أكدت السلطة الفلسطينية على ثبات موقفها الرافض للدخول فى مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلى فى ظل عدم حدوث أى اختراق فى محادثات التقريب التى تتوسط فيها الإدارة الأمريكية، لافتة الى أنها ليست ضد الدعوة التى أطلقها باراك أوباما الرئيس الأمريكى عقب لقائه بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بالدخول فى مفاوضات مباشرة. ومن جانبه، أكد فهمى الزعارير المتحدث باسم حركة فتح لليوم السابع أن حركة فتح ليست ضد دعوة أوباما والانتقال إلى مفاوضات مباشرة تنتهى بإنهاء الاحتلال وإعلان دولة فلسطين ولكن فى ظل عدم وجود تقدم فى محادثات التقريب فلا يمكن الذهاب إلى مفاوضات مباشرة. كما شدد غسان الخطيب المتحدث باسم حكومة سلام فياض أن السلطة الفلسطينية أيضا معنية بالانتقال إلى مفاوضات مباشرة وبأسرع وقت ممكن، ولكن المفتاح للدخول لها فى يد نتانياهو – حسب تعبيره – وأنه الوحيد الذى يستطيع التسريع بهذا الأمر أو إنهائه، لافتا إلى أن الأمر يتعلق بشكل مباشر بمدى جدية إسرائيل فى التعامل مع المحادثات غير المباشرة. وأكد الخطيب لليوم السابع أن إسرائيل حتى الآن لم تبد أى جدية تجاه هذه المحادثات التى يقوم فيها جورج ميتشل المبعوث الأمريكى بدور الوساطة بين الطرفين، مشددا على أن وقف النشاطات الاستيطانية والإجراءات أحادية الجانب شرطا أساسيا ليتمكن الجانبان من إحداث اختراق فى الملفات المطروحة. وانتقد الخطيب قرار إسرائيل برفض التمديد لتجميد الاستيطان بعد أول سبتمبر، حيث انتهاء المهلة المحددة للمفاوضات غير المباشرة ووضعها ميزانية جديدة لخطة استيطان فى القدس، قائلا "كيف يهددونا باستئناف الاستيطان فى الوقت الذى لم يتوقف فيه لحظة واحدة خاصة فى القدسالشرقية، فنحن نشاهد على أرض الواقع أن الاستيطان مستمر ولا يمكن أن نقع فريسة للمفاهيم غير الصادقة التى يطلقونها"، مؤكدا أن هناك دائما فجوة بين تصريحات المسئولين الإسرائيليين وما يفعلونه. وأكد على رفض السلطة الفلسطينية أن تسير المفاوضات والاستيطان معا فهذا موقف متناقض، لافتا إلى أن نقص النوايا الحسنة لدى الاحتلال الإسرائيلى هو السبب فى عدم إحداث تقدم، فليس السؤال شكل المفاوضات هل هى مباشرة أم غير مباشرة، ولكن استعداد إسرائيل لإنهاء الاحتلال وإعلان دولة فلسطين. وأيد الخطيب دعوة الجامعة العربية للجوء إلى الأممالمتحدة لإعلان دولة فلسطين وترسيم الحدود فى حال انتهاء مهلة المفاوضات غير المباشرة فى سبتمبر المقبل دون إحراز أى تقدم، مؤكدا على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولى والأممالمتحدة بشكل مباشر لإعلان الدولة الفلسطينية أما بخصوص التوقيت سواء فى سبتمبر أو بعدها فهذا الأمر يجب دراسته جيدا داخل إطار الجامعة العربية بمشاركة السلطة الفلسطينية للتوصل إلى موعد متوافق عليه. وكان عمرو موسى قد أكد منذ يومين على قرار لجنة مبادرة السلام العربية والذى يؤكد توجه العرب إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن لإعلان دولة فلسطين فى حال انتهاء المهلة دون إحداث تقدم، وأوضح أن الظروف لا تسمح حتى الآن بانطلاق المفاوضات المباشرة مع إسرائيل نظرا لاستمرار الاحتلال بالاستيطان والتهرب من استحقاقات عملية السلام. وأعلن موسى عقب تسلمه رسالة من الرئيس الفلسطينى محمود عباس بطلب عقد اجتماع عاجل للجنة مبادرة السلام على المستوى الوزارى عن أن الاجتماع سيكون قريبا لتقييم الموقف، مؤكدا على عدم حدوث أى تقدم فى محادثات التقريب.