لماذا أعلنت السفارة الأمريكية عن لقاء السفيرة مارجريت سكوبى ومحمد البرادعى الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، دون تكتم، فى حين أبقى البرادعى ومناصروه الأمر سراً إلى أن كشفته السفارة؟ انفرد اليوم السابع بنشر خبر لقاء البرادعى وسكوبى أمس الثلاثاء، وكنا قد حاولنا تأكيد المعلومة أو نفيها من قبل الجانبين، منذ علمنا بالأمر، فوصلنا رد السفارة بتأكيد اللقاء على الفور، والتوضيح بأنه جاء ضمن سلسلة اللقاءات التى تعقدها السفيرة مع الشخصيات السياسية والبارزة فى المجتمع المصرى. وعلى عكس توقعاتنا انتظرنا طويلا للحصول على معلومات من جانب المتحدثين باسم البرادعى وأنصاره، حيث كان الرد الوحيد الذى وصلنا هو أنهم لا يعلمون إذا كان قد تم لقاء أم لا، نفس هؤلاء هم من أعلنوا عن مشاركته فى الوقفة الاحتجاجية الأخيرة بالإسكندرية، وجولاته بالمحافظات والمدن المصرية، وحتى آخر لحظة وقبل نشر الخبر كانوا مصرين على عدم امتلاكهم أى معلومات حول الأمر. الحجج التى قد أثارها البعض بأن الصحف القومية تستغل مثل تلك المواقف لتعبئة الجمهور ضد شخص بعينه بحجة "الاستقواء بالخارج"، تبدو أيضاً غير منطقية مع دعوة كسر القيود وتغيير الواقع اللاشفاف الموجود حاليا. فالدعوة للتغيير تبدأ من المفاهيم الشائعة المغلوطة، ولكن الانسياق وراءها والتصرف وفقا لها يهدد دعوات التغيير أكثر مما يحميها من "هجوم أعداء التغيير"، فما الهدف من انسياق المرء وراء أفكار يرفضها؟ بل ومن المفترض أنه يحاربها. رغم تأييد الغالبية للدعوة للتغيير والحراك السياسى الذى يحتاجه الشارع المصرى، إلا أنه لابد أن نتوقف لحظة لنسأل هل الهدف هو تغيير نظام حكم ووضع نظام آخر؟ هل الأمر يقتصر على الشكل دون المضمون؟ أم أننا نسعى إلى تغيير ثقافة سياسية، وتحريك القاعدة الشعبية لتصبح شريكاً فى عملية الحكم. العمل بسياسة "سرى للغاية"، فى الوقت الذى مازالت تعد فيه دعوات التغيير فى مهدها، لن يفيدها، وعلى العكس قد تكون المدخل الذى يستغله معادو التغيير للنيل من مصداقيته، فالمثل الذى قد يحتذى به الكثيرون ويجمع خلفه المؤيدين، هو العمل بمبدأ التغيير الحقيقى بعيداً عن قوالب السياسة المصرية.