تعانى أعمدة الإنارة والأسلاك الكهربائية بمحافظة الشرقية، من الإهمال الشديد، الأمر الذى أصبح خطرا داهما يهدد حياة المواطنين، خاصة فى فصل الشتاء وهطول الأمطار، التى حولها إلى "أعمدة قاتلة"، فخلال شهر ديسمبر وقع عدد كبير من الحوادث تم رصد 4 منها بسبب الإهمال، منهم تلف أجهزة كهربائية فى 22 منزلا بقرية بردين مركز الزقازيق لسقوط سلك الكهرباء على المنازل، وأيضا نفوق أحصنة تجر "عربات كارو" فى شيبة ومشتول وفاقوس . خسائر فادحة للأهالى قرية بردين بسبب الكهرباء مأساة شهدتها قرية بردين مركز الزقازيق، كان بطلها الإهمال حيث تعرض الأهالى لخسائر مادية فادحة، إثر سقوط سلك الكهرباء التالف. ويقول الحاج محمد محمدى الشهير ب"بوبو" إنه فى السادسة والنصف صباحا، اكتشف سقوط السلك الرئيسى المغذى للقرية، على الأسلاك الأخرى بأحد الأعمدة مما تسبب فى ماس كهربائى، فى منطقة الغربية، وأدى لتلف الأجهزة واللمبات الكهربائية بالمنازل، ويكمل أحد الأهالى المتضررة إبراهيم على، لقد تلفت الأجهزة الكهربائية فى منزلى وهى "ثلاجة، ديب فريزر، 2 شاشة عرض"، بالإضافة إلى لمبات كهربائية، متسائلا: "مين يتحمل مسئولية الخسائر دى". ومن جانبه أكد الحاج بدوى: "احنا ناس غلابة مش قادرين على تكاليف المعيشة الصعبة، وانا صاحب مرض مين هيعوضنا عن الأجهزة اللى باظت"، ويشير إبراهيم حمدان، مزراع وأحد المتضررين: "المحليات عايشين بالرشاوى، ومحدش شايف شغله واحنا اللى بندفع الثمن". وكشف إبراهيم على، أحد الأهالى، أن الإهمال وصل لدرجة أننا أبلغنا غرفة عمليات المحافظة من السابعة صباحا بالواقعة، ولم يحضر مسئولو الكهرباء حتى 12 ظهرا، وكانوا عايزين يلحمو نفس السلك تانى دون تغييره، إلا أننا تجمهرنا وطالبنا باستبدالة بآخر جديد ". محاضر بالشرطة ضد الكهرباء وبادرت 22 أسرة من المتضررين بالقرية، بتحرير محاضر فى مركز شرطة الزقازيق تبدأ بأرقام 640 أحوال نقطة المركز لآخر مسلسل الأرقام، ضد شركة الكهرباء والمحليات لتحملها مسئولية الإهمال والتقصير فى صيانة الأسلاك، وقررت النيابة العامة اليوم بإجراء المعاينات للمتضررين . أعمدة الإنارة القاتلة تحصد الأرواح. لم تكن تلك هى الحادثة الأولى التى شهدتها المحافظة، فخلال الأيام الماضية وقعت عدة حوادث، بسبب "الأعمدة القاتلة" التى أصبحت تنتشر فى ربوع المحافظة، وتهدد أرواح المواطنين، حيث فقد تعرض المواطن محمد حسن عبدالغنى، من قرية النكارية مركز الزقازيق لصعق كهربائى نقل على إثره للمستشفى، بخلاف نفوق "الحمار والجاموسة " التى هما مصدر رزقه الوحيد، نتيجة ذلك. وقرر الدكتور رضا عبد السلام، محافظ الشرقية، مجازاة موظفى شبكة الكهرباء بالنكارية بخصم 3 أيام من الراتب، وإحالتهم للتحقيق بمعرفة الشئون القانونية بالمحافظة لتقاعسهم وإهمالهم فى العمل وعدم متابعتهم لإجراء أعمال صيانة أسلاك الكهرباء المتهالكة داخل القرية، وكذلك فى مدينة مشتول السوق حيث تعرضت عربة "كارو" لصعق كهربائى شديد خلال وقوف صاحبها بجوار أحد الأعمدة بحى الجزارين، مما أدى لنفوق الحصان ونجاة صاحبه بأعجوبة من الموت، وحرر محضر بالواقعة إلا أن مسئول الشركة ضغطت على المواطن المتضرر وتعويضه مبالغ مالى لشراء حصان جديد مقابل التنازل عن المحضر، وفى فاقوس أيضا نقل أنور أحمد المحمودى من قرية جهينة القبلية للمستشفى فاقوس العام إثر تعرضه لصعق كهربائى خلال تواجده فى المدينة بسيارته "الكارو"، فيما نفق الحصان الذى يجر العربة لعدم تحمله لشدة الصدمة الكهربائية. شركة الكهرباء تتبرأ من الاهمال أكدت المهندسة دلال شوشة، رئيس قطاع كهرباء وسط الشرقية ، فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أنها لم تتلق أى شكاوى أو محاضر بتعرض المواطنين فى قرية بردين لأى خسائر، وأكدت أنه تم استبدال السلك التالف بآخر معزول فور تلقى الشكوى، نافية أى واقعة إهمال بسبب الحادث، قائلة: "الحادث قدرى هنعمل إيه"، لافتا إلى أنه حرر محضر بالشرطة بإن سيارة مجهولة صدمت عمود الإنارة مما تسبب فى سقوط أحد الأسلاك. وبسؤالها عن حادث قرية النكارية، أكدت شوشة أنها أيضا سيارة مجهولة صدمت العمود فسقط السلك على المواطن المصاب.
