذى يقوم بالزراعة، لأنه "اللى بيوكل الوزير والغفير".