سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية العراقى: نتطلع أن تلعب مصر خلال عضويتها بمجلس الأمن دورا قويا مساندا للعراق.. وبن حلى: القوة العربية المشتركة تتطلب جهودا وهناك مشاورات بشأنها بين الدول الأعضاء
اعتبر وزير الخارجية العراقى الدكتور إبراهيم الجعفرى قرار مجلس وزراء الخارجية العرب الصادر فى ختام أعمال دورته غير العادية مساء اليوم الخميس بإدانة التوغل العسكرى التركى داخل العراق، ومطالبة انقرة بسحب قواتها على الفور من الأراضى العراقية وضرورة احترام السيادة العراقية والتعاون مع العراق فى الحفاظ على سيادة أراضيه بأنه "يشكل انجازا عربيا تم الإجماع عليه وعكس حسا عربيا يرتقى لمستوى المسؤولية ". وأعرب الجعفرى، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلى فى ختام أعمال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة الإمارات - عن تطلعه لأن تلعب مصر، خلال عضوتيها فى مجلس الأمن، دورا قويا مساندا للعراق لضمان عدم تعرض سيادته للانتهاك. وقال الجعفرى إن الإرادة العربية انسجمت مع إرادة العراق وكثير من دول العالم التى تجرى معها اتصالات فى مواجهة الانتهاكات التركية للأراضى العراقية، مؤكدا فى الوقت ذاته أن العراق ليس بلدا ضعيفا ولا يرفض تركيا الجارة أو الشعب إنما يرفض الانتهاك التركى للسيادة العراقية مثلما يرفض انتهاك أى دولة لسيادة العراق، معربا عن أمله فى انسحاب القوات التركية من الأراضى العراقية وعودة العلاقات العراقية – التركية لما كانت عليه. ونفى الجعفرى وجود أى انقسامات عربية خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب اليوم، مؤكدا أن جلسات المجلس أثمرت قرارا يحظى بإجماع عربى كامل بشأن ضرورة انسحاب القوات العسكرية التركية بأسرع وقت ممكن من الأراضى العراقية ، مؤكدا أن هذا القرار لا رجعة فيه وأن بلاده مستعدة لفتح صفحة جديدة مع تركيا لكنها فى ذات الوقت على استعداد للتصعيد حال تطلب الأمر ذلك . وأضاف أن كل الأبواب ستكون مفتوحة أمام العراق حال استمرار التعنت التركى ونحن لم نهدد بشىء لكن إذا تهددت بلادنا سنستخدم كل الطرق المشروعة للرد على أى هجوم، لافتا إلى أن الدول الصديقة أيدت مطالب العراق المشروعة وعلى تركيا أن تظهر تعقلا عاليا ليس عراقيا بل عربيا وإسلاميا . وفى تعليقه على اختراق تركيا للأراضى السورية ، شدد الجعفرى على أن السيادة العربية لايجب أن تتجزأ وأن انتهاك تركيا للأراضى السورية مرفوض، كما هو الحال بالنسبة لانتهاكها الأراضى العراقية، مشيرا إلى أن القرار الصادر فى ختام اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب يؤكد على ضرورة احترام سيادة الدول العربية دون استثناء. وردا على سؤال حول البدائل العراقية المطروحة حال عدم انسحاب القوات العسكرية التركية من العراق وأهمية إعادة نظر بلاده فى الانضمام للقوة العربية المشتركة، أكد الجعفرى أن بلاده حريصة على الحل السياسى وترفض التدخل العسكرى وانتهاك سيادة العراق وأراضيه . واعتبر الجعفرى أن القوة العربية المشتركة، التى طرحت فكرتها فى القمة العربية الأخيرة بشرم الشيخ، بحاجة لمزيد من البلورة والنضج، قائلا: إن العراق تحفظ على الفكرة فى توقيتها، متسائلا: هل هذه القوة عبارة عن جيش جديد أم تبنى مكوناته من الدول العربية؟. وردا على سؤال حول التحالف الإسلامى الذى أعلنته السعودية لمواجهة الإرهاب ويضم فى مكوناته تركيا، قال الجعفرى "نحن غير ملزمين بهذا التحالف طالما لم نعرف عنه شيئا ولم يُطرح علينا كما طُرح على الآخرين، خاصة وأن العراق تشكل عمق المواجهة فى مسار مكافحة تنظيم داعش الإرهابى". وفى رده على سؤال حول جهود المصالحة العراقية، قال الجعفرى، إننا تجاوزنا مسألة المصالحة إلى المشاركة الوطنية حيث تشارك كل القوى والمكونات فى جميع مؤسسات وأجهزة الدولة ". ومن جانبه، أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلى أن قرار مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن إدانة الانتهاكات التركية للعراق عكس التضامن العربى بالإجماع مع العراق واحترام سيادته وسلامته الإقليمية، مشيرا إلى أن القرار جسد الموقف العربى المساند بكل قوة للعراق بضرورة سحب القوات التركية من أراضيه كأولوية قصوى واحترام سيادة العراق وعدم تكرار ذلك مستقبلا ومساندة العراق فى كل ما يحفظ أمنه واستقراره وكذلك مساندة الدبلوماسية العراقية فى مجلس الأمن لحماية سيادته واستقراره، واعتبر السفير بن حلى أن دخول القوات التركية داخل الأراضى يزيد من عدم استقرار المنطقة برمتها . وحول القوة العربية المشتركة فى ظل التعديات التى يواجهها العراق والكثير من الدول العربية، قال بن حلى إن مقترح القوة العربية المشتركة له منحى آخر ويتطلب جهودا وتوافقات ووثائق لتشكيل القوة المشتركة "، مضيفا أن هناك مشاورات تجرى فى هذا الإطار ومتواصلة بين الدول الأعضاء فى الجامعة العربية".