بعد تصريحات وزير الري الأخيرة في كفر الشيخ والتي أكد فيها تثبيت غرامات الأرز بداية من الموسم الزراعي الصيفي القادم وعدم وجود أي نية لرفع الغرامات مستقبلا علي المخالفين بعد تحديد المساحات المطلوب زراعتها بالأرز هذا العام أصبحت الزراعات التقليدية مثل الأرز والقمح والقطن وغيرها في خطر وأصيب المزارعون بصدمة شديدة خاصة أن كفر الشيخ كانت من المحافظات التي تزرع كميات كبيرة من الأرز تصل إلي300 ألف فدان بل ان المساحة الفعلية وصلت في العام الماضي إلي ما يقرب من400 ألف فدان رغم أن مصر كلها مخصص لها مليون و300 ألف فدان إلا أن قرار تفعيل الغرامات جعل المزارعين يفكرون في زراعات أخري غير تقليدية كما أكدوا للأهرام المسائي خاصة أن المحصول الآخر الذي كان يتم زراعته بالتبادل مع الأرز هو القطن والذي هرب المزارعون منه في السنوات الأخيرة بسبب ضعف المحصول وانخفاض السعر. وكان للأهرام المسائي هذه اللقاءات مع المزارعين والمتخصصين لمعرفة حجم المشكلة. يقول حمودة الشربيني شعيشع: محصول الأرز من المحاصيل الرئيسية في كفر الشيخ ولا يمكن الاستغناء عنه رغم انخفاض سعره في العامين الآخيرين خاصة أن زراعة القطن مكلفة جدا ولا تؤتي ثمارها وكان البعض يزرع الأرض المخصصة للقطن أرزا في السنوات الماضية والبعض كان يزرعها باللب والقليل من القطن أما مساحات الأرز الأصلية فهي دائما ثابتة ولكن حاليا بعد تحديد مساحات الأرز وعمل مخالفات وفرض غرامات فإن علينا اعادة التفكير في زراعة المساحات الباقية. يضيف أشرف متولي عجور قائلا إن الغالبية العظمي من المزارعين قامت بزراعة أراضيها بالكامل أرزا في الموسم الزراعي السابق بسبب ضعف انتاج القطن وانخفاض سعره ولجأ عدد قليل إلي زراعة اللب والاستفادة من زراعة بنجر العروة الأولي بعده ولكن انخفاض سعر البنجر هو الآخر وتحديد مساحات الأرز يستوجب الاتجاه إلي زراعة المحاصيل غير التقليدية رالخضراوات ويفكر البعض في زراعة قصب السكر الذي يستمر في الأرض عدة أعوام بدلا من الحيرة التي نحن فيها مشيرا إلي أن فرض غرامات الأرز جاء بسبب قلة مياه الري ويجب أن نتعاون جميعا مع الحكومة في هذا الأمر. ويؤكد عبد الواحد الدهمشي أن البعد عن الزراعات العادية( التقليدية) يريح الفلاح من الحصار الذي يعيش فيه سواء بالمحاضر والمخالفات في الأرز أو المبيدات المغشوشة وتكاليف المقاومة الباهظة في القطن وجرب البعض زراعة الخضراوات وتبين أن متوسط دخل الفدان ثمانية آلاف جنيه ولا يوجد أي محصول تقليدي يحقق هذا العائد ويوضح جمال حسب النبي الصيفي مهندس زراعي أن قرار تثبيت الغرامات علي المخالفين بداية من الموسم القادم يلزم الجميع بالمساحات المحددة من الأرز ولكن كان يجب استثناء كفر الشيخ من تحديد المساحات خاصة أن المحافظة تقع في نهايات الترع والوسائل كثيرة لاستخدام المياه الناتجة عن صرف الجمهورية بالكامل ومادام قد تم السماح باستخدام الصرف الزراعي في الري وعمل خلط في محطة نمرة(5) بين مياه كوتشنر ومياه بحر تيرة بنسبة(3 إلي1) لري أراضي قطاع المنصور وبلطيم والحامول وغيرها فكان يجب عدم تحديد مساحات الأرز بكفر الشيخ خاصة أن المحافظة تنتج ثلث انتاج الجمهورية تقريبا من المحصول وأن تحديد المساحات سيقلل من انتاج الأرز الذي لا يمكن الاستغناء عنه علي المستوي المحلي وعلي مستوي التصدير إذا حدث. خالد حسن خفاجي مهندس زراعي أكد أن الفلاح أصبح في حيرة من أمره خاصةأن الأوضاع المتقلبة من حوله جعلته يصاب بالاحباط بسبب عدم الاستقرار الذي يعيشه ويجب توفير الاستقرار للفلاحين حتي يعملوا في هدوء وينتجوا وهذا في صالح مصر أولا وأخيرا مشيرا إلي أن انخفاض الأسعار بالنسبة للمحاصيل وارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات وبعد ذلك تحديد مساحات الأرز كل هذا يأتي في وقت قريب جدا وهذا ليس في مصلحة أحد, وأخشي ما أخشاه أن يتحول الأرز إلي قطن جديد وهي مشكلة لن نستطيع التغلب عليها بسهولة فالقطن لا يؤكل بينما الأرز محصول مهم ونستطيع التصدير منه بسهولة إذا تم السماح بذلك بينما إذا حدث نقص شديد في مساحته وبالتالي انتاجه فربما نحتاج لاستيراده وهو ما يترتب عليه وقوع ضرر كبيرا بالاقتصاد القومي ويكفي متاعب استيراد القمح الذي يكلف الدولة مليارات الجنيهات كل عام, حسن يوسف مهندس زراعي بالمعاش يري ضرورة قيام الزراعة بتحديد مساحات الأرز بعناية كاملة خاصة أن بعض الأراضي لا تصلح إلا لزراعة الأرز وبخاصة في الأراضي المالحالة والجديدة وأراضي الخريجين وإذا تمت زراعتها بأي محاصيل أخري فإنها لا تنتج وبالتالي نخسر الأرض ونخسر الأرز لذا يجب عمل مواءمة بين الحاجة إلي ترشيد مياه الري والحاجة إلي الأرز واستصلاح أراض جديدة تضاف إلي مساحات الرقعة الزراعية. عبد الناصر أبو الفتوح عضو مجلس محلي المحافظة يؤكد أنه لو تم تطبيق نظام تحديد المساحات بالنسبة للأرز بشروط يلتزم بها الجميع فإن جهود الحكومة في توفير مياه الري ستؤتي ثمارها وسيتم الحفاظ في نفس الوقت علي هذا المحصول الرئيسي مشيرا إلي أن منظومة الري تحتاج أيضا إلي اعادة نظر سريعة واعتقد أن الانتهاء من علاج مشاكل الري الأخري تعتبر خطوة مهمة فتطهير الترع والأفرع الرئيسية والزام المزارعين بتطهير المساقي( المراوي الصغيرة) بالاضافة إلي علاج مشاكل الري المطور يوفر كميات هائلة من المياه وقد أمر وزير الري خلال زيارته الأخيرة للمحافظة بتشكيل لجنة لبحث مشاكل الري المطور علي الطبيعة ووضع الحلول المناسبة لها.