نقيب المحامين يصدر تنويها مهما بشأن أزمة الرسوم القضائية    فرص عمل فى الأردن بمرتبات تصل إلى 22 ألف جنيه شهريا .. اعرف التفاصيل    إعفاءات من الضرائب.. بشرى لأصحاب المشروعات ذات حجم أعمال أقل من 20 مليون جنيه    "ليس لديها خطة".. عائلات الأسرى الإسرائيليين تنتقد الحكومة بعد عودة فريق التفاوض من الدوحة    سقوط طائرة تدريب جديدة .. خلل فني أم قلة كفاءة؟ .. هل أثّر الانشغال الاقتصادي على الأداء العسكري؟    ستشاهده أكثر من مرة.. هدف صاروخي لمرموش مع مانشستر سيتي (فيديو)    ريمونتادا اكتملت في ال+90.. التعاون يهزم الرياض بالدوري السعودي    «صدام مع الكبار».. 3 أزمات وضعت ثروت سويلم في «وش المدفع»    لامين يامال يغازل أرقام ميسي التاريخية    وفاة أربعيني سقط من الطابق الثالث في عقار بالأقصر    غرق ثلاثة أطفال داخل ترعة بالدقهلية أثناء الاستحمام    ياسمين صبري تخطف الأنظار في ثامن أيام مهرجان كان.. كيف اختارت إطلالتها؟ (10 صور)    جميلة وساحرة.. إطلالة لميس رديسي في مسابقة ملكة جمال العالم (صور)    أكثر من 100 مليون دولار.. فيلم «Final Destination: Bloodlines» يتربع على عرش شباك التذاكر العالمي    هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل؟.. أمين الفتوى يُجيب    تعرف علي موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    فيديو- أمين الفتوى: قوامة الرجل مرتبطة بالمسؤولية المالية حتى لو كانت الزوجة أغنى منه    حكم الاحتفال بعيد الميلاد.. أمين الفتوى: احتفل بما يفرحك واجعله فرصة للتأمل في حياتك مع الله    وفد صيني يزور مستشفى قصر العيني للتعاون في مشروعات طبية.. صور    الحليب قد يسبب الصداع للبعض- إليك السبب    نقيب المحامين يحذر من القرارات الفردية في التصعيد بشأن أزمة الرسوم القضائية    جولة تفقدية لوزير السياحة والآثار بدير أبومينا ومارمينا بالإسكندرية    أسرة عبد الحليم حافظ تصدر بيانا لإنهاء جدل زواجه من سعاد حسني وتطالب عائلة السندريلا بتقديم أصل عقد الزواج العرفي    البابا تواضروس ووزير السياحة ومحافظ الإسكندرية ومديرة اليونسكو يتفقدون مشروع حماية منطقة أبو مينا الأثرية    حملة مكبرة لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية بالقليوبية    عيدان ألكسندر: كنّا نجلس مع السنوار في شقق ومساجد وحتى في الشارع    موعد مباراة الزمالك القادمة أمام بتروجيت في الدوري المصري والقناة الناقلة    طرح 15 ألف وحدة لمتوسطي الدخل في 15 محافظة (تفاصيل)    وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة للمنطقة الغربية    بكلمات مؤثرة.. دنيا سمير غانم تحيي ذكرى رحيل والدها    وزير الصحة: ملتزمون بتعزيز التصنيع المحلي للمنتجات الصحية من أجل مستقبل أفضل    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية رشوة وزارة الري    بروتوكول تعاون بين جامعة جنوب الوادي وهيئة تنمية الصعيد    القائم بأعمال سفير الهند: هجوم «بهالجام» عمل وحشي.. وعملية «سيندور» استهدفت الإرهابيين    تغيير ملعب نهائي كأس مصر للسيدات بين الأهلي ووادي دجلة (مستند)    شروع في قتل عامل بسلاح أبيض بحدائق الأهرام    إقبال منخفض على شواطئ الإسكندرية بالتزامن مع بداية امتحانات نهاية العام    الجيش الصومالى يشن عملية عسكرية فى محافظة هيران    «لسه بدري عليه».. محمد رمضان يعلن موعد طرح أغنيته الجديدة    عبد المنعم عمارة: عندما كنت وزيرًا للرياضة كانت جميع أندية الدوري جماهيرية    بعد 9 سنوات.. تطوير ملاعب الناشئين في نادي الزمالك    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    المشرف على "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" تستقبل وفدًا من منظمة هيئة إنقاذ الطفولة    «الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» يوضح مواصفات الحجر الأسود؟    خالد عبدالغفار يبحث تعزيز التعاون مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا    رئيس الوزراء يعرب عن تقديره لدور «السعودية» الداعم للقضايا العربية    «زهور نسجية».. معرض فني بكلية التربية النوعية بجامعة أسيوط    وفاة عجوز بآلة حادة على يد ابنها في قنا    طريقة عمل البصارة أرخص وجبة وقيمتها الغذائية عالية    حكومة بلجيكا تتفق على موقفها بشأن الوضع في قطاع غزة    ب48 مصنعاً.. وزير الزراعة: توطين صناعة المبيدات أصبح ضرورة تفرضها التحديات الاقتصادية العالمية    استمارة التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026    "أونروا": المنظمات الأممية ستتولى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة    17.3 مليون سيارة كهربائية تباع عالميًا في 2024.. الصين تتربع على القمة    محافظ بورسعيد: المحافظة ظلمت بسبب إدراجها ضمن المدن الحضرية    شقق متوسطى الدخل هتنزل بكرة بالتقسيط على 20 سنة.. ومقدم 100 ألف جنيه    جامعة سوهاج تعلن انطلاق الدورة الرابعة لجائزة التميز الحكومى العربى 2025    المغرب: حل الدولتين الأفق الوحيد لتسوية القضية الفلسطينية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تركيزك فى النصف الفارغ من الكوب قد يدفعك لكسر الكوب كله
بنتين من مصر
نشر في اليوم السابع يوم 25 - 06 - 2010

مساحة شاسعة بين الوطن فى فيلم أحمد حلمى «عسل إسود» الذى يطالبنا بأن نتكيف مع كل عيوبه وفساده، لأن مصر فيها حاجة حلوة، والوطن فى فيلم «بنتين من مصر» عند المخرج محمد أمين، والمساحة تحاكى تماما الفارق بين الصحافة المعتدلة التى تنظر إلى الكوب كاملا بنصفيه الفارغ والممتلئ، والصحافة السوداء التى تؤكد دوما أن الأفق مسدود والانفجار قادم لا محالة.
خرجت من الفيلم ممتلئة بالسواد، وإحساس ثقيل يكتم على روحى، ولم أستطع الفكاك منه، تماما مثل أبطال الفيلم الذين باتوا لا يفكرون سوى فى الهجرة والفرار، منهم من يهرب خوفا من الانفجار، والآخر حاول أن يتكيف ويعيش ولكن الفساد يمنعه، والثالث يبصق على البلد قبل سفره.
من داخلى قاومت الفيلم رافضة هذا السواد المحتوم، رغم أننا جميعا نعيش تفاصيله يوميا، ولكن حوارا مقتضبا مع سائق سيارة أجرة بسيط وهو رجل جار عليه الزمن، على حد تعبيره، أخذ يحدثنى عن العيشة التى لم تعد تحتمل، بداية من رغيف العيش الذى لا يؤكل، وأولاده الذين يحتاجون بحسبة بسيطة إلى 450 جنيها للإفطار فقط شهريا، وهو يقصد هنا 15 جنيها للفول والطعمية، لم يطمح فى شىء أكبر من ذلك، وابنه الذى يدرس فى إحدى المدارس الثانوية المهنية، والمدرس الذى يبتز أموالهم للنجاح بمجموع كبير ليلتحقوا بكلية الهندسة، ويسألنى الرجل عن المدرس وقدسيته، وعن الوظيفة التى سيعمل فيها ابنه بعد التخرج مؤكدا أنه سيصبح مساعد مهندس فاشلا.
تأكدت أن محمد أمين يملك الحق فى الطرح الذى قدمه فى الفيلم، رغم سوداويته، حيث اختار قصة اجتماعية لفتاتين تعانيان من العنوسة، مثل ملايين الفتيات المصريات، حيث تدور أحداث الفيلم حول قضية العنوسة، وارتفاع سن الزواج عند الفتيات على خلفية أحداث سياسية تعيشها مصر من مظاهرات وحادثة غرق العبارة السلام 98 والهجرة غير الشرعية، والتى تؤكد أن الحياة فى مصر باتت بلا أمل، ف«حنان»/ «زينة» و«داليا»/ «صبا مبارك» بنات عمومة وتعمل الأولى أمينة مكتبة وحاصلة على لقب الموظفة المثالية، والثانية طبيبة فى أحد المستشفيات الحكومية، وتحضر رسالة الماجستير بعد تفوقها فى الدبلومة، تنتميان للطبقة المتوسطة، وعلى قدر من الجمال، لكنهما بلغتا الثلاثين ولم تتزوجا، حيث عاشتا فى مجتمع شرقى يحرم علاقة الصداقة بين الولد والبنت، وتتعاملان مع الثقافة الجنسية باعتبارها محظورات لا يجب الاقتراب منها.
ونرى حنان أو «زينة» كلما تحصل على مكافأة تذهب لشراء «قميص نوم» غالى الثمن، وتضعه فى «الدولاب» ومؤرخ عليه تاريخ الشراء، وكل ما تتمناه هو اليوم الذى تحلم فيه بارتداء هذه الملابس لزوجها، الذى تتخيله فى العديد من الوجوه التى تصادفها، سواء فى المواصلات العامة أو زملائها فى العمل، ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة للدكتورة داليا أو «صبا مبارك»، التى رغم تفوقها الدراسى يظل حلم حياتها الزواج، وتصادف الكثير من النماذج السلبية لشباب أصبح ضحية الازدواجية الاجتماعية التى باتت تحكم تعاملاتنا.
يرصد الفيلم أيضاً حالة الوجع التى يعيش فيها المصريون بعيداً عن أى فرص حقيقية للتحقق والتواجد الإنسانى، ورغبة الكثير من الشباب فى الهروب وترك البلد يغرق، لأنه- على حد تعبير أحد الأبطال- وصل إلى المنحدر ولن ينقذه شىء.
ويحفل الفيلم بإشارات عن التعذيب فى أقسام الشرطة والإهانات التى يتعرض لها المواطن، دون وجود رادع للظلم، ويبدو العمل شديد القتامة، كما يمتلئ بخطاب شديد الأخلاقية والمحافظة فيما يتعلق بعلاقة الرجل والمرأة.
ويركز محمد أمين فى جمله الحوارية على الوازع الدينى والأخلاقى، مثل مشهد ذهاب زينة إلى الطبيبة النفسية، عندما تسألها عن الجنس فى حياتها فتقول لها «الجنس مقدور عليه فى إشارة إلى العادة السرية- أما الحرمان الحقيقى فهو الحرمان العاطفى» وحواراته الأخرى تؤكد أنها تعيش تحت ثقل فكرة العقاب والثواب والجنة والنار، وتدين فكرة إقامة علاقة خارج إطار الزواج الرسمى الذى ترضى عنه المؤسسة الدينية، حتى لو كان عبر الزواج العرفى أو المسيار، من خلال الشخصية التى قدمتها جيهان سلامة، الطبيبة التى تتزوج عرفيا من طبيب زميل لها، لكنها لا تمارس معه علاقة جنسية كاملة لتحافظ على بكارتها. محمد أمين رغم أن فيلمه يحمل رصدا وإدانة كاملة للنظام السياسى وتحميل جزء كبير من الفساد الذى نعيش فيه لأخطاء ثورة يوليو من خلال إطلاقه اسم جمال على كل الشخصيات التى ارتبطت بهم صبا مبارك، فإن الفيلم لم يحفل بصورة بصرية متنوعة، واعتمد فى توصيل أفكاره على الحوار أكثر من الصورة، خصوصا فى الجزء الأول منه، وهذا أدى إلى تكرار المعلومات والتأكيد عليها فى أكثر من مشهد، كما أن الشخصيات فى جزء كبير منها تتحدث بلسان المخرج ووجهة نظره وليس بمنطق الشخصية، إلا أن محمد استطاع فى نفس الوقت إدارة ممثليه بدرجة عالية من الحرفية، حيث أجادت زينة وصبا التى تقدم دورها الأول فى السينما المصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.