جاء الكتاب المقدس كما ورد فى إنجيل لوقا 12 عدد 13، 14 أنه جاء إلى المسيح واحد من الجمع وقال له: "يا معلم قل لأخى أن يقاسمنى الميراث، فقال له يا إنسان من أقامنى عليكما قاضيا أو مقسما" وهنا نجد أن المسيح يريد أن يوجه لنا رسائل كثيرة أهمها: 1- يوجه أنظار الإنسان نحو السماء وإلى أبديته ويحذره من الطمع ليؤكد له أن حياته ليست فى المال أو الميراث 2- يؤكد أن مجيئه إلى العالم لكى يقدم نفسه فدية عن الكثيرين ليعطى لهم حياة لكن عندما نتأمل بما جاء فى الكتاب المقدس عن الميراث لابد أن نعرف الميراث أولا ما هو؟ عندما نقول ورث فلان فلانا، ومنه وعنه، أى صار إليه ماله بعد موته.. فهو وارث، والميراث والإرث والتيراص.. موروث فى العهد القديم كان الميراث يشمل الأرض وسائر الممتلكات الشخصية مثل القطعان وأمتعة البيت والعبيد والجوارى بل والزوجات أحيانا، وحيث إن الأرض أرض الله وهو الذى أعطاها للإنسان ليعملها فكان الإنسان مجرد وكيل الله عليها لذلك لم تكن الأرض تباع ألبته (لاويين 25) وإذا بيعت كان ذلك فى وقت محدد إذ كانت ترجع لمالكها الأصلى فى سنة اليوبيل (لاويين25) وكان للابن البكر نصيب اثنين من ميراث أبيه (تثنية 21 :17) ويقسم الباقى بالتساوى بين باقى الأبناء وكان يمكن للأب أن يتصرف للأبناء فى ممتلكاته حسبما يرى فى أثناء حياته (تكوين 24 :35 ,36)، (تكوين 25 : 5 ,6) (أخبار الأول 5 ) وكان نقل حق البكورية من البكر إلى ابن آخر، أما الأرملة فلم يكن لها حق فى تركة زوجها، ولكن إذا كانت بلا أبناء كان على أخى الزوج أو الولى أن يتزوجها ويقيم نسلا على اسم المتوفى (تثنية 25) أما فى العهد الجديد مفهوم الميراث فى اتجاهين أو ناحيتين 1- أن المسيح هو الابن وهو الوارث. 2- أن الميراث هو الملكوت الذى يقيمه المسيح. ونجد كل المفهومين أو الاتجاهين فى مثل الكرامين (متى 21) وهذا المفهوم للميراث عند الرسول بولس مثلا لا يقوم على أساس المفهوم العبرى بل على أساس المفهوم الرومانى للميراث حيث كان لجميع الأبناء حق واحد فى الميراث أو بالتساوى وكما كان القانون الرومانى يعتبر أن الموصى يعيش فى وريثته (يقسم فى حياته) هكذا المسيح يعيش فى المؤمنين الذين يكون حقهم الميراث على أساس أنهم وارثون فى المسيح كعربون للميراث (افسس 1 : 11). فإن الميراث نفسه أبدى محفوظ لهم فى السموات لأجلهم وسيدخل إليه المؤمنون بالمسيح بعد مجيئه وهو ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل والمؤمنون أنفسهم محروسون بالإيمان لخلاص مستعد أن يعلن فى الزمان الأخير وهذا الميراث يتضمن كل شيء فى المسيح والحياة الأبدية، إن ميراث هؤلاء المؤمنين يشمل المدينة السماوية سماء جديدة وأرضا جديدة، ولكن.. ماذا نفعل فى الميراث الأرضي للمسيحيين من وجهة نظر الكنيسة المعمدانية أو الطائفة المعمدانية؟ لابد من وضع قانون ونظام حالى يتفق مع كلمة الله ليحل مشاكل المسيحية فى أمور الميراث وهى تبنى على مبدأ المساواة بين الأبناء فى ميراث الآباء، كما أن لنا جميعا حقا إرث أو ميراث السماء، ولابد أن المشرع يضع القانون على أساس أن ما يطبق علينا جميعا فى ميراث السماء يجب أن يطبق أيضا علينا فى ميراث الأرض وليكن لنا الرب فى الأساس لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد لأنه ينبغى إلا تغيب ضمائرنا فالعدل والقانون مطلوبان لصالح المجتمع نصلى للرب القادر أن يحفظنا غير عاثرين وأن يحفظ بلادنا مصر وكل مسئوليها. * رئيس الطائفة المعمدانية الكتابية