يقيم مركز الحرية للإبداع بمدينة الإسكندرية ندوة لمناقشة رواية "الموريسكى الأخير" للكاتب صبحى موسى، وذلك بحضور كل من الناقد والكاتب السكندرى محمد عطية والناقد الدكتور شريف عابدين، اليوم الاثنين فى تمام السادسة مساءً بقاعة توفيق الحكيم. وتدور أحداث الراوية حول مأساة الموريسكيين فى الأندلس وتهجيرهم عن بلادهم لاعتناقهم الدين والثقافة الاسلامية رغم قرار الملكين فرناندو وإيزابيلا بفرض التنصير الإجبارى على كل من بالأراضى الإسبانية أو الأندلسية. وسلطت الرواية الضوء على معاناة أبناء الثقافة الإسلامية المآسى والمخاطر الطويلة فى الحفاظ على عاداتهم وثقافاتهم وانتمائهم الحضارى، فى حين نشطت محاكم التفتيش فى تعذيبهم ومتابعتهم والشك الدائم فى أفعالهم، محرمة عليهم أى نوع من الخصوصية كى لا يتمكنوا من ممارسة ثقافتهم الإسلامية سواء فى العبادة أو الطهارة أو المعاملة أو الزى أو الكلام، ما أدى إلى قيام الموريسكيين بالعديد من الثورات كان أبرزها ثورات البيازين والبشرات وبلنسية. وربط الكاتب بين مأساة الموريسكيين الذين اضطهدوا على أساس دينى بسبب وصول ملكين متشددين دينيًا إلى الحكم، واعتمادهم لفكرة المواطنة على أساس الدين، ربط بين هذه المأساة وبين وصول الاخوان إلى الحكم فى أعقاب ثورة 25 يناير، طارحًا تخوفاتهم من صعود التيارات الدينية وسيطرتها على مقاليد الحكم، ما قد يعيدنا إلى زمن محاكم التفتيش فى الضمائر والصدور، وتفسير وتأويل الأمور وفقًا لفهم ووعى هذه الجماعات، وهو ما قد ينتج من جديد المأساة الكبرى التى عاشها الموريسكيون لمدة مائة وعشرين عامًا، والتى انتهت بتشتيتهم عن بلادهم مدة خمسة قرون، وحتى الآن ما زالت مأساتهم قائمة وبحاجة لمن يرف بعضا من وطأتها على صور المنتمين لها.